تعكس جولة صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبدالعزيز وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا وفقه الله على المشاعر المقدسة ؛ حرص ولاة أمر هذه البلاد رعاهم الله للوقوف شخصياً على مدى جاهزية القطاعات الحكومية والأهلية المعنية بشؤون الحج والحجيج. إلى جانب التعرف على الانجازات المتحققة على أرض الواقع ، من أجل تقديم أرقى وأرفع الخدمات لضيوف الرحمن. كما تؤكد في ذات الوقت تعزيز التنسيق بين كافة القطاعات ليكونوا على قلب رجل واجد ، ويدٍ واحدة ، وهم يتشرفون بخدمة وفود الرحمن ، بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ، وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع حفظهما الله.إن هذه الجولة المباركة تمثل الحافز الكبير والدافع القوي لكافة العاملين في القطاعات العاملة في الحج ، من أجل التنافس الشريف في ميدان خدمة حجاج بيت الله الحرام ، على النحو المشرف واللائق الذي يرضي الله سبحانه وتعالى ، ثم يلبي طموحات قيادتنا الحكيمة وفقها الله ومن ثمّ ضيوف الرحمن المستفيدين من هذه الخدمات. فالتوجيهات الكريمة من لدن سمو وزيرالداخلية رئيس لجنة الحج العليا إلى كافة القطاعات تعزز مفهوم الثقة بالنفس ، وتشكل حجر الزاوية في الدفع قدماً بتجويد الأداء في الخدمة ، بل التطلع إلى درجة الامتياز. كيف لا وحكومة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين ، وضعت خدمة ضيوف الرحمن ، وتوفير أقصى درجات الراحة لهم ، هدفاً استراتيجياً أنفقت في سبيل تحقيق هذه الغاية السامية النبيلة مليارات الريالات ، وسخرت الامكانات البشرية والآلية للقيام بواجب خدمة الحجيج على أكمل وجه ، لعكس الصورة المشرقة والمشرفة لأبناء وبنات هذه الأرض المباركة الذين اختصهم الله بهذه الخصيصة العظيمة. وبدون شك هم لها أهل ، وجديرون بها. وقد أثبتت الأيام والسنين والمواسم صدق هذا الحدس، ولله الحمد والمنّة والفضل والثناء الحسن.إن الاطلاع عن كثب ، والمتابعة الدقيقة ، والاستنارة بالتوجيهات السديدة من صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبدالعزيز ؛ تحقق الاستفادة من خبرة سموه الكريم في كافة المجالات وخاصة الجانب الأمني. وبكل تأكيد فإن توفير أمن الحاج هو غاية مقصد ولاة أمرنا ، وبإسناد هذه الخدمة الحيوية لشخصية قيادية فذة مثل سمو الأمير أحمد بن عبدالعزيز ، تجعل الجميع مواطنين ومقيمين وحجاج وعمار وزوار مطمنئنين لأن رجل الأمن والأمان الأول في هذه البلاد لا يألوا جهداً ولا يدخر وسعاً في سبيل توفير أقصى درجات الأمن والأمان كمظلة يتفيأ تحت ظلالها الوارفة الجميع. وفي واقع الأمر فإن جولة سموه الكريم اليوم على المشاعر المقدسة تترجم العناية الكاملة بخدمة ضيوف الرحمن ، وهي فرصة لتلمس الصعوبات إن وجدت لتذليلها بسرعة ، والعمل على تلافي أوجه القصور ، ومعالجة ما استجد من سلبيات. إذ ليس من عذر لأحد في ظل توفير حكومة خادم الحرمين الشريفين ، كل ما تحتاجه خدمة حجاج بيت الله الحرام ، وزوار المسجد النبوي الشريف. ولهذا تجيء جولة سمو وزيرالداخلية ورئيس لجنة الحج العليا ؛ للاطمئنان ، ووضع اللمسات النهائية لإكتمال منظومة الخدمات الميدانية المختلفة في المشاعرالمقدسة قبل الشروع في أعمال الحج بدءاً من يوم التروية 8 من ذو الحجة. وبكل تأكيد فإن كل ذلك يدل على استشعار المسؤولية الكبرى والمتعاظمة على عاتق الجميع لانجاح موسم الحج ، والحفاظ على التميز الذي تحقق في السنوات الماضية ، وبشهادة العالم. ومما يثلج الصدر ويشرح النفس في موسم حج هذا العام وضع المليك المفدى يحفظه الله حجر الأساس لأكبر توسعة في التاريخ للمسجد النبوي الشريف لتستوعب نحو 1.6 مليون مصل. هذا عدا المشروعات العملاقة التي أطلقها رعاه الله في الأعوام الماضية ، ومنها توسعة ساحات المسجد الحرام ، وقطار الحرمين ، وقطار المشاعرالمقدسة ، وجسر الجمرات ، ووقف الملك عبدالعزيز ، وغيرها الكثير من المنجزات الحضارية.إن وقوف صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبدالعزيز يحفظه الله على الاستعدادات في المشاعر المقدسة ، ضمانة حقيقة لنجاح خطط الحج ، ورسالة تطمئن الجميع على أن خدمة حجاج بيت الله الحرام في أيدٍ أمينة ، تسهر وتتعب من أجل ضمان راحة وسلامة ضيوف الرحمن. وليس هناك مجاملة لأي مقصر في أداء الخدمة ، وليس لكائن من كان أن يعكر صفو الجو الإيماني والتعبدي الذي يعيشه الحجاج على ثرى هذه الديار المقدسة ؛ فهذا خط أحمر. إن مثل هذه المواقف الحازمة والحاسمة تشكل الركيزة الأساسية والصلبة في ترسيخ معاني الأمن والأمان على هذه الأرض المباركة. لقد غدا الحج رحلة إيمانية مريحة وميسرة بفضل الله تعالى ؛ ثم بسياسة وخطط القيادة الرشيدة رعاها الله والتي تتلقى التهاني والتبريكات بنجاح موسم الحج في كل عام من ملوك وقادة ورؤساء وأمراء ومسؤولي العالمين الاسلامي والعربي. وبهذه المناسبة نجدد العهد والوعد والولاء والاخاص والتفاني ، مؤكدين أننا في مؤسسة مطوفي حجاج دول جنوب آسيا سنذل كل الجهود ونسخر الامكانات والطاقات من أجل التفاني في خدمة حجاج بيت الله الحرام ، وتقديم أفضل الخدمات لهم ، مسترشدين بتوجيهات ولاة أمرنا حفظهم الله لنيل رضى الله أولاً ، ثم رضاهم ، ورضى ضيوف الرحمن. نسأل الله جلت قدرته أن يجعل كل ما يقوم به خادم الحرمين الشريفين ، وسمو ولي عهده الأمين في خدمة ضيوف الرحمن في موازين حسناتهما ، وأن يجعلهما ذخراً للأمة الاسلامية. كما نرفع أكف الضراعة إلى الله تعالى أن ييسر على الحجاج حجهم وسط تكامل الخدمات ، ويعودوا إلى أوطانهم بحج مبرور وسعي مشكور وذنب مغفور.