تبنى الأمير سلطان -رحمه الله- مشروع مركز الأمير سلطان لمعالجة أمراض وجراحة القلب حيث أمر بإنشائه على حسابه الخاص وقد جاء إنشاء هذا المركز الذي بدأ قسماً صغيراً في مستشفى القوات المسلحة بالرياض ليتحول إلى أحد أكبر المراكز العالمية ذات التقنية المتميزة، وبالفعل قام سموه بافتتاحه في يوم الأربعاء 28 / 7 / 1417 ه. ويعد أحد الأدلة الساطعة على صدق صاحب الأيادي البيضاء ورجل الأعمال الخيرية والإنسانية حيث يعد أحد المراكز المتقدمة عالميا في مجال الطب وجراحة القلب، وأصبح صرحا مميزا يضاهي ماتوصلت إليه أكبر الدول المتقدمة حيث واكب أحدث المستجدات العالمية بكوادر وطنية مؤهلة وبدعم مباشر منه والذي كان -غفر الله له- لا يألو جهدا في سبيل خدمة المواطن والمقيم في هذا البلد المعطاء وهو الذي يتكون من أربعة طوابق بالإضافة إلى القبو ويحتوي أيضا على أربع غرف للعمليات وأربعة معامل قسطرة ومعمل لكهربائية القلب بالإضافة إلى معملين لجهد القلب النووي بطاقة تستوعب (168) سريرا ومنذ ذلك الحين والمركز في تطور مستمر من حيث نوعية الخدمة المقدمة للمرضى والانجازات الطبية، وفي عام 2008 م قام المركز بالعديد من الأعمال التطويرية حيث تم استحداث نظام الجاما كاميرا وافتتاح وحدة العيوب الخلقية للكبار بزيادة (6 ) أسرة وتحديث معامل القسطرة وشبكة النظام الآلي وتأسيس النظام الآلي والذي يتم من خلاله صرف الأدوية للمرضى المنومين بصورة آلية وتوسعة وتجديد معامل كهربائية القلب ومشروع أرشفة المعلومات الإكلينيكية بالإضافة إلى متابعة الانتهاء من مبنى العيادات الخارجية ( 114 )، كما يوجد عدد من المشاريع المستقبلية للمركز. حيث يهدف هذا المركز إلى تقديم العناية الوقائية والعلاجية والتأهيلية المميزة الخاصة بأمراض القلب لأفراد القوات المسلحة والمرضى المحالين للمركز وذلك من خلال كوادر بشرية متخصصة وباستخدام أحدث ماوصل إليه العلم في مجال التقنيات الطبية وفقا للمعايير العالمية ومعايير الجودة الشاملة بالخدمات الطبية للقوات المسلحة، كما يهدف إلى تدريب الكوادر الوطنية من جميع الفئات في هذا الاختصاص بالإضافة إلى إجراء البحوث العلمية بهدف دراسة الظواهر الصحية المتعلقة بأمراض القلب، ويتطلع مركز الأمير سلطان لمعالجة أمراض وجراحة القلب إلى موقع الريادة على مستوى الشرق الأوسط كمركز طبي متكامل ومرجع علمي متخصص في طب وجراحة القلب وأصبح المركز بما يحتويه من إمكانيات متميزة وكفاءات طبية عالية مقصداً للمواطنين الذين كانوا في ما مضى يضطرون للسفر إلى خارج المملكة بحثاً عن العلاج. سعيد عبدالله عبادي القحطاني كما أصبح العديد من الأشقاء والأصدقاء من خارج المملكة ينشدون هذا المركز الذي استطاع بما يحتويه من كوادر طبية سعودية عالمية المستوى والإمكانات الجبارة المتوفرة فيه إجراء العديد من العمليات العالمية النادرة. وقال مدير عام الإدارة العامة للخدمات الطبية للقوات المسلحة اللواء طبيب كتاب بن عيد العتيبي قال فيه "أرفع لمقام سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - وصاحب السمو الملكي النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير نايف بن عبدالعزيز - حفظه الله - وللأسرة المالكة الكريمة والشعب السعودي وأبناء القوات المسلحة بأصدق العزاء في وفاة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام - رحمه الله - فقيد الأمتين العربية والإسلامية. رحل الأمير سلطان بن عبدالعزيز بعد مسيرة حافلة من العطاء حيث ستبقى أعماله في شتى المجالات خالدة ما بقينا، لقد كان بالإضافة إلى أنه - رحمه الله - رجل دولة شغل مناصب كبيرة وقام بمهام كبيرة.. وقد كان قريباً جداً إلى الناس في معاناتهم واحتياجاتهم وله وقفات لا تنسى فمن لا يعرف (سلطان الخير). لقد اولى- رحمه الله -اهتمامه لتطوير