سعدت كثيراً بتحقيق فيلم ""The help أعلى الإيرادات في شباك التذاكر في السينما الأمريكية في الصيف الماضي وقت نزوله. ولعلنا نستطيع ترجمة الكلمة إلى"الخادم" مع أن بعض الصحف والمواقع العربية ترجمت اسم الفيلم الى "المساعدة". وبعيدا عن اختلاف الترجمة كان سبب سعادتي بتصدر الفيلم لأنه يستحق..ويحوي معاني انسانية ورسالة مؤثرة بعيدا عن الأفلام الحالية والتي يمتلىء أغلبها بالعنف والمشاهد المخلة!!. يحكي الفيلم باختصار معاناة الخادمات ذوات البشرة السمراء في منطقة المسيسبي في أمريكا في فترة الستينات. وكيف كان هؤلاء النساء مكرسات لخدمة السيدات البيض وطهي الطعام ورعاية أطفالهن..وفي نفس الوقت يتم التعامل معهن بأسلوب مهين. لدرجة أنه من العيب والممنوع أن تجلس الخادمة معهن على نفس الطاولة أو تأخذ من نفس الطبق! أو حتى أن تستعمل دورة المياه الخاصة بالمنزل! فلها دورة مياه خاصة لها خارج المنزل وذلك خشية أن تنقل الأمراض لأهل المنزل البيض!!. أحداث الفيلم تجري من خلال محاولة "سكيتر" - وهي فتاة بيضاء- كسر حاجز الخوف والصمت الذي يحيط بهؤلاء النساء. وأن تقول ما لا يقال أو يجرؤ أحد على التحدث عنه!. فتبدأ "سكيتر"والتي تربت على يد خادمة ذات بشرة سوداء بالالتقاء بثلاث من الخادمات سرا والطلب منهن أن يحكين عن مشاعرهن وآرائهن نحو السيدات البيضاوات وكل حكاياتهن المكتومة في صدورهن!!. وبمرور الوقت تتجمع الحكايات وتصدر "سكيتر" ما دونته في كتاب اسمه "The help" ويكون بمثابة الصرخة أو النداء لكل صاحب ضمير حي!!. الجدير ذكره أنه وقبل أن يظهر الفيلم، كانت القصة بالأصل عبارة عن رواية كتبتها الأمريكية HYPERLINK "http://en.wikipedia.org/wiki/Kathryn_Stockett" \o "Kathryn Stockett" Kathryn Stockett. كاثرين ستوكيت واللافت أن الرواية تم رفضها من عدد كبير من دور النشر قبل أن توافق أخيرا إحدى دور النشر على عرضها، ليتم طبعها بعد ذلك في 35 دولة وتبيع الرواية حوالي 5 ملايين نسخة!!. نقول كاتبة الرواية أنها هي تربت على يد خادمة وتدين لها بالفضل أكثر من أمها وأنها علمتها ما لم تتعلمه في المدارس. وتشير أيضا إلى أنها تشعر بالخجل أن يأخذ الأمر منها 20 سنة وأكثر لكي تكتب مثل هذه الرواية، وأن من أغلى أمانيها على قلبها لو كانت خادمتها أو أمها كما تسميها على قيد الحياة لكي ترى كيف تبدلت الأحوال!. وتعرف كيف تشعر الآن وقد غدا رئيس البلاد أوباما وهو من ذوي البشرة السوداء؟!!. *إضاءة: كانت خادمتي تهمس لي وأنا طفلة بهذه الكلمات دوما:أنت ذكية، أنت جميلة،أنت مهمة!وهذه أجمل هدية تقدم لطفل يعتقد أنه بلا قيمة!(كاثرين ستوكيت).