في احدى ليالي العيد وبعد يوم جهيد ومرهق في معاناة هذه الحياة ومشاغلها، وضع رأسه المحمل بالهموم والمعاناة على وسادته الوردية وراح أسيراً لأحلامه وأمنياته الجميلة، فأطلق لمخيلته عنان السماء ليلاقي طيفاً وسيلاً متتابعاً من الامنيات والاحلام التي جعلت من ابتسامته مرتسمة على محياه فراح يغرد بهذه الاحلام شمالا وجنوبا، شرقا وغربا، فبدأ صباحه بسماع خبر بدء العمل من هذا اليوم بقطار الرياض ليتخلص من الإجهاد النفسي في زحمة شوارع الرياض، ولم يفق من هول الصدمة الا بعد قراءته خبرا آخر في الصحيفة بنقل كل الوزارات والمؤسسات التي ترتبط بالمراجعين من مقراتها في الوسط وتسببها في الزحام الى مراكز وتجمعات خدمات حكومية في الاطراف فزادت ابتسامته وزادها اكثر خبر آخر عن بدء تطبيق منع العمالة العادية من القيادة في الطرق الرئيسية لتخفيف الزحام وتبع ذلك منع استقدام السائقين الا المؤهلين منهم وفي اضيق الحدود ترقباً لقرار تأخر كثيراً وسيصدر قريباً!! ولم يمض برهة على هذه الاخبار السارة حتى جاءه الخبر الآخر عن قرار بتنفيذ الحكومة للتأمين الصحي الشامل للمواطنين وقبول المستشفيات الخاصة لكل الحالات المرضية للمواطنين وعدم منعها من الحصول على العلاج بأمر حكومي، ثم صدر قرار آخر بقبول جميع النسب للدراسة في الجامعات وفتح 5 كليات طب متخصصة في الرياض وحدها، وتوالت الاخبار والقرارات فسمع ان الصندوق العقاري سوف يقوم بتلبية جميع الطلبات كلها بحد اقصى عام 2012م! واصبحت كل الوزارات تتنافس بإصدار القرارات التي كان يحلم بها، ثم جاء دور وزارة العمل بحل مشكلة البطالة وخفضها الى 5% فقط وطبقت قرار تأنيث بيع الملابس النسائية بشجاعة قبل شهرمحرم القادم وهو الموعد المحدد، ثم قررت بعدم استقدام اي عامل اجنبي لا يحمل الشهادة الثانوية ومعه شهادة مصدقة من السفارة بخلوه من اي سابقة او عليه اي ملاحظة في بلده، ثم جاء الدور على وزارة المياه فقررت عدم انقطاع المياه مطلقاً عن بعض الاحياء ومن اثبت ذلك فسيتم معاقبة الوزارة وشركة المياه باقسى العقوبات ويمنح المواطن شهادة ومجانية المياه مدى الحياة، زادت ابتسامته وبدأ في التحرك يميناً وشمالاً وهو ممسك بوسادته من شدة الفرحة لا يكاد يطلقها الا اذا فاق من نومه واحلامه الوردية، تواصلت احلامه فاذا صديقه يبلغه بتخفيض رسوم الكهرباء وتعديل الشرائح واعطاء مهلة لذوي الدخل المحدود في السداد كل 6 اشهر وليس شهرياً وعدم قطع التيار الا في حال ثبتت مقدرته على السداد! ثم قرأ خبرا بان وزارة الخدمة المدنية تبشر كل المتقدمين وخاصة من حملة الدبلومات الصحية الذين لم يتم تعيينهم بأرقام وظائفهم ومباشرتهم في مطلع محرم القادم، توالت الاخبار السعيدة والمفرحة فها هي مؤسسة النقد تلزم البنوك بتحديد نسبة من ارباحهم للجمعيات الخيرية وتلزمهم بالحفاظ على سرية بيانات العملاء ومن اكتشف بحقه تسريب بيانات فسوف يحول من بنك الى محل صرافة فقط ويحرمون من ايداعات المواطنين في حساباتهم بدون فوائد! ، ثم سمع ان وزارة المالية قد اعلنت تطبيق بدل السكن لكل الموظفين من بداية السنة القادمة وشملت ذلك كل المتقاعدين وخصصت 6 رواتب بدل سكن لمنسوبي الضمان الاجتماعي، ولم يستوعب هذه القرارات الا بصدور قرار من هيئة الاتصالات لشركات الاتصالات بمنعهم من تزويد شركات الدعايات بأرقام العملاء وغرمت احدى الشركات غرامة مالية كبيرة واشعرتها بان هذه هي المرة الاخيرة والا سوف يتم ايقاف الشركة في اشد القرارات الجديدة ، توالت عليه الاخبار السارة من كل حدب وصوب ولم يوقف هذه الاخبار الا سماعة رسالتين من جواله افزعته من احلامه واستيقظ فزعاً وارتباكاً احداهما كانت دعاية لخط الصداقة! والاخرى كانت من صديق له يخبره بان كل هذه القضايا مدرجة على جدول اعمال مجلس الشورى! الخاطر: كل عام وانتم بخير وصحة وعافية بمناسبة عيد الاضحى اعاده الله علينا وعلى من نحب بكل خير وسعادة وأمن وامان.