كشف وزير الزراعة الدكتور فهد بالغنيم النقاب عن توجه الوزارة لتخصيص أراض قرب المدن والمحافظات لاقامة حظائر و «أحواش» لكي يستفيد أبناء البادية والمربون منها لاقامة حظائرهم لتربية الأغنام، موضحاً أن الوزارة ستنشئ بنكاً خاصاً بالسلالات الحيوانية في محافظة الخرج بهدف حفظ أصول الثروة الحيوانية في المملكة بخاصة في ظل ما تستورده المملكة من ماشية حية تبلغ نحو 5 ملايين رأس سنوياً. وشدد بالغنيم في كلمته أمام الندوة الثانية لإنتاج الأغنام في المملكة، التي نظمتها الوزارة بالتعاون مع غرفة الرياض أمس، على حرص الوزارة على دعم الانتاج المحلي من الأغنام عن طريق تحسين بيئة الانتاج والارتقاء بها من التقليدية الى الإنتاج الاقتصادي وفق الاشتراطات البيطرية والصحية، والعمل في ذات الوقت على فتح المزيد من الأسواق للاستيراد بهدف منع ارتفاع الأسعار وتوفير كميات من اللحوم الحمراء لمواجهة الطلب المحلي. وقال إن الوزارة رفعت الى المقام السامي استراتيجية متكاملة لتنمية قطاعي الإبل والأغنام، أعدها مختصون من الوزارة وباحثون من جامعتي الملك سعود والملك فيصل، ومن القطاع الخاص، وتتضمن العديد من البرامج التنفيذية المقترحة التي تستهدف تنمية قطاع الابل والأغنام في المملكة خلال فترة تتراوح ما بين خمس إلى عشر سنوات، إضافة الى المراجعة النهائية لاستراتيجية طويلة الأمد للتنمية الزراعية المستدامة في المملكة للسنوات المقبلة حتى عام 1430 ه. وأشار بالغنيم إلى أن «الوزارة قامت بوضع معايير محددة لاستقدام العمالة الزراعية، وقدمتها لوزارة العمل التي باتت على اطلاع بحاجات المشاريع الزراعية من العمالة، وتقدم وزارة الزراعة خطابات التأييد للمزارعين لمساعدتهم على الحصول على التأشيرات المطلوبة». وأكد أن قطاع الثروة الحيوانية في المملكة يسهم في توفير نسبة كبيرة من الحاجات الغذائية للمواطن والمقيم والزائر، ويحقق نسبة عالية من الأمن الغذائي بدلاً من الاعتماد الكلي على الاستيراد من الخارج، مشدداً على حرص وزارة الزراعة على مراقبة الأوضاع الصحية والإنتاجية للثروة الحيوانية في المملكة سواء القائمة على القطاع التقليدي أم القطاع الإنتاجي وحرصها على تنميته وتطويره وتوفير الكوادر المتخصصة لتقويم مساره ومتابعة مشاريع قطعان الأغنام وتقديم الخدمات البيطرية والوقائية والعلاجية والإرشادية كافة. ولفت إلى حرص الوزارة على توفير اللقاحات والأدوية البيطرية وفقاً لإمكاناتها، والقيام بأعمال الإشراف على تنفيذ برامج التحصينات الدورية ضد الأمراض في إطار الحفاظ على الثروة الحيوانية بالمملكة. وقدر وزير الزراعة العدد الإجمالي للأغنام في المملكة والتي تشمل الضأن والماعز بنحو 17 مليون رأس، من بينها 3.8 في المئة يتم تربيتها في مشاريع متخصصة، فيما النسبة العظمى تتبع للقطاع التقليدي والبادية والتي تستحوذ على أكثر من 16 مليون رأس، لافتاً الى أن المملكة تستورد نحو 5 ملايين رأس سنوي من الخارج. وسئل وزير الزراعة في الندوة عن عدم تقديم قروض لصغار المربين من صندوق التنمية الزراعية، فأكد أن «الصندوق لاحظ من خلال المتابعة الدقيقة أن غالبية تلك المشاريع تتعثر، ولذلك أجرى دراسة متخصصة لمعرفة أسباب ذلك وسبل معالجتها وقدم مبادرة لتنمية قطاع الثروة الحيوانية في المملكة ضمن مبادرات الصندوق السبع»، لافتاً إلى أن وزارة الزراعة قدمت بدورها استراتيجية تتناول قطاع الإبل والأغنام بالمملكة. وحث الوزير المستثمرين على الاستثمار في قطاع الثروة الحيوانية لجدواها الاقتصادية من ناحية ولتحسين البيئة الانتاجية في المملكة من جهة أخرى ونقلها من التقليدية الى القطاع الانتاجي الاقتصادي، مؤكداً تشجيع الوزارة انشاء جمعيات مهنية لمربي الماشية في قطاعات الثروة الحيوانية المتعددة. ولفت بالغنيم إلى أن تقديم بعض الخدمات بخاصة وسائل التلقيح الصناعي وأجهزة كشف الحمل والاستفادة من مخلفات الثروة الحيوانية ستكون مناسبة أكثر للقطاع الخاص الذي يمكنه تقديم مثل هذه الخدمات في مقابل رسوم، موضحاً أن وزارة الزراعة قامت بفتح المزيد من منافذ الاستيراد من الدول بهدف كبح جماح الأسعار، مع تطبيق كل الاشتراطات الصحية والبيطرية على القطعان المستوردة لمنع انتقال الأمراض من الحيوان الى الانسان.. وكان رئيس اللجنة الزراعية بغرفة سمير قباني، اكد في كلمة خلال الندوة، أن الارتفاع في أسعار الأعلاف نجم عنه ارتفاع كبير في أسعار اللحوم في المملكة، داعياً إلى العمل من أجل تحسين بيئة تربية الأغنام في المملكة ونقلها من الطرق التقليدية إلى طرق إنتاجية، وجذب المزيد من الاستثمارات في هذا المجال. وطالب بحسم موضوع ارتفاع أسعار الأعلاف لما لذلك من تأثير كبير على أسعار اللحوم الحمراء، وبالعمل على تغيير النمط الاستهلاكي السائد في المملكة واتخاذ أنماط أكثر اقتصادية. وناقشت جلسات الندوة أمس، ست أوراق عمل تناولت برنامج تأصيل السلالات والتحسين الوراثي، وسبل النهوض بقطاع الأغنام والأمراض التي تصيبها، إضافة الى عرض الخطة الوطنية للأعلاف والتحديات في مجال تربية الأغنام، والأمراض المشتركة بين الإنسان والحيوان بمشاركة العديد من المتخصصين والباحثين من وزارة الزراعة والشركات المتخصصة في هذا المجال.