في مؤتمر الكبد الأخير كان لي فرصة لقاء وتحدث مع أطباء مؤهلين وأطباء يتدربون في تخصصات طبية دقيقة. وإذا أضفنا إلى ذلك وجود أعداد كبيرة من الطلبة المبتعثين في شتى التخصصات فإن ذلك يوحي بخير يعود على الوطن بطله الأول خادم الحرمين الذي فتح باب الابتعاث على مصراعيه لإدراكه بأن العلم هو طريق المستقبل. وهذا يستوجب منا الشكر لحكومتنا على ما تبذله من جهود كبيرة للرقي بالوطن إلى مصاف الدول المتقدمة. ما لاحظته شيء يلاحظه الجميع ولكن لا بأس منه كمدخل لموضوعي الذي فيه شيء من الخطورة. كما قلت تحدثت مع بعض الأطباء ولا حظت ما لم ألحظه من قبل. أطباء غادروا حديثا إلى الولاياتالمتحدة أو كندا بشكل نهائي. متدربون على وشك إنهاء تدريبهم لا ينوون العودة إلى الوطن. بعضهم يعمل في أفضل المراكز الطبية الأمريكية، وبعضهم لديهم عروض مغرية مادية وأكاديمية، والآخر يبحث عن أفضل الفرص. وكلهم في مقتبل العمر مما يعني قدرتهم على العطاء لحوالي ثلاثين عاما قادمة. كما أن هناك اتجاها لأطباء الداخل للهجرة الإقليمية والعالمية. لا أستطيع أن أتحدث عن حجم هذه الظاهرة لأن هذه مجرد ملاحظات صادقة. ولكن ملاحظة المختص تستدعي أن يكون هناك استقصاء مؤسساتي من جهة مستقلة لدراسة مثل تلك الظاهرة ومعرفة حجمها ودراسة أسبابها وعمل الخطط اللازمة لعلاجها. كما أرجو من مراكز البحث الخاصة دراسة تلك الظاهرة على مستوى كل الدول التي فيها مبتعثون أو متدربون سعوديون. كلي ثقة في الجهات المختصة للمبادرة في رصد الظاهرة وعلاجها. ومن الضرورة معرفة ما إذا كانت هذه الظاهرة حكرا على الأطباء أو أنها منتشرة في التخصصات الأخرى. لقد ترردت كثيرا في كتابة الموضوع ولكن الأمانة أقوى من أية حسابات أخرى. المهم ألا نعمد الجهات ذات الاختصاص إلى موقف دفاعي وتبريري.