الحمد لله تعالى أولاً وآخراً على ما تفضل به على هذه البلاد المباركة أن اختار لقيادتها وولاية الأمر فيها هذه الأسرة التي تعهدت بحمل راية التوحيد ونشر الإسلام والدعوة إليه وتحكيم كتابه وسنة نبيه - صلى الله عليه وسلم - في البلاد والعباد. وما تعيين الأمير نايف ولياً للعهد إلا ترجمةً لهذا التوجه الحكيم الذي تسير عليه بلادنا المباركة، ذلك القائد الذي يذود ببسالة المقاتل الشجاع، عن أمن بلاده، ويقف بوجه كل من يحاول المساس باستقرارها، عبر موقعه على رأس الوزارة (الساهرة). الأمير نايف رجل محب وحريص على العلم والتعليم، وسعى طوال فترة توليه لوزارة الداخلية على تسليح أعضائها بالعلم والمعرفة من خلال برامج مكثفة ارتقت بموظفيها وجعلتهم من أميز موظفي الدولة بالجد والاجتهاد والانضباط في العمل. وهو رجلٌ محب للخير؛ تولى العديد من الملفات الخاصة بهذا المجال، ولعب دوراً بارزا في الإشراف على عمليات إغاثة الشعوب المنكوبة، وتحديدا في الحربين الأخيرتين اللتين شنتهما إسرائيل على الجنوب اللبناني وقطاع غزة. وتعكس مواقف الأمير نايف دعمه الكبير للقضية الفلسطينية، كونها قضية العرب الأولى من خلال ترؤسه للجنة السعودية لدعم انتفاضة الأقصى، التي أنشئت عام 2000م بتوجيهات من خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود رحمه الله. والأمير نايف مسؤول يستمع بتمعن، ويعرف كل من تعامل معه من الإعلاميين أنه لا يوجد سؤال صعب لا يمكن طرحه على سموه، فهو رجل يجيب على كل اتصال الصحافيين، رغم أن وزارته نجحت نجاحاً كبيراً في استحداث المتحدث الرسمي للداخلية، ثم لبقية فروع الوزارة في كافة القطاعات الأمنية. والأمير نايف رجل صريح ومباشر في تعامله مع وسائل الإعلام، يجيب عن الأسئلة، ويحرص على شرح الخلفيات حتى لو لم تكن للنشر، ودائما ما يستحضر عبارة (الرأي العام)، وهو ما يعكس حرص سموه على إطلاع الجميع على كافة المستجدات في كل القضايا، وهو ما جعل علاقته بالإعلام تتكلل بترؤسه سابقا للمجلس الأعلى للإعلام، وتوليه الرئاسة الفخرية للجمعية السعودية للإعلام والاتصال. ويعتبر الأمير نايف عمود خيمة الحج، برئاسته للجنة الحج العليا، وهي اللجنة التي تبدأ اجتماعاتها التحضيرية لأي موسم حج، مباشرة بعد انتهاء الموسم السابق، ولا يكتفي سموه بالتقارير الدورية التي ترفع له عن سير التحضيرات لموسم الحج، إذ يحرص وبشكل سنوي للوقوف بنفسه ميدانيا على تلك الاستعدادات، والاطلاع على التفاصيل الميدانية، حيث يقوم بجولة مطولة على كافة أصعدة المشاعر المقدسة، والاستماع للمختصين، ورغم كل ما يبذله من جهود لا يمكن أن تجد له تصريحا يقول «فعلنا كذا وفعلنا ذاك»، بل يفضل أن تتحدث الإنجازات عن نفسها. كما أن للأمير نايف الفضل في إنشاء عدد من الكراسي والمعاهد المتخصصة في عدد من الجامعات المحلية والدولية، مثل معهد الأمير نايف بن عبدالعزيز للبحوث والخدمات الاستشارية في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في الرياض، وقسم الأمير نايف بن عبدالعزيز للدراسات الإسلامية واللغة العربية في جامعة موسكو في جمهورية روسيا الاتحادية، وكرسي الأمير نايف بن عبدالعزيز لدراسات الأمن الفكري في جامعة الملك سعود في الرياض. ولسموه جهودٌ لا تخفى في خدمة الإسلام والمسلمين؛ وفي مقدمتها السنة النبوية، حيث أنشأ جائزة الأمير نايف للسنة النبوية، إلى جانب جهوده في نشر الدعوة الإسلامية ودعم مؤسساتها ومناشطها في العالم، ويطول المقام بنا حين نذكر إنجازات هذا الموفق بإذن الله، لكن حسبنا اليسير من سيرته التي نسأل الله تعالى أن تكون نبراساً له للخير والتوفيق والسداد. ختاماً .. نسأل الله تعالى أن يسدد خطى سمو ولي العهد وأن يمده بعونه وتوفيقه في خدمة الدين ثم المليك والوطن، وأن يحفظ لهذه البلاد قائد مسيرتها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ويديم عليها الأمن والاستقرار، وخدمة الإسلام والمسلمين، والقيام بالحرمين الشريفين، وأن يوفق جهودهم في إنجاح حج هذا العام، وأن يبسط ربوع الأمن والأمان والإيمان في هذه البلاد المباركة، والله ولي التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. *نائب الناطق الإعلامي بشرطة منطقة القصيم