في الوقت الذي تشهد خلاله اسواق الشعير اضطرابات جراء ارتفاع الاسعار وشح المعروض، زادت المطالبات حيال النظر بجدية لمستقبل الثروة الحيوانية والانعكاسات السلبية لذلك، ووفق ذلك قادت تحركات اعداد تصورات متكاملة لتجاوز تلك النتائج ورسم خطط قد تسهم في توفير اعلاف تفي بالغرض المطلوب وتسد الحاجة وقت الازمات، وبدورهم ذهب مختصون إلى البحث عن حلول ترفع الكفاءة الاقتصادية لتلك المشاريع، وكذلك رفع قيمة التحويل الغذائي عبر استخدام العلائق المتوازنة، وبأسعار مناسبة، إلى جانب توفير مصادر لأغنام التسمين للمختصين في هذا النشاط، فضلاً عن تدريب الخبرات اللازمة، ورفع درجة الدراية لدى المربين، وهذا الفريق الذي تكون من المختصين يحظى بدعم «صندوق التنمية الزراعية» من خلال إحدى المبادرات التي طرحها، وسيتم التعاقد مع بيوت خبرة عالمية لتأطير ذلك التوجه. وفي حين أن اللجنة الزراعية بغرفة الرياض ستنظم شهر مايو ندوة متخصصة عن ذلك، فإن قطاع الماشية يحتاج رعاية بيطرية وإدارة علمية، ومضاعفة الاهتمام، وبالتالي فإن الإنتاج المحلي لا يعبر عن حقيقة ما تملكه هذه السلالات المحلية من تراكيب وراثية، مما أدى إلى عجز الإنتاج من اللحوم الحمراء محلياً في تغطية احتياجات المستهلك وبالتالي اللجوء للاستيراد لسد العجز في الاحتياجات المتزايدة للمستهلكين , وتظل الممارسات العشوائية بخلط تلك السلالات والأخرى الوافدة ينتج عنها اندثار الأصول الوراثية النقية لبعضها، ولقد أدت الخطورة التي تواجهها «الأغنام المحلية» باندثار بعض السلالات المميزة لها، وقلة أعدادها، وإلى جانب الارتفاعات في أسعارها خلال المواسم إلى تحركات من جهات عديدة للحد من ذلك الاندثار الذي ستكون عواقبه وخيمة. كما أنهى فريق متخصص إجراء دراسات ومشاوارت مكثفة لإعداد توجه مستقبلي بغية إكثار وتحسين قطاعات الماشية المحلية، وذلك بالنظر إلى انخفاض الكفاءة التناسلية التي تتبع الأساليب البدائية، وكذلك قلة خبرة أصحاب المشاريع، ومن الأسباب الاخرى التي يراها ذلك الفريق عدم كفاءة العمالة الفنية مع تدني نسب الولادات، وضعف مقاومتها للأمراض، وضعف التغذية بسبب تدني إنتاجية المراعي، ويشكل بالتالي ارتفاع نسبة النفوق جا نباً لافتاً، فضلاً عن انخفاض المردود الاقتصادي على المربين بخسارتهم جراء ارتفاع التكاليف، ولذا وبحسب الفريق فإن الحاجة ماسة لتحسين وضع العاملين بهذا القطاع من أبناء المجتمع، والتحسين الوراثي للأصناف المحلية ورفع نسبة الولادات من خلال الانتخاب والتهجين , واتباع برامج بيطرية متكاملة، وهي عملية تحتاج إلى كثير من الخبرة والدراية بالنظر إلى تدني أداء وإنتاجية قطاع اللحوم الحمراء (مائة وستون ألف طن فقط) رغم أنه يستفيد من أكثر من 75% من حجم الدعم للقطاع الزراعي، وضعف أداء قطاع تربية الأغنام في الوقت الذي يستهلك أكثر من 70% من حجم الدعم الذي يقدم لقطاع الأغنام.