قال تعالى: (انك ميت وانهم ميتون) وقال جل من قال: (كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام). برحيل صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود فقدت المملكة أحد رجالها الذين كان لدورهم بعد الله اليد الطولي في تثبيت دعائم الدولة الناشئة التي أسسها الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن رحمه الله وبناها من بعده أبناؤه الذين تولوا من بعده وذلك من خلال تسنمه العديد من المناصب المختلفة بدأها رحمة الله عليه عندما ولاه أبوه أميراً على الرياض ثم تدرج في المناصب وزيراً للزراعة ثم وزيراً للمواصلات فوزيراً للدفاع والطيران ثم نائباً ثانياً لرئيس مجلس الوزراء بالإضافة إلى مسؤولياته وزيراً للدفاع، وفي عام 1426ه أصبح ولياً للعهد عندما تولى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز مقاليد الحكم في البلاد، ولقد كان الأمير سلطان في جميع مناصبه التي تسنمها مثالاً للرجل المخلص المتفاني في عمله ورجل الدولة المحنك الذي استطاع ان يكون لدولته مكانة بارزة بين الأمم المختلفة. وبرحيل صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود رحمه الله رحمة واسعة تكون فقدت الأمة العربية والإسلامية رجلاً باراً لها ولقضاياها المختلفة نصيراً لها في جميع المحافل الدولية التي رأس وفود المملكة من خلالها. وأخيراً لقد فقدنا جميعاً رجلاً أحبه الملايين من خلال أياديه البيضاء ودعمه السخي لأوجه الخير المختلفة سواء داخل بلده أو في جميع البلدان الإسلامية فعطاؤه اللامحدود ومشروعاته الخيرية وسعيه للخير من الصفات المعروفة عنه. اسأل الله العلي القدير ان يتغمد الفقيد بواسع رحمته وفضله وان يسكنه فسيح جناته وان يجزيه خير الجزاء لما قدمه لدينه ووطنه و"إنا لله وإنا إليه راجعون". * المشرف العام على موقع شبكة السنة النبوية وعلومها وعضو مجلس الشورى