الرياض - رياض الخميس تواجه بعض السلالات العربية النادرة من الماشية خطر الاندثار حيث ساهم ضعف الانتاج المحلي ، والاستيراد الخارجي في ظهور تأثيرات سلبية ، وفي الجزيرة العربية ، وكواحد من الأمثلة الحية ، لازالت سلالة( الخراف النجدية )تواجه منافسة محتدمة من قبل سلالات أخرى وبالتالي خشية تناقصها. وتشير التقديرات الرسمية بأن العدد الاجمالي للأغنام بالمملكة والتي لا تشمل الجمال والأبقار ، أي الماعز والضأن يقارب الثمانية عشر مليون رأس ، من بينها ما يقرب الأربعة في المائة تتم تربيتها في مشروعات تسمين متخصصة ، فيما النسبة العظمى تتبع للقطاع التقليدي والبادية ، والتي تستحوذ على مايقارب 17 مليون رأس . وفي الوقت نفسه فإن المملكة تستورد نحو أربعة ملايين ونصف المليون رأس سنوياً من الخارج. وكنتيجة حتمية ، اللجوء للاستيراد لسد العجز في الاحتياجات المتزايدة للمواطنين ، وتشير بعض التقارير أيضا إلى ان ممارسة الخلط العشوائي بين السلالات المحلية والوافدة ، اسهم في اندثار الأصول الوراثية النقية لبعض السلالات المحلية ، حتى أصبحت بلا هوية ، ومجهولة المعالم الوراثية التي تعد أساس التحسين الوراثي لبرامج تنمية الثروة الحيوانية ". وفي تأكيدات للاهتمام الرسمي ، شدد المتخصصون على ما أشار اليه وزير الزراعة الدكتور فهد بالغنيم من اهتمام الهيئة السعودية للحماية الفطرية للاستفادة من أراضي المحميات لصالح مربي الماشية ، باعتبارها مناطق رعوية وفق ترتيبات محددة . وفي الاطار نفسه فإن الممول الرئيس للأنشطة الزراعية في المملكة " صندوق التنمية الزراعية " لاحظ من خلال المتابعة الدقيقة أن معظم مشاريع صغار مربي الاغنام متعثرة ، وبالتالي أجرى دراسة علمية شاملة لبحث ذلك بحثا دقيقا ، وايجاد سبل عديدة لمعالجتها ، والوصول لنتائج مثمرة، وقدم مبادرة لتنمية قطاع الثروة الحيوانية في اطار مبادراته التي سبق وأن كشف عنها. تنشط استراليا نحو تصدير الماشية ويذكر أنه في الآونة الأخيرة ، قامت احدى الشركات السعودية المتخصصة ( شركة الوطنية الزراعية ) وهي أكبر شركة منتجة في المملكة بعمل تجارب علمية موثوقة ، نظرا للصفات الغذائية الجيدة التي تتمتع بها الخراف النجدية ، حيث إدخال ودعم انتاج كباشها المنتجة بهدف تطوير سلالتها ، وتم تحقيق نتائج ايجابية ومشجعة ، ومحاولة تفادي الإصابة بما يعرف علميا لدى المتخصصين بالخراج ( الطوالع ) فضلا عن تحسين نسب خاصة بالتوائم . وهنا تبرز تأكيدات حرص " الزراعة " على الدعم المتواصل لذلك الانتاج المحلي من الماشية ، وبذل الجهد نحو التحسين المتواصل لبيئات الانتاج ، وكذلك الارتقاء بتلك الماشية من طرق التربية التقليدية ، وصولا إلى الانتاج الاقتصادي المتميز، وكل ذلك وفق الاشتراطات النظامية المشتملة البيطرية والصحية المتعارف عليها ، والعمل في الوقت نفسه على فتح المزيد من الأسواق الخارجية للاستيراد ، والمساهمة على منع ارتفاع الأسعار، وبذل كل جهد لتوفير الكميات اللازمة من اللحوم الحمراء لمواجهة الطلب المحلي ، فضلا عن اهتمام وزارة المالية بدعم " الشعير " وتوفيره في الأسواق المحلية بأسعار مناسبة للجميع . ولنا التوقف عند حديث الوزير نفسه خلال افتتاح الندوة الثانية لإنتاج الأغنام بالمملكة التي نظمتها الوزارة بالتعاون مع غرفة الرياض التجارية والصناعية بمقر الغرفة في الرياض ، والاشارة الى " أن قطاع الثروة الحيوانية بالمملكة يسهم في توفير نسبة كبيرة من الاحتياجات الغذائية للمواطن والمقيم والزائر ، ويحقق بنسبة عالية من الأمن الغذائي ، بدلا من الاعتماد الكلي على الاستيراد من الخارج ، منوهاً بالدعم الكبير للقطاع الزارعي بشكل عام ، والقطاع الحيواني بشكل خاص من الحكومة وتشجيعها للمستثمرين للاستثمار في هذا القطاع الحيوي ". وفي السياق نفسه تمت المطالبة بتفعيل تلك الدراسة المحكمة حيث يجب إعطاء مزيد من الاهتمام للماشية ، ودعم العاملين في مجال التربية الخاصة بها ، باعتبارها أكثر الحيوانات المزرعية تعداداً، وتأقلماً لظروف المنطقة ، فذلك الإنتاج المشار اليه لا يتناسب البته مع حجم الثروة الحيوانية المنوه عنها . وتابعت الدراسة التي لقت في حينها مزيدا من الاهتمام ، وسبق وأن تمت الاشارة اليها عبر "الرياض" " أنه يُعزى بأن معظم قطعان الحيوانات تربى تحت نظام الإنتاج التقليدي الذي يتصف بضعف الإنتاجية للسلالات المرباة ، وإلى سوء الظروف البيئية المحيطة بالماشية من تغذية، ورعاية بيطرية، وإدارة القطعان وإن الإنتاج المحلي لا يعبر عن حقيقة ما تملكه هذه السلالات المحلية من تراكيب وراثية ، مما أدى إلى عجز الإنتاج من اللحوم الحمراء محلياً في تغطية احتياجات المستهلك ". وهنا يبرز تشديد الجهات الرسمية وزارة الزراعة على " مراقبة الأوضاع الصحية والانتاجية للثروة الحيوانية ، سواء القائمة على القطاع التقليدي ، أو القطاع الانتاجي ، وحرصها على تنميته وتطويره، وتوفير الكوادر المتخصصة لتقييم مساره ومتابعة مشاريع قطعان الأغنام ، وتقديم جميع الخدمات البيطرية والوقائية والعلاجية والارشادية ، إضافة إلى توفير اللقحات والأدوية البيطرية وفقاً للامكانات المتاحة ، والقيام بأعمال الإشراف على تنفيذ برامج التحصينات الدورية ضد الأمراض في إطار الحفاظ على الثروة الحيوانية ".