رحل عنا سلطان الخير.. رحل عنا ذو الابتسامة التي لم تفارق محياه حتى أصبحت علامة مميزة في تعامله مع كافة شرائح المجتمع .. رحل عنا الرجل الثاني بالدولة صاحب المقاصد والمعارف التربوية.. رحل عنا فقيد الوطن ذو الأيادي البيضاء أبو المساكين والفقراء والمحتاجين والمرضى .. غاب عن أعيننا وبقي في قلوبنا .. افتقدت البلاد رجل دولة عظيم له مآثر ومناقب عرفها القاصي قبل الداني.. كيف لا.. وهو القائد المحنك الذي جمع صفات الحكمة والحنكة معاً في علوم السياسة والإدارة .. والاقتصاد .. والاجتماع .. فضلاً عن عطاءات الخير في مجالات العلوم الإنسانية والتي امتدت إلى المؤسسات الخيرية .. رجل وازن بين السلطة والمسئولية (مدنياً وعسكرياً) .. فمن زار مكتبه يرى عن كثب كيف يدير الأمور ويتخذ القرارات برؤى ثاقبة وسلاسة في زمن قياسي .. لأنه عمل منذ أمد بعيد على الإصلاح والتطوير الإداري في أجهزة الدولة بشكل عام .. رحمك الله يا سلطان الخير وأسبغ عليك شآبيب الرحمة والغفران .. سنذكرك بالخير ونتذكر مآثرك الطيبة .. لقد ذكرت وسائل الإعلام المختلفة جُلَّ محاسنك التي كنت تأبى ذكرها احتساباً للأجر والشكر من الله .. ولن أعدد مآثرك أو أكرر ما ذُكر .. ولكنني مازلت أتذكر ذلك الموقف الإنساني النبيل من لدن سموه، رحمه الله. ففي إحدى زياراته المسائية لمستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض وأثناء وداعنا لسموه وبعد تحرك الموكب بأمتار قليلة رأى مريضاً على كرسي متحرك فأمر السائق بالتوقف وخاطب ذلك المريض قائلاً: ما هو طلبك؟.. ثم ألح عليه في السؤال:"ويش طلبك ياولدي"؟، فقال المريض: "أبداً طال عمرك أريد السلام عليك"، فأخرج رحمه الله مظروفاً بداخله عطية من عطاياه المعروفة، وودعنا ثم سار الموكب .. رحمك الله يا سلطان الخير وأسكنك فسيح جناته .. *المشرف العام التنفيذي لمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث