أطلقت هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات الأسبوع الماضي ، حملة توعوية لنشر ثقافة الاستخدام الأمثل لتقنيات الاتصالات وتقنيات المعلومات ، وسوف تستمر هذه الحملة لمدة شهر كامل ، وهدفها الرئيس توعية أفراد المجتمع بالاستخدام الأمثل والصحيح للتقنية سواء كانت إنترنت أو هاتف جوال أو أي وسيلة أخرى من وسائل تقنيات المعلومات المختلفة. سبب إطلاق هذه الحملة تزايد شكاوي المواطنين حول إساءة استخدام التقنية من البعض ، كقضايا الابتزاز والتشهير والتهديد من خلال الإنترنت أو الهاتف الجوال وتطبيقاتهما المتعددة . ورغبة من الهيئة في الحفاظ على حقوق المواطنين وحماية الخصوصية والسرية لمستخدمي التقنية تم إطلاق هذه الخدمة. تتعدد وتتنوع أشكال الإساءة لمستخدمي التقنية ، فهناك من يخترق البريد الإلكتروني لمستفيد ويهدد بنشر صور أو رسائل أو نحوه ، وهناك من يبتز بعض مستخدمي الإنترنت خصوصاً الفتيات ويهدد بنشر صورهنّ أو رسائلهنّ الخاصة على الإنترنت ، أو نشر بعض المقاطع الفاضحة عبر تقنية البلوتوث في الهاتف الجوال وغيرها من أشكال الإساءة المختلفة . لكن كل هذه الإساءات وغيرها تعد جرائم خطيرة يعاقب عليها نظام مكافحة جرائم المعلوماتية وينزل أقسى العقوبات على مرتكبيها ، وأعتقد أن تفعيل هذا النظام هو الحل الجذري للقضاء على مثل هذه المشاكل ، ومما يطمئن في هذا الموضوع أن هذا النظام قد غطى جميع جرائم المعلوماتية ، حتى الجرائم التي قد تحدث مستقبلاً ولا نعلم عنها قد تحوّط النظام ضدها بعبارات ومفردات مُحكمة ، أتذكرها جيداً عندما وضعنا مواد هذا النظام. وقد قرأنا في الصحف عن بعض الحالات التي حُوكمت بموجب مواد النظام وعقوباته . وقد كفل النظام لمستخدمي التقنية الحقوق المترتبة على الاستخدام المشروع لجميع وسائل التقنية وتطبيقاتها. أعتقد أن الجهود التوعوية المبذولة في هذا الجانب لا زالت دون المستوى المطلوب ، ولابد من بذل المزيد ومشاركة جميع جهات الاختصاص مثل شركات الاتصالات في توعية الجمهور ضد أخطار وسلبيات استخدام التقنية ، كما يجب أن تركز هذه الجهود على الجانب الإيجابي للتقنية وهو كبير جداً ولا يمكن شرحه أو اختزاله في هذه المقالة. فالتقنية نعمة أوجدت لخدمة الإنسانية وإسعاد البشرية ، فيجب علينا كمستخدمين لها ومنتفعين منها أن نوظفها لما يخدم أمورنا الحياتية والمعاشية والاستفادة منها قدر الإمكان ، والابتعاد عما يضر بحيث لا تتحول إلى نقمة تنغصّ علينا حياتنا ، ولابد من ردع ضعاف النفوس الذين يسيئون استخدامها ، لكي يكونوا عِبرة للآخرين من خلال تطبيق الأنظمة الصارمة عليهم . * عضو مجلس الشورى