لا شك أن وقفة يوم عرفة من أفضل وأشرف الوقفات عند الله، فيها يقف العبد بين يدي الله سبحانه وتعالى، ويباهي بعباده عند ملائكته، إنه يوم عظيم عند الله تتجلى فيه القلوب وتخضع له العباد والملائكة وترتفع فيه الأيادي والأبصار والقلوب إلى السماء متضرعة إليه تعالى بأن يمحو سيئاتهم ويحقق أمنياتهم لما يحبه الله ويرضاه، ويشكرونه ويحمدونه على السراء والضراء الذي لا يحمد على مكروه سواه، ويكافئ سبحانه وتعالى عباده المخلصين بمغفرته ورحمته ورضوانه في هذه الوقفة الفضيلة المشرفة. وفي يوم التاسع من شهر ذي الحجة لعام 1432ه كانت وقفتان مشرفتان وقفة يوم عرفة ووقفة مشرفة لخادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - يوم أصدر أوامره الملكية الكريمة بتكريم من يستحقون مقامات رفيعة لمهام جسام ولخدمات جليلة لقاء ما كسبت أياديهم من خبرات طويلة ومعاناة عميقة في خدمة دينهم ومليكهم ووطنهم ومواطنيهم بكل صدق وإخلاص وأمانة. وخادم الحرمين الشريفين أدامه الله خير معاصر وأقرب وأخبر بمعاناة وجهود سموهم الخيرة المبذولة طيلة فترات انجازات هذا البلد المعطاء، والله سبحانه وتعالى (قبل كل شيء) شاهد على ذلك، ولا مجال هنا في هذه المساحة الضيقة لذكر ذلك، وصدى ذكراهم يملأ أرجاء الوطن نبلاً وإخلاصاً وأصالة وتكريما، حيث أن جوهرهم ووجوههم وبصمات انجازاتهم الخيرة تلتصق بذاكرة كل المواطنين وفي كل مكان وأوان وستظل حدثاً تاريخياً هاماً للوطن العزيز.. ولا يسعنا هنا إلا أن نقول: نبارك لصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز الساعد الأيمن ولي العهد الأمين نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية بإضافة المهام المتعددة على عاتق سموه المشار إليها في الأوامر الملكية الكريمة الصادرة من لدن خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - يوم عرفة وذلك برئاسة لجان هامة متشعبة على قدر كبير من الأهمية والمسؤولية والحساسية ومن ضمنها وعلى رأسها وأهمها رئاسة لجنة الحج العليا لما لها من أهداف فاضلة وسامية في خدمة الحجاج والمعتمرين وزوار الحرمين الشريفين من بقاع العالم، ولاهتمام خادم الحرمين الشريفين بالعناية بالحجاج وبعد نظره - حفظه الله - ويقينه بمعطيات سموه كلف بهذه المهام الملقاة على عاتقه من قبل ملك البلاد بأن سموه على قدر كبير من المثابرة وبذل الجهد والتحمل والاهتمام لانجاز ما يصبو إليه - حفظه الله - لتحقيق طموحاته للحفاظ على الأمن والاستقرار والتطور والانماء والرخاء للوطن والمواطنين وراحة حجاج بيت الله العتيق، وهذا ما انعكس على حج هذا العام بشهادة جميع الحجاج بتأدية مناسك الحج بيسر وسهولة تامة وبقدر كبير من العناية والاهتمام من قبل حكومة خادم الحرمين الشريفين والقائمين على خدمة وراحة حجاج بيت الله العتيق والرقي بالنواحي التنظيمية والعناية الصحية والجهود الأمنية المكثفة والإرشادية الإعلامية تحت توجيهات وإشراف رئيس لجنة الحج العليا صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز - حفظه الله -. كما أن ثقة خادم الحرمين الشريفين أدامه الله بصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز وزير الدفاع وصاحب السمو الملكي الأمير سطام بن عبدالعزيز أميراً للرياض وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سعد بن عبدالعزيز نائباً لأمير منطقة الرياض وسمو الأمير خالد بن سلطان نائب وزير الدفاع وسمو الأمير سعود بن نايف رئيساً لديوان سمو ولي العهد والذين شملتهم الأوامر الملكية الكريمة لا تقل ثقة وتقديراً من لدن خادم الحرمين لخبراتهم وقدراتهم الفذة وخدماتهم الجليلة الغنية عن التعريف كما ذكرت سابقاً. لذا يستحق أصحاب السمو الملكي أسمى آيات التهاني والمباركات وأفضل الأمنيات من الجميع، سائلاً الله تعالى أن يشملهم بتوفيقه ورعايته مع كل الحب والتقدير لاستحواذهم على الثقة الملكية الغالية لتحقيق ما يصبون إليه لخدمة دينهم ومليكهم ولصالح الوطن والمواطنين، ونشيد بالموقف المشرف بصدور الأوامر الملكية الكريمة بهذا الخصوص والمصادف صدورها (في وقفة يوم عرفة الفضيل) من لدن خادم الحرمين الشريفين أطال الله عمره بكامل صحته وعافيته على رأس حكومتنا الرشيدة والأسرة المالكة الكريمة والوطن والاخوة المواطنين.