تحدث الفنان عبادي الجوهر يوم أمس في برنامج "صباح العربية" عن واقع الأغنية السعودية ووصفها بالمتطورة وأنها تعيش نقلة نوعية على مستوى الكلمات والألحان، ورغم غرابة تصريح كهذا؛ خاصة أنه يأتي من مطرب وملحن قدير له اعتباره، وفي وقت يكاد يتفق فيه الجميع على تردي حال أغنيتنا، إلا أننا سنأخذ تصريحه على محمل المجاملة لزملائه ليس إلا، إذ المعروف عنه طيبته وأخلاقه العالية وحرصه على عدم إيذاء أحد. المفارقة أن حديثه جاء في نفس الأيام التي قدم فيها المغنيان رابح صقر وخالد عبدالرحمن أغنيتين جديدتين بعنوان "خاين ضمير" و"ست الستات"، وهما على درجة من السوء بحيث يمكن اعتبارهما أبلغ رد على من أثنى على الواقع الحالي للأغنية السعودية؛ سوء في اللحن، وصخب وضجيج في التوزيع الموسيقي، وانعدام فادح للحاسة الجمالية التي هي الشرط الأساسي لأي عمل موسيقي ناجح، وكل ذلك يأتي من فنانين كبار يعتبرون من قادة الساحة، فعن أي تطور نتحدث؟ عندما نقول ان الأغنية السعودية تطورت وحققت نقلة نوعية، فهذا يعني بداهة وبمقياس خطي بسيط أن الأغاني الحديثة أفضل من القديمة، أي أن "خاين ضمير" مثلاً أفضل من "غريبة" لرابح صقر، أو "ست الستات" أفضل من "تقوى الهجر" لخالد عبدالرحمن، وهذا بالطبع غير صحيح بل إن المقارنة غير مقبولة من الأساس لأن الأغاني في السابق كانت جميلة بالفعل بينما هي الآن مزعجة وفقيرة وتترنح بفعل التدخل "الجائر" من غير الموهوبين شعراً ولحناً وأداء. الأغنية السعودية أخذت حقها من المجد في الثمانينيات ولم يعد لها سوى الأطلال، بلغت ذروة تألقها في تلك السنوات العظيمة ووصلت إلى أقصى ما يمكن الوصول إليه، وهي لا تفعل منذ ذلك الحين سوى التراجع عن هذه القمة باتجاه القاع؛ حيث الرداءة الذوقية، وهذا ما لم يقله عبادي الجوهر صباح أمس؛ ربما مجاملة لرفاق دربه.