نعم هي المشاعر الصادقة.. تفيض بعفوية من جوارحنا لتشهد على الخبر المؤلم كلمع البرق وقصف الرعد وشخوص البصر فتنبلج السماء من لحظة اضطرابها.. فيأتي وميض نورها يستقبل روح صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز الأمين لولاية العهد والساعد الأيمن لخادم الحرمين الشريفين، وداعم أسس الأعمدة التي بني عليها صرح وزارة الدفاع والطيران والمرشد والمشرف والمفتش العام للقوات المسلحة الأشاوس.. والشعلة التي أضاءت الكون بنورها، والبسمة الوضاءة المشرقة من وجهه السمح البشوش التي عممت البهجة والسرور والحبور للقريب والبعيد عنه انعكاساً بما يكنه قلبه العطوف من محبة وإخلاص بشغف لمليكه ولوطنه ومواطنيه ومحبيه وذويه، مما عمق محبته في قلوبهم شيوخاً وشباناً، رجالاً ونساءً وأطفالاً، لكل المحبين والمقربين والأصدقاء والمتضررين والمحتاجين واليتامى والأرامل من قريب وبعيد سواء من داخل المملكة وخارجها. وليس بوسعنا هنا ذكر محاسنه وذكراه العطرة فأعماله الخيرة لا تحصى ولا تعد وأصبحت بصمة ظاهرة للجميع، وليس بمقدرونا إلا أن نقول أن إيمانه وعقيدته الراسخة جعلته يعمل لدنياه كأنه يعيش أبداً، وعمل لآخرته خيراً كأنه يموت غداً. وعزاؤنا في فقدان سلطان القلوب. قول رسول الله تعالى «إن بني آدم إذا مات انقطع عمله إلا من ثلاث.. صدقة جارية وعلم ينتفع به وولد يدعو له»، لذلك نطمئن قلوبنا بأن أعماله الخيرة بشتى صورها وما خلفه من صروح للعلم بأوسع أبوابها كل ذلك يشفع له بمكافأته من رب العالمين بوعد من رسوله الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم أن يتغمده الله بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته لاخلاصه وحبه لرب العالمين جل جلاله ولأعماله الصالحة وصدق نواياه وحسن خاتمته بلقاء ربه كما قال تعالى: (يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية) (إنا لله وإنا إليه راجعون). نسأل الله سبحانه وتعالى أن يلهم خادم الحرمين الشريفين وإخوته حفظهم الله وكافة الأسرة المالكة الكريمة وأهله وذويه ومحبيه الصبر والسلوان وأن يديم أبناءه البررة، ويطيل في عمرهم للدعاء له بالرحمة والمغفرة، كما أوصى نبينا صلى الله عليه وسلم.. وأن يحسن خاتمتنا. فراق الأحبة صعب.. يصيب القلب حسرة وسهد عزاء أحبته.. إن شاء الله أنه راحل إلى جنان الخلد ويحفظ إخوته وأبناءه إن شاء الله من بعده.. أشبال خير وشهامة وعز.. وود نحن بالإسلام نعتز.. ونفاخر بإيماننا في كل عهد إن الموت حق علينا.. حتى على الطفل بالمهد ولا يحمد على مكروه سواه.. إلا سبحانه الواحد الأحد إنا لله وإنا إليه راجعون.. وحياة محبيه إن شاء الله في مدد.