منذ أكثر من 35 عامًا، والأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، يذود ب (بسالة المقاتل الشجاع)، عن أمن بلاده، ويقف في وجه كل من يحاول المساس بأمنها واستقرارها، عبر موقعه على رأس الوزارة (الساهرة)، كما أطلقت عليها إحدى اللوحات التشكيلية التي علقت على جدرانها من الداخل. ولعل الأحداث الإرهابية التي ضربت المملكة في مايو 2003، كانت أحد أبرز الأحداث الحاضرة في الذهن والتي تصدى لها سموه بما عرف عنه من رباطة جأش وحزم في التعامل مع كل من يلامس (الأمن) الذي يعتبر خطا أحمر بالنسبة له، لا يقبل الاقتراب منه. والأمير نايف رجل محب وحريص على العلم والتعليم، وسعى طوال فترة توليه لوزارة الداخلية إلى تسليح أعضائها بالعلم والمعرفة من خلال برامج مكثفة ارتقت بأفراد الوزارة، وجعلت منها احد الأجهزة التي يفخر بها السعوديون. ونتيجة لحب سموه للعمل الخيري، فقد أهله هذا الأمر لتولي العديد من الملفات الخاصة بهذا المجال، ولعب دورا بارزا في الإشراف على عمليات إغاثة الشعوب المنكوبة، وتحديدًا في الحربين الأخيرتين اللتين شنتهما إسرائيل على الجنوب اللبناني وقطاع غزة. وتعكس مواقف الأمير نايف، دعمه الكبير للقضية الفلسطينية، كونها قضية العرب الأولى، وتجلى ذلك خلال ترؤسه للجنة السعودية لدعم انتفاضة الأقصى، التي أنشئت عام 2000 م بتوجيهات من خادم الحرمين الشريفين آنذاك الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود -رحمه الله. وقبل وصول الأمير نايف على رأس وزارة الداخلية عام 1975، كان نائبا لوزير الداخلية آنذاك الأمير فهد بن عبدالعزيز خلال فترة ال 5 سنوات التي سبقت توليه هذه الحقيبة. وما يميز سموه أنه مسؤول يستمع بتمعن، ويعرف كل من تعامل معه من الإعلاميين بأنه لا يوجد سؤال صعب لا يمكن طرحه عليه. رجل يجيب على كل اتصال من قبل الصحافيين، على الرغم من أن وزارته نجحت نجاحًا كبيرًا في استحداث المتحدث الرسمي للداخلية. سمو ولي العهد رجل صريح ومباشر في تعامله مع وسائل الإعلام، يجيب عن الأسئلة، ويحرص على شرح الخلفيات حتى لو لم تكن للنشر، حيث يقول «أريدك أن تسمعها مني أفضل من أن تسمع الشائعات». ودائما ما يستحضر عبارة (الرأي العام)، وهو ما يعكس حرص سموه على إطلاع الجميع على جميع المستجدات في كل القضايا، وهو ما جعل علاقته بالإعلام تتكلل بترؤسه سابقا للمجلس الأعلى للإعلام، وتوليه الرئاسة الفخرية للجمعية السعودية للإعلام والاتصال. ويحرص دائمًا على تأكيد الموضوعية في المعالجة الإعلامية ويشجع على تبادل الآراء وطرح المقترحات والبعد عن المهاترات والانفعال في إطار القيم الإسلامية والتقاليد العربية الأصيلة. ويعتبر الأمير نايف وتد خيمة الحج، برئاسته للجنة الحج العليا، وهي اللجنة التي تبدأ اجتماعاتها التحضيرية لأي موسم حج، مباشرة بعد انتهاء الموسم السابق. ولا يكتفي سمو ولي العهد بالتقارير الدورية التي ترفع له عن سير التحضيرات لموسم الحج، إذ يحرص وبشكل سنوي على الوقوف بنفسه ميدانيا على تلك الاستعدادات. كما يحرص سموه على الاطلاع على التفاصيل الميدانية، حيث يقوم بجولة مطولة على جميع أصعدة المشاعر المقدسة، والاستماع للمختصين، ورغم كل ما يبذله من جهود لا يمكن أن تجد له تصريحا يقول «فعلنا كذا وفعلنا ذاك»، بل يفضل أن تتحدث الإنجازات عن نفسها.