ذكراك الطيبة ستبقى خالدة يا أبا خالد ، كم من يتيم وكم من طفل طبطبت على رأسه ، كم من أرملة مسحت دمعها ،كم من بيت طاله خيرك ، كم من عائلة عمها عطفك ، كم من طالب علمٍ مسه كرمك ، كم من قوم شملتهم معونتك ، كم من مسكين غمره جودك ، كم من محتاج فرجت كربه! كم وكم وكم من أفعالك الطيبة ووقفاتك النشمية للكثير الكثير !!! سواء كان ذلك بابتسامتك العذبة التي طالما أشرقت على وجهك السموح ، أم بتواضعك الذي رفع مقامك في أعيننا وزادك هيبة ووقارا في قلوبنا ، أم بأعمالك الخيرية ووقفاتك الإنسانية التي طالما رافقتك طيلة حياتك. من ينظر في سيرتك يجدها عامرة بمدونة بيضاء ناصعة تزهو بحبك لأفراد شعبك وإخوانك وأسرتك ، وبجودك لكل من طرق بابك صغيرا وكبيرا ، قويا وضعيفا ، عربيا وأجنبيا ، يا سلطان الخير. خيرك الذي عملت جعله المولى عز وجل ، الذي لا تضيع عنده الأعمال ، ثقيلا في ميزان حسناتك يوم تلقاه بإذنه تعالى. دنيا فانية لا يبقى للمرء بها من بعد مماته إلا أعماله الصالحة والذكرى الطيبة ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إذا مات العبد انقطع عمله إلا من ثلاث : صدقة جارية، أو علم ينتفع به ، أو ولد صالح يدعو له". حقا لم يتسن لبعضنا أو للكثير منا شرف لقاء شخصك الكريم ومعرفتك عن كثب، ولكن حبك دخل عنوة في قلوبنا التي خيم عليها الأسى والحزن على فقدانك ، ودعاءنا جميعا لك بأن يتغمدك الله بواسع رحمته وعفوه وغفرانه وأن يثيبك ويجزيك خير الثواب والجزاء وأن يسكنك أعلى درجاته في عليين ، ياسميع يا قريب يا مجيب الدعاء تقبل دعاءنا وأدم على مملكتنا الحبيبة أمنها واستقرارها وطمأنينتها وقوتها وعزها وحكمتها ، وأطل في عمر ولي أمرنا وقائدنا ووالدنا سيدي خادم الحرمين الشريفين ، صاحب القلب الكبير الذي حمل هم الشعب فحمله الشعب في قلبه ، ومن عليه بدوام الصحة والعافية واحفظه ذخرا للإسلام والمسلمين ، واجعل ولاة أمورنا دوما من خيرة عبادك يا رب العالمين.