استشعر المهندس والباحث السعودي بدر بن محمد المطيري معاناة المواطنين في عملية الوصول إلى المسئولين وشرح معاناتهم والبحث عن حلول لها بدون تجاوز النظام، حيث أخذ على عاتقه البحث عن الحلول المناسبة لها مستغلاً أحدث وسائل التقنية ونظم البرمجة ليقدمها في رسالته للدكتوراه، ونظرا لما تقدمه هذه النظرية من خدمة كبيرة للمواطن. «الرياض» كان لها هذا الحديث مع المهندس والباحث السعودي بدر بن محمد المطيري وهذا نصه: * في البداية ما هو موضوع رسالتك لنيل درجة الدكتوراه؟ - في هذه الرسالة سعيت إلى زيادة ثقة الاتصال بين أنظمة الحكومة الإلكترونية ومستخدمي هذه الأنظمة وذلك من خلال علم تفاعل الإنسان مع الكمبيوتر «Human Computer Interaction «HCI واستخدام إحدى أدواته Multimodal مثل الأفتار(Avatar). * لماذا اخترت هذا الموضوع، وما هي أهدافه؟ - اخترته لما لمسته من معاناة المواطنين في مقابلة المسئولين أو مراجعة الدوائر الحكومية أو ما يتكبده الإنسان من عناء السفر وزيادة الازدحام، ووجدت أن أفضل حل لهذه المشكلة هو استخدام التقنية لما لها من إمكانات في إيصال صوت المستخدم للمسئول، ويعتبر هذا البحث أحد الحلول في إنهاء المعاملات من أي مكان من خلال الإنترنت أو الآيفون بإرسال ملف على شكل ملف صوتي أو ملف أفتار (صوت مع صورة متحركة تظهر ملامح الشخص ولكن ليست صورته الحقيقية) يصف فيه موضوع المشكلة وكذلك حالة الشخص مثلاً (سعيد، طبيعي، حزين) وأيضاً يقوم بإرفاق جميع الأوراق الثبوتية، كما يعطيه النظام مباشرة رقم طلب من خلال البريد الإلكتروني أو رسالة هاتفية قصيرة، ويستطيع بعد ذلك متابعة الطلب من خلال البوابة الإلكترونية ويدخل هذا الطلب إلى النظام على شكل تذكرة ترسل إلى الشخص المسئول وتعطى له مدة زمنية محددة إذا لم يغلق هذا الطلب يصعده النظام إلى الشخص المسئول الأكبر (المدير المباشر) حتى يصل إلى رأس الهرم الإداري حتى تحل المشكلة. * ماهي الفوائد المتوقعه منه؟ - زيادة ثقة المواطن أو المستخدم بالأنظمة، وتفاعل أكثر مع الأنظمة وأنها ليست مجرد أنظمة لسداد رسوم وتقديم بعض الخدمات بل نظام يحاكي ويحل وينفذ، وما يحدث حالياً في بعض المواقع الحالية فأنت فقط ترسل بريدا إلكترونيا أو تقوم باتصال وأنت لا تثق بأن شكواك أو معاناتك سوف تحظى بالاهتمام وأنها سوف تحل وهي مشكلة حقيقية عند كثير من الناس، فمثلاً عندما نشاهد المواطن عندما يحاول تقديم معروض أو خطاب وهو في غير العاصمة أو في الخارج يذهب إلى البرقيات أو البريد أو الهاتف للرفع بمعروض، ولكن هذا النوع يحتاج لكثير من المتابعة ولا يمكن أيضاً إرسال الأوراق الثبوتية أو غيرها، ومن هنا لمعت فكرة مشروع البحث بأن لا يذهب إلى أي مكان بل مجرد إرسال طلب وإرفاق كل الأوراق الثبوتية المتعلقة بالمشكلة، وسوف يقوم النظام بمتابعته تلقائيا، علماً بأن المشرف على هذا البحث البروفسيور الدكتور ريغاس ديمتري في المملكة المتحدة، وهو المتحدث الرسمي في العالم عن علم تفاعل الإنسان مع الكمبيوتر في الموتمرات الدولية وهو علم جديد يدرس طرق تفاعل الإنسان مع التقنيات الحديثة من حاسب وإنترنت وبرامج وأنظمة وأجهزة أيضاً. م. بدر المطيري * هل عرضت هذا الموضوع على جهات مختصة يمكنها الاستفاده من هذا المشروع؟ - نعم تم عرضه على برنامج الحكومة الإكترونية التابع لوزارة الاتصالات وتقنية المعلومات وكذلك وزارة التعليم العالي ووزارة المياه والكهرباء والبريد السعودي وسوف نعرضه على الديوان الملكي للاستفادة من الفكرة وتطبيقها. ونحن بصدد تسميته مشروع (المعاريض الالكترونية). * ما هي الجهات التي تفاعلت معك؟ وماذا تم؟ - وزارة التعليم العالي ممثلة بوكيل الوزارة للتخطيط وتقنية المعلومات الدكتور عبدالله الفنتوخ ووجدنا كل ترحيب واهتمام وذلك من خلال أيقونات التواصل مع الوزير والموجود على موقعهم وكذلك البريد السعودي ممثلاً في م. وحيد بوسعيد مدير الخدمات الالكترونية، و م. عبدالعزيز الخرعان من خلال برنامج خدمة العملاء ولهم كثير الشكر على تعاونهم معنا لتطوير البحث العلمي لما فيه الخير الكثير للبلاد وللعباد. * ما هو تأثير العادات والتقاليد السعودية في مثل هذا البحث؟ - بما أن أهم الأشياء التي يتصف بها المواطن السعودي هي إسلامه وعروبة ومن خصائصها كرامته فهو لا يريد أن ينتظر ساعات طويلة أمام الشباك أو في مكتب أحد المسئولين والتي قد تمتد لأيام أو أشهر لكي يجد حلا لمشكلته، وهذا ما ينادي به خادم الحرمين الشريفين حفظه الله في كل مناسبة ومكان وزمان وهو حفظه الله يطالب الوزراء والمسئولين بأن يهتموا بالمواطنين وتسهيل أمورهم، كما أن الأفاتار يظهر علامات الحزن أو الغضب أو نوع التأثير المطلوب للمرأة دون الحاجة إلى كشف وجهها وهي خاصية جيدة تناسب مجتمعنا. * كيف يمكن أن تتفاعل المرأة مع هذا المشروع؟ وهل هناك معوقات؟ - من الجميل جداً أن مميزات نظام الحكومة الإلكترونية والهدف منها هو التسهيل على الناس في أقل وقت وتكلفة وكذلك الحفاظ على الخصوصية، حيث تستطيع المرأة وهي المستفيد الأول من النظام بأن تعمل عليه بكل راحة، لعدم قدرتها على الخروج في أي وقت أو مقابلة الرجال ومزاحمتهم وعناء الانتقال، وكذلك مسألة «الحياء» في التعريف بمشكلتها أمام الموظف أو المسئول، ولا يوجد معوقات في النظام فقط أن تتدرب على كيفية الاستخدام وهي سهلة كاستخدام الهواتف النقالة. * ما هي توقعاتك لنتائج البحث؟ - نظراً لأن مشروع البحث يهدف إلى تحسين الاتصال ورفع مستوى الخدمة عند الناس فأعتقد أن هذا سيكون له أثر كبير في المجتمع وخصوصاً ونحن مقبلون على نقله المجتمع المعلوماتي وكيفية الاستفادة من هذه الثورة المعلوماتية، لأننا في البحث نأخذ قياسات عدة مثلاً حواس الإنسان وقدرتها على التفاعل وعامل الرضا وعامل الخطأ، وجميع هذا القياسات تبين مدى الاستفادة والأثر الإيجابي.