قال العميد ركن متقاعد احمد بن قليل الغامدي، إن الأمير سلطان-رحمه الله- كان متواضعا أكثر مما يجب وحريص على مقابلة الأفراد والجنود قبل مقابلة رئيس الأركان العامة، مبيناً أن سموه عندما تعين وزيرا للدفاع كان الجيش آنذاك عبارة عن مجموعة من السيارات والعربات وخلال فترت عمله طورها وانشأ القوات البرية والبحرية والجوية وقوات الدفاع الجوي. وأبان الغامدي في حواره مع «الرياض» أن سموه - رحمه الله- كان يردد أنا جندي معكم وكلنا خدام لهذا الوطن وقادته، ومحبوب من كافة أفراد أفرع القوات المسلحة ومن تعامله معنا بهذا الأسلوب الراقي بث فينا روح الأخوة والنخوة والشجاعة بيننا وحرصنا علب بعضنا البعض. فإلى الحوار: مدير شركة أمريكية أعلن إسلامه عندما رأى سموه يرحمه الله يصلي عند باب المسجد * حدثنا عن سيرة وحياة الأمير سلطان إبان عملكم مع سموه يرحمه الله؟ - كان يرحمه الله رجلاً غير عادي في إنسانيته وكان ينبه علينا بالاهتمام وعدم منع المحتاج والفقير والمريض والمظلوم بان تكون معاملاتهم لها الأسبقية والأولوية وجل همه واهتمامه ومهما قيل شعرا ونثرا لن يوفيه حقه ومالنا إلا الدعاء له بان يسكنه الله فسيح جناته. * كيف كانت علاقته برجال وقادة القوات المسلحة؟ - كان متواضعا أكثر مما يجب وحريص على مقابلة الأفراد والجنود قبل مقابلة رئيس الأركان العامة وكان من اهتمامه يرحمه الله فعل الخير بالنسبة للعسكريين من جنود وأفراد وبكل صدق كلمة إنسان قليلة في حقه ولا تكفيه وكريم ومحب للفقير ويسعد وتعلو ابتسامته حين يقدم معونة أو مساعدة لأي شخص كان. يلبي طلبات الفقراء والمحتاجين ويعطيهم الأولوية * ماذا كان يفعل سموه يرحمه الله عندما يقابل أصحاب الجاجة أو المظلمة؟ - من القصص الجميلة التي تسجل لسموه يرحمه الله لما كنا بمدينة خميس مشيط التابعة لإمارة عسير فاستوقفتنا أمرأة في الشارع فتوقف الموكب من حرس ومرور وخلافه فإذا بها تشتكي من رجل على خلاف بينهما على ارض فكان توجيهه لي يرحمه الله بالنص (إذا كانت ظالمة فلا تسألوها عن شيء وإذا كانت مظلومة فعليك الذهاب لصاحب الأرض وتعطيه كل ما يطلب) وفعلا تم لتلك العجوز ما تريد في نفس اليوم وتم حل مشكلتها نهائيا. وأتذكر في يوم عمل كان لدينا اجتماع وكان من ضمن الحضور صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية ووزير المالية السابق محمد أبا الخيل والدكتور غازي القصيبي (يرحمه الله) فإذا بشخص يعلو صوته ويقول ارغب في مقابلة سلطان بن عبدالعزيز فكنا نهدىء أمر هذا الرجل وكان اهتمامي بالضيوف حتى يفرغ من الاجتماع ومن ثم نعرض موضوعه على سموه يرحمه الله فإذا به يستدعيني ويسألني من هذا الرجل فقلت لسموه يرغب في مقابلة سموكم فقال لي ادخله فهو الأهم والمهم الذي وجدنا من اجله وأنبني تأنيبا لن أنساه وأما الحاضرون فسنلتقي معهم كل يوم وكان يعني من كلامه أصحاب السمو والمعالي وفعلا تم تحقيق طلبه ولم يكن مظلمة بل كان طلبا عاديا. نصير الإعلاميين ولم يتضجر يوماً من أسئلتهم وأتذكر شيئاً آخر كان سموه يرحمه الله في اجتماع مع شركة أمريكية واخذ الاجتماع وقتاً أكثر مما حدد له فأذن الأذان لصلاة الظهر وأقيمت الصلاة بالمسجد وأخيرا لحقنا الركعة الأخيرة وكان المسجد ممتلئاً وفرشنا لسموه يرحمه الله السجادة عند باب المسجد فصلى وأكمل الصلاة وعاد لمكتبه ولكن مدير عام الشركة الأمريكية كان يراقب سموه فاستغرب الذي حصل من سموه وعرفت أنا شخصيا فيما بعد أن مدير عام الشركة أعلن إسلامه عند عودته لبلاده. * بحكم عملكم مديرا عاما للشؤون العامة كيف كانت علاقة سمو ولي العهد يرحمه الله بالإعلاميين والصحفيين وما يتميز به سموه؟ - كان يسمي نصير الإعلاميين والصحفيين وساحر الكاميرا وكان توجيهه لهم بان لا يبالغوا في الإطراء ولا يلمعوه وان يهتموا بحاجات المواطنين وما يهمهم ويتميز يرحمه الله بالفكر الثاقب والنير وخاصة في إجاباته على كثير من الأسئلة والتي تعطي أكثر من مدلول ويتميز بالوضوح والصراحة ومهما كانت نوعية ومعنى أي سؤال فكان سموه يرحمه الله يجيب عنها ولم أشاهد سموه خلال عملي متضجرا أو متهاونا في الإجابة عن أسئلة الصحفيين. يحرص على مقابلة الجنود قبل مقابلة رئيس الأركان * صف لنا القوات المسلحة سابقاً وحالياً ؟ - عندما تعين سموه وزيرا للدفاع كان الجيش آنذاك عبارة عن مجموعة من السيارات والعربات وخلال فترة عمله طورها وانشأ القوات البرية والبحرية والجوية وقوات الدفاع الجوي والقوة الإستراتيجية وكان تطويرها جل همه واهتمامه. * كيف تصف القرارات الآنية والعاجلة لسموه وخاصة أن وزارة الدفاع بحاجة إلى اتخاذ القرار العاجل واللحظي في كثير من الأحيان؟ - تغلب على قرارات سموه يرحمه الله بما يخدم المصلحة العامة وعدم الإضرار بالآخرين ووصف يرحمه الله برجل السلام وأتذكر أن الملك فيصل يرحمه الله كان يرسله للرئيس المصري جمال عبدالناصر أيام الخلاف مع اليمن ولذلك وصف برجل السلام آنذاك ولم يكن يتخذ القرار لوحده أو يرتجل القرار أو يكابر في اتخاذه ويتميز سموه بأن يشارك المختصين والمسؤولين ويتشاور معهم ومن ثم يتخذ قراره الأخير بما يخدم الوطن والمواطن. مستقبلاً سموه في أحد ميادين العرض العسكري * حدثنا عن برنامج عمل سموه يرحمه الله اليومي؟ - يتصف سموه بالانضباط في المواعيد والدقة المتناهية في تحركاته وكان يسألني كم من الوقت للوصول إلى موقع العمل أو الاحتفال أو الاجتماع ويحرص على عدم تأخير الآخرين. * خارج أوقات العمل كيف كان سموه يعاملكم؟ - يحرص سموه على مجالستنا ومناقشتنا حتى في أمورنا الخاصة وكان يرحمه الله إذا رأى أن احداً منا بحاجة لحل مشكلته يتولها بنفسه سوء كانت مادية أو معنوية وتذكر من كلماته لنا كضباط (اعتبروني أخوكم الكبير) وأما الأفراد فيشهد الله على انه كان يقبل رؤوس كثير من الجنود وخاصة عندما يصاب احدهم في التمرينات التعبوية التي تقيمها القوات المسلحة وفي يوم من الأيام تلقيت شخصيا من سموه يرحمه الله أوامره بأن لا نتردد في زيارته لقصره للعمل أو لغرض شخصي حتى وان كان بعد منتصف الليل. الأمير سلطان - رحمه الله- * رافقت سمو وزير الدفاع يرحمه الله في كثير من الجولات التفقدية أو الزيارات الميدانية ماذا كان يتميز سموه؟ - كان يردد أنا جندي معكم وكلنا خدام لهذا الوطن وقادته ومحبوب من كافة أفراد أفرع القوات المسلحة ومن تعامله معنا بهذا الأسلوب الراقي بث فينا روح الإخوة والنخوة والشجاعة بيننا وحرصنا على بعضنا بعضاً. وكان يرحمه الله عندما يقابل الجنود والأفراد ويختلط بهم يأمر حرسه الخاص والأمن بأن لا يمنعوا أي فرد من مقابلته أو الالتقاء به ويسمع منهم طلباتهم وحاجتهم ويأمر بحلها في وقتها وكان يمازح ويلاطف الجنود ويستمع منهم لكل أمر ويقضي حاجاتهم ومشاكلهم ومن ماله الخاص. الأمير سلطان والأمير سعود الفيصل خلال إحدى المناسبات العسكرية سموه -رحمه الله- يتحدث مع ضباط القوات المسلحة الملك فهد والأمير سلطان رحمهما الله العميد ركن متقاعد الغامدي يتحدث ل»الرياض» خلال حديثه للمحرر العميد الغامدي يتسلم جائزة من الملك فهد - رحمه الله- سموه يصافح العميد متقاعد الغامدي «تصوير- عادل الزهراني»