حينما صدر الأمر الملكي الكريم بتعيين صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز ولياً للعهد نائباً لرئيس مجلس الوزراء ووزيراً للداخلية بتاريخ 29/11/1432ه استشعرت بالغبطة والسرور، ومعي ملايين المواطنين، بل وكل مسلم في شتى بقاع العالم، فقد أجمع المواطنون والمواطنات على ترحيبهم الحار والصادق باختيار سمو الأمير نايف ولياً للعهد تعبيراً عن مشاعرهم الصادقة تجاه هذا الرجل الذي يشكل مع أخيه خادم الحرمين الشريفين درعاً للوطن وعضداً داعماً ومسانداً، وأعرب الكل بالفرح الغامر والمشاعر المبتهجة التي سطرتها خلجاتهم!! إن قامة عالية كالأمير نايف بن عبدالعزيز يمتلك رزانة عقل، وحكمة وروية، ووعياً وإدراكاً، وحضوراً دولياً مكنته من تبوء هذه المكانة، ليملأ قلوب الملايين حباً وتقديراً لهذا الرجل، لهو محل تقدير وثقة المواطنين والمقيمين، ومن ثم كانت الأصداء الدولية بالإعجاب لأن الجميع يعرفون من هو نايف بن عبدالعزيز؟، فهو رجل الأمن الأول في المملكة، فهو من أسدل بأمر الله سبحانه ستار الأمن والأمان على هذه البلاد الطاهرة، ليعيش المواطن والمقيم والزائر، عهداً زاهراً يمشي في جميع نواحي المملكة من أقصاها إلى أقصاها، لا يخشى إلا الله سبحانه!! فهو من أخذ بجانبي الأمن، على حد سواء بدءاً بالأمن الذي تعيشه المملكة، في عهدها الزاهر، أو وضعه جل اهتمامه في توضيح وترسيخ الأمن الفكري!! ولعلي في هذه العجالة استشهد ببعض من العبارات التي وردت في بعض خطابات سموه، فأصبحت مثار إعجاب وتقدير المواطنين، ومن بين هذه الكلمات ما أكده سموه، بقوله: (إن ثقة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز هي تكليف وتشريف ووسام على صدري)، وقال: (في نفس الوقت أحسست بالمسؤولية فاتجهت بقلبي وبكل حواسي إلى الخالق عز وجل أطلب منه العون والتوفيق والسداد، ثم بعد ذلك ما لمسته من إخواني أبناء الملك عبدالعزيز وذريته، ومن كل أفراد العائلة المالكة).. مؤكداً سموه بأن لقاءه بالمواطنين والمسؤولين والأمراء يدل على ترابط حقيقي يجري في دم كل مواطن سعودي. ولذلك قام العلماء والمشايخ والمسؤولون والمواطنون بمبايعة سمو الأمير نايف دون تردد، ولعلمهم المسبق بأن الرجل المناسب وضع في المكان المناسب، فقرار مثل هذا القرار يعد من القرارات المهمة التي اتخذها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز يحفظه الله بفضل من الله ثم بحكمته ودرايته. ومن بين كلمات سموه عن الأمن الفكري قوله: (إن الأمن الفكري هو جزء من منظومة الأمن العام في المجتمع، بل هو ركيزة كل أمن، وأساس كل استقرار) ولذلك نجده قد رمى بثقله من أجل مواجهة أفكار الفئة الضالة، فحظيت تجاربه مع هذه الشريحة باهتمام كبير من قبل حكومة ومنظمات في كثير من دول العالم للاستفادة من هذه التجربة المتفردة، ومن ثم نقلها إلى بلدانهم. مؤكداً سموه في كلمات سابقة على أن الأمن الفكري أصبح في واقعنا المعاصر إحدى الركائز الأساسية لكيان الأمة، ولم تعد المخاطر المهددة له مجرد تنظير أو توقعات، بل باتت حقيقة تستوجب مواجهتها والإلمام الواسع والدقيق بها، ووضع الخطط والاستراتيجيات العلمية للتعامل معها والحد من آثارها وتأثيراتها الآنية والمستقبلية. وقد أوضح سمو الأمير نايف في كلمات سابقة بأن المملكة العربية السعودية كانت في مقدمة الدول التي تضررت من اختراق سياج الأمن الفكري لبعض أبنائها ممن وقعوا تحت تأثير الفكر الضال المخالف للفطرة السليمة ولتعاليم ديننا الإسلامي الحنيف، مما جعلهم - وبكل أسف - يقومون بأعمال التخريب والإفساد في الأرض من قتل وتفجير وتدمير للممتلكات وعدوان على الأنفس المعصومة وانتهاك لحرمات الدين ومصالح العباد. وقال سموه: (إن التحديات التي تواجه الأمن الفكري للأمة عديدة ومتعددة الخطر والتأثير، مما يجعل الجهد في سبيل مواجهتها يتجه إلى استخدام المنهج العلمي في دراسة واقع هذا الأمن وتقويمه في ضوء المعطيات العلمية التي تساعدنا على الوفوق على طبيعته وتحديد مقوماته الأساسية وحصر العوامل المؤثرة فيه وصولاً إلى تحصينه من أي اختراق - لا سمح الله - وبذلك يمكن القول إن استخدام المنهج العلمي هو السبيل الأمثل لترسيخ مفهوم الأمن الفكري وتعزيز مقوماته ومواجهة المخاطر المحيطة به). ولذلك فإن مسؤولية الأمن الفكري، والحفاظ عليه، مسؤولية مشتركة بين مؤسسات المجتمع وأفراده كافة، فالأسرة والمدرسة، والجامعة، والمسجد، وغيرها، كل منها يقع عليه جانب من المسؤولية!! أخي الكريم هذا أحد جوانب ذلك الرجل الذي سهر ليله مع نهاره لينعم الجميع بالأمن والرخاء، آمناً في نفسه، نائماً في سربه، مستودعاً ماله المولى سبحانه!! ولذلك نقف لنايف بن عبدالعزيز إكباراً واحتراماً على ما قدمه لهذا البلد الطاهر!! ولذلك ففي أعناقنا لنايف بن عبدالعزيز المبايعة والتبريك له في هذا المنصب، والسمع والطاعة، سائلين الله سبحانه وتعالى أن يعز به هذا البلد، وأن يعينه على ما تحمله من مسؤولية، وأن يسدده، ويجعل الخير له درباً وخطاً ليستكمل ما بدأه، وأن يكون عوناً لأخيه خادم الحرمين الشريفين، إنه ولي ذلك والقادر عليه. ولا يسعنى في هذا المقام إلا أن أبارك لسيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - يحفظه الله - وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض - يحفظه الله - والأسرة المالكة الكريمة، والشعب السعودي النبيل على هذا الاختيار الذي تم بكل سلاسة ويسر، وهذا يوم من أيام تاريخ المملكة المجيد.. وما كان ذاك إلا بفضل الله ومنة من الله سبحانه وتعالى.