توقعت «هيئة السياحة» في تايلاند أن تنخفض أعداد السياح في البلاد العام الجاري بنسبة 2 بالمئة، أي أقل من الهدف الذي سعت الحكومة إلى تحقيقه باستقبال 19.5 مليون سائح، وذلك بسبب الفيضانات المدمرة. وقال سورابون سفيتاسرينى، مدير الهيئة في «نادي المراسلين الأجانب» في تايلاند، أول من أمس «نحن نتوقع أن يصل عدد السياح العام الجاري إلى 19.1 مليون سائح، أي أقل من الهدف المتوقع سابقاً باستقبال 19.5 مليون سائح». وقد تعرض وسط تايلاند وأجزاء من بانكوك إلى أسوأ موجة فيضانات تشهدها تايلاند منذ عقود بعدما فاض نهر تشاو برايا على ضفتيه مطلع العام الجاري، وهو ما أدى إلى غمر المياه لحقول الأرز بوسط البلاد. وتواصل الحكومة جهودها منذ أسابيع لإبقاء قلب العاصمة جافاً، حيث تتواجد المقاصد السياحية الرئيسة والفنادق والمراكز التجارية. وقد بقي مطار سوفارنابومي الدولي بشرق بانكوك جافاً واستمر في عمله، ولكن تم إغلاق مطار دون مويانج المحلي شمال البلاد منذ منتصف شهر أكتوبر الماضي. ويشار إلى أن مطار سوفارنابومي استقبل 958 ألف راكب الشهر الماضي، بارتفاع نسبته 6.7 بالمئة، ولكن 72 ألف راكب فقط وصلوا خلال الأيام الثلاثة الأولى من شهر نوفمبر الجاري، بانخفاض نسبته 25 بالمئة، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي. وقال سورابون «إن أعداد الركاب الذين وصلوا مطار بوكيت الدولي أحد أهم المطارات في تايلاند ارتفعت بنسبة 28 بالمئة الشهر الماضي، ومازالت ثابتة تماماً»، ولكن انتعاش قطاع السياحة يعتمد بصورة كبيرة على سرعة مواجهة الحكومة للفيضانات التي لم تظهر أي دلالة على التراجع في العاصمة. وفي الوقت نفسه ، قدرت «هيئة السياحة» أنه إذا تم حل الأزمة بحلول نهاية الشهر الجاري، فإن الانخفاض في عدد السياح يمكن أن يقتصر على 200 ألف خلال العام الجاري، ما سيكبد القطاع خسارة 520 مليون دولار. وأضاف سورابون «ولكن إذا استمر وضع الفيضانات حتى نهاية ديسمبر المقبل، فإننا نقدر أن عدد السياح سيتراجع بنحو 300 ألف سائح، كما ستبلغ الخسائر 825 مليون دولار». وتدرس الحكومة التايلاندية خطة قيمتها 30 مليار دولار، للتعافي من آثار الفيضانات المدمرة التي اجتاحت البلاد. وبحثت رئيسة وزراء البلاد، ينجلوك شيناواترا، خطة بقيمة 900 مليار باهت (30 مليار دولار)، خلال اجتماع خاص لوزراء الحكومة عقد الأسبوع الماضي. وأوضح وزير الطاقة التايلاندي، بيتشاي ناريبثانبان، أن الاقتراح ينص على إنفاق مبلغ قدره 100 مليار باهت (3.3 مليار دولار) في غضون العام الجاري، لإصلاح وترميم المنشآت الصناعية المتضررة بشدة من الفيضانات التي اجتاحت إقليمي «أيوتايا» و«باثوم ثاني»، خلال موسم الأمطار العام الجاري. ومن المقرر تخصيص ما يتراوح بين 600 و800 مليار باهت لإنفاقها خلال فترة زمنية غير محددة على إصلاح نظام إدارة المياه، في أعقاب الفيضانات المدمرة التي أودت بحياة 381 شخصاً، وتسببت في خسائر تقدر قيمتها بنحو 500 مليار باهت. ويرجع وقوع الفيضانات، التي تعد الأسوأ التي تشهدها تايلاند منذ عقود، ونجمت عن موسم الأمطار الموسمية العام الجاري، لعاملين هما: سوء الإدارة، وموسم الأمطار غير المعتاد، الذي أدى أيضاً إلى وقوع فيضانات في كمبوديا ولاوس، حسب ما ذكر الخبراء. وألحقت الفيضانات الضرر الشديد بوجه خاص بسبع منشآت صناعية في إقليمي «أيوتايا» و«باثوم ثاني»، اللذين يقعان شمال بانكوك ويضمان مئات المصانع الأجنبية والمحلية. وقد تم بناء المنشآت الصناعية، على الرغم من التحذيرات بأنها تقع في مجرى فيضانات طبيعي لنهر شاو برايا، الذي يفيض من وسط تايلاند عبر بانكوك إلى خليج تايلاند.