أن تكون الأندية الرياضية في بلادنا .. بيئة صالحة لاجتذاب المدربين والأطباء.. والمساعدين الأجانب.. ودمجهم في ثقافتنا.. بل ودخولهم الإسلام.. فإن ذلك يُحسب لها.. ويؤكد أنها غير كل ما يقال عنها.. ويشاع ضدها. وما نشر يوم الاثنين الماضي عن إسلام «مدرب اللياقة البدنية»في فريق الهلال.. الأمريكي «مارتن بيور» في مدينة جدة.. هو شيء يسعدنا (كمسلمين) غاية السعادة.. لأن انضمام فرد واحد إلى عقيدة الخير.. والتسامح.. والمحبة.. هو مكسب جديد.. وإضافة حقيقية نستحقها.. وكما هو معروف أيضاً.. فإن «بيور» ذا الخامسة والعشرين من العمر .. كان هو آخر من أسلم والحمد لله.. وإلا .. فقد سبقه قبل ذلك.. طبيب نادي الهلال السابق «البلجيكي كارل ويليام» عام 2010م واللاعب الكنغولي في الهلال «ليو أمبيلي» عام 2009م .. والمحترف الغاني في نادي الرائد «إسماعيل آدو» ومدرب حراس الرائد السابق البرازيلي «فابيو» كما أن هناك أحاديث تدور الآن في الأوساط الرياضية حول جدية تفكير لاعب نادي فريق الأهلي البرازيلي «فيكتور سيموز» ومدرب الهلال السابق «جريتس» في اعتناق الدين الإسلامي أيضاً هذه البُشريات «العظيمة» .. لا يسع أي مسلم إلا أن يسعد بها لسببين اثنين مهمين هما: أولاً: أن الإسلام يؤكد يوماً بعد الآخر أنه دين الفطرة.. ودين الإنسانية.. ودين الروحانية والشفافية.. والتسامح.. وبالتالي فإنه يستهوي الآخرين للدخول فيه.. ويؤكد للعالم أنه ليس دين عنف.. وقسوة.. وإرهاب.. وتشدد.. وتطرف.. وأنه ضد كل ما هو إنساني.. وبشري.. كما يزعم أعداؤنا. ثانياً: أن التهمة التي ظلت تواجهها الأندية السعودية ومازالت.. بأنها تبتعد عن الفضيلة وتقود إلى «الانحراف» لا محل لها.. وإن على الآباء ألا يترددوا الآن في تشجيع أبنائهم وبناتهم على الالتحاق بها بدلاً من أن ننهرهم عن الارتباط بها.. وبالتالي فإن على المجتمع أن يعيد نظرته إليها.. وأن يمنحها الكثير من الثقة والدعم وأن يشجعها على أن تكون بيئة قيمية جاذبة وليس العكس. وبهذه المناسبة.. فإن التهنئة لابد وأن توجه للأندية التي ساهمت وتساهم في جذب هؤلاء إلى دين الله.. ونخص بالذكر كل لاعب .. أو رئيس نادٍ.. أو منسوباً إليه.. ساهم ويساهم في تقديم صورة حقيقية عن الإسلام جعلتهم يبحثون عن الحقيقة ومعرفة جوهر عقيدتنا.. ويتأثرون بما يسمعون ويرون من مظاهر روحانيةٍ، ومن سلوكيات حميدة .. وتصرفات رشيدة ماشجّعهم على الدخول فيه.. والانتساب إليه بسعادة.. كما هي حال هؤلاء المسلمين الجدد.. وكم كنتُ أتمنى أن يحتفي الهلاليون والرائديون وجميع الرياضيين في المملكة كثيراً بهؤلاء المسلمين الجدد.. وأن يشجعوا الآخرين على أن يدخلوا في هذا الدين.. وإن كنت أعتقد أن على الرئاسة العامة لرعاية الشباب.. أو أي جهة جاذبة لغير المسلمين للالتحاق به .. أن على كافة الجهات الحكومية أو الأهلية التي تساعد غير المسلمين على الدخول في الإسلام أن تضع في أنظمتها ولوائحها نصوصاً وقواعد لتكريم هؤلاء .. كأن تضاعف رواتبهم ومخصصاتهم.. وأن تقيم لهم احتفالات شعبية ضخمة.. وأن تمكنهم من أداء الحج والعمرة والزيارة .. وسواها من أوجه التعبير عن الدعم والتشجيع لذلك .. وبصورة أكثر تحديداً.. فإنني أتوجه إلى سمو الأمير نواف بن فيصل بن فهد الرئيس العام لرعاية الشباب باقتراح هو: زيادة إعانة كل نادٍ يعمل على تحسين بيئته الداخلية كثيراً.. بحيث تكون جاذبة.. لكل شباب البلد وشاباته، وليست طاردة لهم كما يتردد ويقال.. ومضاعفة تلك الزيادة أيضاً عند تمكنها من اجتذاب منسوبيها من الأجانب من غير المسلمين إلى هذا الدين.. بحيث يحصل النادي على زيادة كبيرة في إعانته عن كل حالة ينجح النادي في اجتذابها إلى دين الله الحق.. وبذلك نكون قد حققنا هدفين مهمين هما: تشجيع الأندية على أن تستقطب آلاف الشباب والشابات والمشجعين إليها.. والاعتزاز بالانتماء إليها وليس النفور منها.. وكذلك جذب واستقطاب لاعبيها ومدربيها وأطبائها ومساعديهم ممن يعتنقون ديانات أخرى للتحول إلى دعاة لهذا الدين.. وفكره.. وسلوكياته في أوطانهم أو حيثما يذهبون بعد ذلك.. وأخيراً.. فإن هذا البلد.. كما كان باستمرار فإنه سيكون على الدوام بإذن الله تعالى مشعل هداية.. ونور.. ومحبة.. وليس غير ذلك كما يقول أعداؤنا ويزعمون.. *** ضمير مستتر **(نفرح كثيراً.. حين نضيء لغيرنا شمعة في طريق مظلم.. وخانق).