يقولون (اتق شر الحليم إذا غضب).. وهكذا ورد في الأمثال العربية، الاربعاء الماضي كان الحليم الغاضب هو الاتحاد وكان ضحية الغضب هو القادسية الذي تلقى أقسى نتيجة عرفها دوري (زين). الاتحاديون صبوا جام غضبهم داخل الشبكة القدساوية وكان المشهد أشبه ما يكون حفلة اتحادية حركتها هواجس اثبات الذات وأشعلتها رغبة التأكيد بأن (العميد) فتى لا يشيخ وإن تجاوز المعدل العمري للاعبين الثلاثين عاماً، قسوة الاتحاد على القادسية هي (رقصة زار) شدت بمعلقة النصر النمري الذي يكون يومه بمن حضر من لاعبيه.. حتى وإن غاب نجمة أو (نجم النجوم) فيه محمد نور، وتوقف فارسه نايف هزازي الذي اخطأ (أنوار الأمل) بتحقيق بطولة آسيوية شفي الصدور بعد أن نال الكرت الأحمر الذي قيل عنه انه غير مستحق، ولكنه كان وكانت (النكسة الاتحادية) التي تبخر معها حلمنا ببطولة قارية بعد أن رفعت وعود نجومه شهية الفوز عند الكثير من عشاق الكرة السعودية! (حفلة القادسية) و(ثمانية الأهداف) خلفت وراءها كماً من الاستفسارات المبهمة لعل منها الاستفهام عن سر تلك النكسة هل هي نتيجة طبيعية لفارق المستويين الاتحادي والقدساوي؟ أم هي ثورة غاضب كان الفريسة الأول له هو القادسية، فكانت الثمانية أهداف المؤلمة؟ أم هي حالة كرة القدم لدينا التي لا تعرف مستويات ثابتة فتارة يكون الفريق كالقادسية نداً لا تهزه ريح ويكون نداً شرساً كما كان له أمام الهلال، وأخرى يتحول إلى حمل هزيل يهز شباكه كل مهاجم كما كان له أمام الاتحاد، لقاء الاتحاد بالقادسية يحتاج إلى دراسة أهل التقديم الرياضي لمعرفة سر هذه الانتكاسة التي توسع فارق المستوى بين فرق المقدمة والمؤخرة. فرح الاتحاد منتشياً بثمانية القادسية فكيف سيكون نصيب الفرق الأخرى التي ستواجه (اتحاد الثمانية) في اللقاءات المقبلة هل سيكرمها (الاتي) أم ان شباك القادسية حالة خاصة في وقت خاص ونتيجة خاصة قوامها ثمانية أهداف؟، ويقال: ان رئيس القادسية عبدالله الهزاع اسدل غترته على وجهه (متلثم) عقب لقاء الثمانية فهل تغفر له ولفريقه هذه (اللثمة) عند جمهور فريقه الغاضب؟