قال د.إبراهيم الميمن مستشار مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ان وطننا عاش أيامًا حزينة، وساعات عصيبة بفقد أحد قادة هذا الوطن، وأبرز رجالاته، سلطان الخير فقيد الوطن والأمة، وما من شك أن فقد القادة والعلماء مصيبة من أعظم مصائب الدهر وما ذاك إلا أن الله ثبت بهم أركان البلاد، وجعلهم حماة على عقائد الناس وأديانهم وأموالهم وأعراضهم وجميع شؤونهم، فولاة أمرنا تعاهدوا على نصرة الدين، والدعوة إلى التوحيد ورفع رايته، وتحكيم كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، والسير على طريق السلف الصالح، وهذا هو سر التمكين ولم الشمل، وجمع الكلمة الذي أصبح سمة لهذه البلاد وأهلها رعاة ورعية، فأسسوا دولة عزيزة مهابة الجانب، وما يخفف المصاب أن الله سبحانه اختار الفقيد إلى جواره، بعد عمر حافل بالإنجازات والعطاءات التي تسجل له بأحرف من نور، ويتجاوز في حجمها وآثارها لغة الأرقام، وعزاؤنا في خلفه الصالح، وأخيه الموفق أمير الفكر والأمن، حيث وفق ولي أمرنا خادم الحرمين بتعيينه وليًا للعهد، ذلكم النبأ الذي كان ينتظره الجميع، ولذا عمت الفرحة أرجاء وطننا الحبيب بتتويج جهود الأمير المبارك، ورجل المواقف الصعبة، أمير الفكر والأمن، صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز ولي العهد، نائب رئيس مجلس الوزراء بهذه المسؤولية التي هو جدير بها، وإن اللسان ليعجز عن وصف المشاعر، وتتقاصر العبارات دون بلوغ حقيقة الفرحة الغامرة، وإن هذه المشاعر نابعة من يقين وإيمان بأنه الرجل المناسب في المكان المناسب، وفق ولي أمرنا ومليكنا المحبوب خادم الحرمين بأن اختار هذا الأمير الشهم في هذا المكان المناسب، وجعله محل ثقته، وموضع أمانته، وعضده. وأضاف أن هذا الاختيار له دلالات عظيمة، أبرزها: التوجه السديد، والنهج الرشيد الذي تبناه خادم الحرمين، في الإصلاح والتطوير، وقيادة هذه البلاد إلى آفاق التطور والنماء، برز ذلك في كل ما اتخذه - حفظه الله - من قرارات، وما أصدره من مراسيم سامية، وترسم الحكمة والسداد في إسناد المهمات إلى من هم هل لها، كما أن من مدلولاتها الرئيسية الدور الذي لعبه الأمير نايف -حفظه الله- في تحقيق الأمن، والحس الأمني مهم في الأبعاد الاستراتيجية لأي مجتمع أو دولة، وهذا الدور الذي قام به الأمير نايف لا مزايدة عليه إذ تجاوزت خبرة هذا الرجل العظيم في الجانب الأمني أربعة عقود من الزمن، استلهم من خلالها ثقافة الأمن، وتشرب هذا الدور في هذه المدرسة التاريخية، حتى حقق الله على يديه نجاحات متوالية، ودرأ الله الخطر عن هذه البلاد، وفي مقدمتها الأحداث الإرهابية، التي تستند على فكر متطرف وافد، بعيد عن الشرع والفطرة، نشاز لا يقبله إلا من لديه خلل في دينه وعقيدته، فقيض الله أميرنا المبارك ليكون على هرم المسؤولية الأمنية، ويعتمد استراتيجيات بعيدة المدى، تقضي على هذا الفكر وآثاره وتداعياته، وتحسر أضراره، وتكشف رموزه، وقد تم ذلك بفضل الله عز وجل. ومن دلالات هذا الإسناد المهم، والمسؤولية العظيمة التماسك والتعاضد والتعاون. والتآزر بين هذا الشعب وولاته، وبين الولاة أنفسهم، وهذا من أجل النعم التي تنعم بها ونحمد الله عليها، وهو في نفس الوقت رسالة لمن يراهن على هذه الصورة المثالية، ومامن شك أن قيام هذه اللحمة دلالة قوة، وأساس كل نجاح. واشار د.الميمن إلى أن المشاعر الخاصة التي أحملها تجاه هذا الرجل الفذ، والسياسي المحنك، أحد أركان الدولة وعظمائها فهي نابعة من جانب آخر، شرفني الله به، ورأيته عن كثب، حيث شرفت بلقاء سموه - حفظه الله - في مناسبات عديدة، وبصور متفاوتة مابين لقاءات من خلال المسؤوليات، والمؤتمرات والندوات، ولقاءات تخص مسؤولي جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وحصل ذلك مرارًا، وحقاً حينما نجلس أمام سموه، ونسمع لتوجيهاته ندرك أننا أمام أحد زعماء هذه الدولة، أمير يحمل مؤهلات وصفات الحصيف والقيادي الذي امتلأ قلبه حكمة، واكتسب الخبرة، وعايش الأوضاع الداخلية والخارجية، واجتذبته حنكة والده المؤسس الباني الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن - طيب الله ثراه-.