الإتباع في اللغة فن من فنونها وعلم بارز من أعلامها يتناقله العرب ويجري على ألسنتهم عفواً وسجية غير أن الكثير في الوقت الحاضر لايلتفت له ويعده أمراً سخيفا ولا معنى له بينما هو جانب هام في لغتنا العربية يعكس مدى ثرائها وغناها . وهو أن تُتْبَع الكلمةُ الكلمةَ على وزْنِها أو رَويِّها إشباعاً وتأكيداً . وأقربهُ كمثل للقارئ . سُئل بعضَ العرب عن ذلك، فقال: هو شيءٌ نؤكد به كلامنا. وذلك قولهم: ساغِبٌ لاغِب، وهو خَبٌّ ضَب، وخَرابٌ يَباب. وتجيء أشياء يمكن أن تُفرد؛ نحو قولهم: غَنيّ مَلي، وفَقِير وَقير.والوَقْرُ: هَزْمَةٌ في العظم وفي فقه اللغة، نأتي على كلمة الإتباع. وهو الإتيان بكلمة لا معنى لها تتبع كلمة أخرى هي المقصودة. والغرض من هذا الإفصاحُ عن التعبير أو تقوية ودعم العبارة. والأمثلة في اللغة العربية - ولها باب مخصوص في أكثر كتب اللغة - مثل كلمة "هرج ومَرَج" وتعني الضوضاء أو في العامية "ما يعرف كوعه من كرسوعه" ونحن نعرف الكوع، ونجهل أو لا نكثّر من استعمال "الكرسوع". ووجدت في اللغة الانجليزية كلمتي: HUSTLE AND BUSTLE وتعني بالضبط "هرج ومَرَج". وقد لفت انتباهي شيء قريب من التتابع، لكنه ليس كذلك. يأتي هذا عبر إعلانات في صحافتنا المحلية، فيقول الاعلان "إثر حادث مروري أليم". وكفانا الله وإياكم شرور الحوادث بأنواعها، فلا يوجد حادث مروري أليم وحادث مروري "ناعم"..! أو غير أليم. كذلك تأتي كلمات عبر نشرات الأخبار تقول: الاعتداء الغاشم وفي رأيي أن الاعتداء بحد ذاته أمر مثير للرعب، وليس فيه أنواع يكون من بينها "الغاشم" و"الناعم". هذه الأشياء في كل اللغات تقريباً. فاذا قال الانجليز مثلاً: TEA BREAK فهذا يعني انه الفرصة التي تأتي أثناء العمل للراحة. وسواء شرب الناس القهوة أو شربوا الشاي أو لم يشربوا شيئاً. نادل أو نادلة المطعم في بريطانيا يسألانك بعد تناول الوجبة TEA OR COFFEE ولن تجد أحداً يسألك COFFEE OR TEA وهكذا معظم تعبيرات اللغات عُرف جرى على ألسنة القوم.