عثر علماء الفلك في ألمانيا على أبعد "نار مضيئة في الكون" والتي تومض بأشعة جاما المعروفة بطاقتها القوية، وقال فريق دولي من العلماء تحت إشراف باولو فرير من معهد ماكس بلانك لعلم الفلك الإشعاعي بمدينة بون الألمانية إن الجرم السماوي الذي اكتشف هو "نجم نباض" يرسل إشارات ضوئية منتظمة وكأنه منارة أرضية. ويبعد هذا الجرم عن الأرض حوالي 27 ألف سنة ضوئية ويحمل تصنيف رقم "جي 1823-3012 ايه" وهو أبعد جرم سماوي في مجال أشعة جاما يكتشفه العلماء حتى الآن، حسبما ذكر فريق الباحثين الدوليين في مجلة ساينس الأمريكية اليوم الخميس، وتعرف النجوم النباضة بأنها نجوم هائلة في عالم الفلك وهي عبارة عن جثث شموس انطفأت حيث يرى العلماء أنه عندما تنفد طاقة نجم ما فإنه ينهار في فوضى كارثية وأنه من الممكن أن تضغط كتلة تعادل كتلة 500 ألف أرض في كرة قطرها 20 إلى 30 كيلومترا فقط، حيث تشبه هذه الكرة نواة نووية هائلة تتكون من النيوترونات فقط، وهي أحد الجزئين المكونين للذرة مما جعل العلماء يطلقون على هذه الأجرام تعبير "النجوم النيوترونية"، عادة ما تدور هذه النجوم بسرعة كبيرة جدا لأنها زحزحت الكثير من كتلتها إلى مركزها لدرجة أن أحد هذه النجوم يمكن أن يدور حول نفسه بسرعة سبعة إلى 40 ألف مرة في الدقيقة. وتصل الأشعة التي ترسلها هذه النجوم بشكل متقطع ومنتظم إلى الأرض عندما يتوافق محور الرؤية معها، ولأجل هذا الإشعاع النبضي تسمى هذه النجوم بالنجوم النباضة، حيث تشبه وتيرة نبض بعض النجوم السريعة في دقتها نبض أفضل الساعات الذرية الأرضية.