تاهت الحروف وبقي الصمت شاهدا على رموز الوفاء عبدالله بن عبدالعزيز بكل ظروفه الصحية يقف بكل وفاء والألم يعتصره لينظر النظرة الأخيرة لأخيه سلطان بن عبدالعزيز.....، ودمعة تنهمر من وجدان رمز الوفاء سلمان بن عبدالعزيز وهو يرى جثمان المؤسسة الخيرية كما يحب أن يسميه...... مظاهر الوفاء داخل المشهد تعكس الكثير من تفاصيل العلاقات الإنسانية التي تربط أركان النظام السعودي ببعضه البعض من جانب والعلاقة مع أفراد الشعب السعودي من ناحية أخرى..... أثناء تشييع جثمان الراحل تؤكد إحدى الزميلات الصحفيات واللاتي تواجدن مع المواطنين أثناء نقل الجثمان من المسجد إلى المقبرة أن تلك الحشود البشرية التي وقفت بجانب المقبرة كانت كبيرة بشكل غير سابق ....، هل لانه سلطان بن عبدالعزيز...، نعم ولأنه أيضا أخو عبدالله بن عبدالعزيز، ففي وقفته الصامتة أمام جثمان أخيه لحظة وصوله لأرض الوطن، حيث تعالت أحاسيس الألم بصمت الكبار...، من شاهد عبدالله بن عبدالعزيز تلك اللحظة انفطر قلبه مرتي، مرة على رحيل الأمير المحبوب ومرة على تلك العيون المتلهفة على احتضان الأخ حبا وشوقا واستشعارا لحالة الألم التي عاناها الإنسان سلطان بن عبدالعزيز غفر الله له وأسكنه فسيح جناته.... متابعة المشهد السعودي من بدء تلقيه خبر وفاة الأمير سلطان بن عبدالعزيز، وحتى هذه اللحظة "ظهر الخميس" تكشف عمقا يستحق المتابعة، بل والبحث العلمي لكشف علاقة هذا الشعب بمليكه عبدالله وولي عهده الراحل سلطان بن عبدالعزيز..... مثلا... من منا لم يتلق هاتفه رسائل تدعو بالرحمة لسلطان والقوة والثبات لمليك أحب شعبه فأحبه شعبه ...، رسائل تدعو للميت بالرحمة وتدعو لمليكها بالقوة والثبات وتجدد له البيعة وتؤكد له الولاء ....، مثل هذا الشعب من يراهن عليه الراغبون في زراعة الفتن أم المخلصون والمحبون للوطن......؟ جزء من المشهد الحزين الذي عشناه جميعا برحيل الأمير سلطان بن عبدالعزيز غفر الله له....، كان جزءا مضيئا ويحق لكل محب للوطن أن يقول أنه جزء سعيد فتجدد الولاء والحب للملك عبدالله اليوم رسالة قوية للراغبين في نشر بذور الفتنة......؟؟ أن العلاقة بين الشعب السعودي ومليكه قوية بقوة الانتماء الوطني...، أتصور أن محتوى الإعلام الاجتماعي وهو إعلام حر لا رقيب عليه في الفترة يعتبر رسالة من المواطن للجميع أن الوطن في أفراده ككل يلتفون حول وطنهم حبا وانتماء ويقفون مع مليكهم حبا وانتماء... في حياتك يا سلطان الخير كنت خيرا وكريما ومحبا للجميع دون تمييز بين مواطن وآخر أو اعتبار لطائفة أو دين أو جنس، وفي وفاتك فتحت باب أنهار الحب تدفقا ليرى الجميع أن الوطن لحمة واحدة يلتقي فيها الجميع حبا وانتماء للوطن والمليك في ظلال دين الإسلام..