حافظت المملكة على مركزها كأكبر منتج للنفط الخام بالعالم بقدرة إنتاجية تصل إلى 12 مليون برميل يوميا وبطاقة إنتاجية فائضة تزيد عن 4 ملايين برميل يوميا، وأثبتت ريادتها لصناعة النفط خلال السنوات الماضية بما تمتلكه من تقنية حديثة وبرامج ساهمت في توسيع الاستكشافات النفطية ورفع القدرة الإنتاجية لحقول النفط وتحسين كفاءة الإنتاج، ما عزز من مكانة المملكة الاقتصادية في مشهد الاقتصاد العالمي. ونقلت مراكز إحصائية عالمية تعنى بصناعة النفط خلال الأسبوع الماضي أن المملكة استطاعت أن تبقى على مدى السنوات الماضية تتربع على قمة الدول المنتجة للنفط بالعالم سواء من ناحية الطاقة الإنتاجية أو احتياطيات الزيت الخام التي تصل إلى حوالي 260 مليار برميل مشككة بالإحصائيات التي قدمتها فنزولا وادعت بأنها تمتلك احتياطيات تصل إلى 296.5 مليار برميل، مشيرة إلى أن هذه ربما تكون احتياطيات محتملة وليست مؤكدة وهو أمر لا يعتد به. وأشارت إلى أن السعودية لديها خبرة عميقة في الصناعة النفطية وبرامج تتكئ على بحوث متخصصة تستخدم تقنية النانو لدراسة الحقول البترولية وتحسين كفاءة إنتاجها ما يساهم في مد عمرها الافتراضي ويفضي إلى الاستفادة القصوى من مخزوناتها ويعظم من عائداتها المالية على الاقتصاد الوطني. ولفتت دراسات متخصصة إلى أن السعودية أثبتت موثوقيتها كبلد منتج لمصادر الطاقة التي يحتاجها العالم دون التأثر بأي عوامل سياسية بانية علاقاتها على أسس تجارية واقتصادية تراعي مصالح الدول المنتجة والمستهلكة بما يعزز التنمية المستدامة لشعوب العالم، ويحقق لها العيش الكريم، ويدعم من تنامي الصناعات الحديثة والتكامل بين هذه الصناعات بما يقوي مساهمتها في الاقتصاد وحركة التجارة العالمية. وعزا محللون نفطيون النجاحات التي حققتها المملكة في مجال صناعة الطاقة خلال السنوات القليلة إلى انتهاجها أسلوب التكامل في المشاريع البترولية والبتروكيماوية ما ساهم بفاعلية في التقليل من تكاليف المشاريع العملاقة، الأمر الذي مكنها من التميز في محك المنافسة في الأسواق العالمية، من خلال تقديم منتجات بمعايير عالمية وأسعار تنافسية. إلى ذلك ذكرت مصادر نفطية أن احتياطيات النفط المؤكدة لدى دول الأوبك ارتفعت إلى ما يقارب 1.2 تريليون برميل خلال عام 2011م في ظل تنامي الاستكشافات لدى الدول الأعضاء بالمنظمة، مشيرة إلى أن نسبة نمو الطلب على المنتجات النفطية خلال العام الحالي 2011م صعدت بنسب متفاوتة أعلاها الطلب على الديزل بنسبة 41%. من ناحية ثانية ارتفعت أسعار عقود النفط في أسواق الطاقة أمس الجمعة في مستهل تعاملاتها الصباحية، حيث صعد الخام الأمريكي مقتربا من 100 دولار للبرميل متأثرا بسخونة الأجواء السياسية في منطقة الشرق الأوسط وخاصة بعد عودة التوتر بين إيران والغرب، كما تعزز المسار الصاعد لأسعار النفط بعد أن انحسرت بعض المخاوف بشأن قضايا ديون ايطاليا وبروز بيانات أمريكية تظهر تحسنا طفيفا في الاقتصاد الأمر الذي عزز رغبة المستثمرين في المخاطرة وشراء عقود النفط الآجلة وسط توقعات بأن يزيد الطلب على النفط لمواجهة متطلبات الشتاء الذي أطل بناصيته على الجزء الشمالي من الكرة الأرضية.