أثبتت شركة أرامكو السعودية أنها عملاق النفط العالمي الذي يتربع على قمة صناعة النفط ويعتلي قمة التطور التقني من خلال تعزيز قدراتها الاستكشافية وعملياتها الإنتاجية، حيث تمكنت من رفع عدد حقول النفط والغاز السعودية المستكشفة إلى 112 حقلا بإضافة خمسة حقول خلال العام الماضي 2010م لتحافظ على الاحتياطيات المؤكدة من النفط الخام عند 260.1 مليار برميل ومن الغاز الطبيعي عند 279 تريليون قدم مكعب. وأظهرت المعلومات التي صدر مؤخرا عن شركة أرامكو السعودية بأنها قادرة على إبقاء طاقتها الإنتاجية فوق 12.5 مليون برميل يوميا، ما بعث الارتياح لدى الأسواق البترولية العالمية التي تنظر إلى المملكة على أنها الجهة الموثوقة في إمدادات مصادر الطاقة وتأمين الوقود إلى المستهلكين على أسس اقتصادية تراعي المصالح المشتركة للمنتجين والمستهلكين وتدعم انتعاش الاقتصاد العالمي من جهة وتعزيز الصناعات البترولية من جهة أخرى. وكشفت أرامكو السعودية أنها ستعمل على مدى العقدين القادمين على خوض مرحلة التحول الاستراتيجي من شركة رائدة للنفط والغاز، إلى شركة طاقة وكيميائيات تتسم بالعالمية الحقيقية والتكامل التام، وتمتلك أعمالاً واسعة النطاق في المملكة ومختلف أنحاء العالم وهو ما تطلق عليه الالتزام بقيادة المبادرات الاقتصادية محليا وعالميا في سعي حثيث لإيجاد حلول للقضايا التي تهم المملكة وصناعة الطاقة العالمية، لتعظم من إنجازاتها كشركة بارزة في مجال التنقيب عن الزيت والغاز وإنتاجهما وتكرير وكيميائيات متكاملة عالمية المستوى لتحتل مرتبة الصدارة في الأداء والربحية والابتكارات التقنية، ما يعزز من الاقتصاد السعودي والتنمية المستدامة بالمملكة. وأفصحت أرامكو بأنها أنتجت 2.9 مليار برميل من النفط الخام خلال العام الماضي بالإضافة إلى 3.4 تريليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي لمواجهة الطلب العالمي والمحلي، حيث اتجهت ما نسبته 55% من صادراتها من البترول الخام إلى أسواق الشرق الأقصى، بينما ذهبت نسبة 16% إلى الأسواق الأمريكية و6% إلى أسواق دول البحر المتوسط 4% إلى أوروبا، فيما توزعت نسبة 19% على عدد من الأسواق العالمية الأخرى. ويرى محللون نفطيون أن النفط سيظل يمثل العنصر الرئيس في مزيج الطاقة العالمي ما يحتم على شركات النفط العالمية ضرورة مضاعفة جهودها في تطوير تقنية الطاقة والعمل على دعم الاختراعات الحديثة التي تساهم في كفاءة الطاقة بما يحافظ على مصادر الوقود الاحفوري والتركيز على تقنيات جديدة ترفع من القيمة المضافة وتحول دون الإنتاج بكميات تؤثر على الاحتياطيات وتراعي أجيال المستقبل في هذه الثروة الناضبة. وفي شأن ذي صلة استقرت أسعار النفط قرب 100 دولار للبرميل لخام ناميكس و119 دولاراً للبرميل لخام برنت خلال بداية التعاملات في الجلسة الصباحية ليوم أمس الجمعة في الأسواق لآسيوية والأوروبية بعد أن نتجت تطمينات من معظم المنتجين وعلى رأسهم السعودية من أن الأسواق لن تعاني شحا في إمدادات الطاقة رغم إخفاق دول الأوبك في اتخاذ قرار بزيادة الإنتاج خلال اجتماعها الأربعاء الماضي الذي شهد مناقشات وصفت بأنها انداحت عن أهداف المنظمة إلى استعراضات بهلوانية من بعض الأعضاء افتقرت إلى الموضوعية في الطرح والواقعية في الرؤية، غير أن الدول الخليجية الأعضاء التي تتسم بالحكمة والعقلانية والحرص على مصالح الدول المنتجة ساهمت في تلطيف أجواء الحوار والمحافظة على لحمة المنظمة، وآثرت أن تقبل التصويت حتى وإن كان غير مقنع لتضفي جوا من الديمقراطية على قرارات المنظمة.