الخدمات الطبية للقوات المسلحة، فقد سبق بفكره الكثير حيث استطاع بناء منظومة خدمات طبية متقدمة ومتكاملة على أعلى المستويات تضاهي في قدراتها أفضل المراكز العالمية فقد اتسعت الرقعة الجغرافية التي تغطيها الخدمات الطبية بحيث شملت كافة مناطق المملكة وذلك ببناء المستشفيات المتخصصة وتزويدها بأفضل الامكانيات، كذلك دعم الخدمات الطبية بأسطول الإخلاء الطبي الجوي الفريد من نوعه على مستوى العالم الذي ينقل الحالات التي تحتاج لتخصصات دقيقة وعلاج متقدم إلى المستشفيات المختلفة، كذلك دعم الخدمات الطبية بالكوادر الطبية المتخصصة والمدربة حيث تم إنشاء العديد من الكليات والمعاهد بالإضافة إلى الابتعاث إلى الخارج حيث لا يقتصر الابتعاث على مجال واحد أو تخصص وإنما شامل لكل التخصصات والمجالات. مركز الأمير سلطان لمعالجة أمراض وجراحة القلب ولم يأت هذا من فراغ بل أتى من بعد نظر سموه - رحمه الله - حيث أولى التعليم والتدريب الأهمية القصوى للارتقاء بمستوى شباب الوطن، فقد أنشأت الخدمات الطبية للقوات المسلحة نتيجة لتطلعات سموه - يرحمه الله - كلية الأمير سلطان العسكرية للعلوم الصحية بالظهران والتي افتتحها عام 1409ه كما تم إنشاء معهد الأمير عبدالرحمن للدراسات العليا لطب الأسنان بالرياض ومدرسة ومركز الخدمات الطبية والتي انتشئت عام 1375ه تحت مسمى (مدرسة التمريض العسكري). أولى سموه - رحمه الله - مركز الأمير سلطان لمعالجة أمراض وجراحة القلب جل اهتمامه فقد بدأ كق سم صغير بمستشفى القوات المسلحة بالرياض عام 1399ه، وتحول فيما بعد بامكانياته المتطورة إلى أحد أهم المركز في المنطقة ولم يقتصر على هذا المركز فقد أنشئت المراكز المتخصصة في العديد من المناطق للقلب وزراعة الأعضاء والغسيل الكلوي. واستمرت عجلة التقدم بدعمه ورعايه - يرحمه الله - فقد أنشئت وحدة الأمير سلطان لزراعة الأعضاء بمستشفى القوات المسلحة بالرياض حيث تعتبر إنجازاً رائداً وفريداً في مجاله في منطقتنا العربية، وامتداداً لدوره الاجتماعي البارز - يرحمه الله - وجه بتسيير حملة الأمير سلطان الوطنية للرعاية الأولية لتجوب مناطق المملكة بهدف نشر التوعية والوقاية والعلاج لكافة شرائح المجتمع لتصل إلى المواطن في كل مكان على أرض هذا الوطن الغالي، وعلى ذات الصعيد وجه سموه - يرحمه الله - بفتح باب القبول في دبلوم التمريض للطالبات في عدد من مستشفيات القوات المسلحة وذلك لمنح الفتاة السعودية الفرصة للمشاركة. كما كان للخدمات الطبية بتوجيه من سموه - يرحمه الله - دور بارز في خدمة حجاج بيت الله الحرام حيث تشارك سنوياً ببعثة متكاملة وهي عبارة عن مستشفى القوات المسلحة بالمشاعر المقدسة بمنى ومركز الطوارئ بدقم الوبر. وفي سلسلة دعمه اللامحدود صدر توجيهه - يرحمه الله - عام 1399ه بإنشاء مصنع الغازات الطبية بطاقة إنتايجة تبلغ 300 طن سنوياً لسد احتيجات المستشفيات العسكرية. حسين عبدالله الطويهر إن الإنجازات التي تحققت بتوجيهه ودعمه - يرحمه الله - لا حصر لها، فمن تأهيل الكوادر تعليماً وتدريباً إلى الإنجازات الطبية المتمثلة في التشخيص والعلاج وزراعة الأعضاء وجراحة القلب والكثير من الإنجازات الطبية التي نفخر بها والتي لم تكن لتنجز لولا توفيق الله سبحانه وتعالى ثم تطلعات سموه - رحمه الله - وبفكره الذي سبق به الكثير فيما يخص تطوير الخدمات الطبية في شتى المجالات وثمرة هذا الفكر مستشفيات متطورة تأخذ بأسباب الرقي بالخدمة الطبية إلى أعلى المستويات العالمية. لقد نذر جهده وجل وقته لتطوير الخدمات الطبية للقوات المسلحة من أجل صحة منسوبي قواتنا المسلحة بشكل خاص والمواطن بشكل عام بما يتناسب والنهضة الشاملة التي نعيشها في ظل حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله. رحل سلطان.. ويبقى اسمه الذي يتردد على كل لسان (سلطان الخير)، فهو الذي كان يمد يد العون لكل محتاج في داخل المملكة وخارجها، لقد قدم الكثير وفي العديد من الدول ينفق من ماله الخاص لإقامة المشاريع في مختلف الدول ولتلبية احتياجات الكثير من الدول العربية والإسلامية في مجالات الصحة وغيرها، لقد كانت تؤمن الكثير من المستلزمات الطبية وغير الطبية لمرضى من داخل المملكة ومن خارجها من حسابه الخاص، لقد كان لعطائه - رحمه الله - الأثر البالغ في حياة الناس وكان بحرا من العطاء وينبوع خير لا ينضب. رحم الله الأمير سلطان رحمه واسعة وجعله من سكان الفردوس الأعلى.. آمين. " الرياض" التقت بالعديد من المرضى المنومين بالمركز لتأخذ مشاعرهم الإنسانية تجاه فقيد الأمة وهو الذي مد لهم يد العون والمساعدة وأصدر للعديد مهم أوامر للعلاج. وكان لقاؤنا الأول مع المواطن رشيد بن حمود العتيبي حيث قال " استقبلت خبر وفاة ولي العهد بكل الأسى والحزن فهو فقيد الأمة العربية والإسلامية عامة والشعب السعودي خاصة وقد قدم لي ولشعبه الكثير ودعائي له بأن يتقبله الله برحمته ويسكنه فسيح جناته ويجعله من الخالدين فيها". فيما يقول المواطن سكران السكران" لقد قدم لي الأمير سلطان الكثير ولا أملك له الآن إلا الدعاء فهذه سنة الله في الحياة، والموت حق على كل حي فجميعا ندعو للفقيد بالرحمة والجنة وأن يجمعه مع الصديقين والشهداء والصالحين". ويقول والد الطفل عبدالله ناهس الحربي " كان وقع الخبر علي أشبه بالصدمة فصاحب الأيادي البيضاء يعتبر فقيدا للأمة الإسلامية وجهوده الخيرة لامستني بشكل شخصي من خلال أمره بعلاج ابني الذي يبلغ من العمر ثلاثة أشهر فلولا وجود هذا المركز لما توفر العلاج بالمملكة العربية السعودية والحمدلله أجريت عملية القلب لابني وتكللت بالنجاح ولم يتبق إلا القليل من الكشوفات والإجراءات الطبية، مصابنا جلل وعزاؤنا الوحيد أنه ذهب للغفور الرحيم الذي هو أرحم على العبد من الأم على ولدها.رحمه الله وأسكنه جنات النعيم". سكران السكران بعدها التقينا بالمواطن سعيد عبدالله القحطاني حيث قال" نسأل الله للأمير سلطان الجنة فقد قدم الكثير لوطنه وأحد الأمثلة الحية هو وجود هذا المركز الذي يوفر العلاج للمواطن والمقيم على نفقته الخاصة ونسأل الله الذي لاإله إلا هو أن يكون في الفردوس الأعلى من الجنة وقد تأثرنا جميعا بعد سماع نبأ وفاته -رحمه الله- وحسناته وأعماله الخيرية أكثر من أن تحصى وأدعو الله أن تكون سببا لرحمته". ويقول حسين عبدالله الطويهر" الموت حق من الله سبحانه وتعالى ونحن نؤمن بهذا الشيء ولكنه إذا ما أخذ أحد العظماء يكون الأمر صعبا علينا والأمير سلطان رجل دولة وله مقامه ومكانته على مستوى المملكة والعالم ومصابنا جلل في موت ولي العهد وأسأل الله أن يلهم ذويه من العائلة المالكة والشعب السعودي الصبر والسلوان وأن يدخله الجنة مع الصالحين والأبرار. أنا كنت خارج المملكة وأتيت بأمر من الأمير سلطان عن طريق الإخلاء الطبي إلى بلادنا للعلاج في هذا المركز فأبسط حقوقه علينا أن نرفع أكف الدعاء له بالمغفرة". ويقول العقيد متقاعد سعيد الغانم أحد منسوبي القوات المسلحة والذي تحامل على نفسه للحديث وهو الذي أجرى عملية للقسطرة قبل لقائنا به "فقدنا رجلا عظيما وأعجز عن التعبير في مثل هذه المواقف كوني أعتبر الفقيد أخا أكبر بالنسبة لي فأنا لم أطلبه شيئا إلا وقدمه لي بكل ابتسامة -رحمه الله- وأرجو أن يتغمده برحمته ويسكنه فسيح جناته". وسيبقى هذا المركز أحد الشواهد الثابتة على إنسانية أميرنا الحاضر الغائب، نهر العطاء الجزل وسلطان الخير والبذل والأمثلة على أعماله الخيرية والإنسانية كثيرة أكثر من أن تحصى وتجمع ولكن هو مثال على اهتمامه بالوطن والمواطن وحرصه الشديد على أن تكون بلاده منارة مضيئة بالخير والنور على كامل الكرة الأرضية رحمك الله ياسمو الأمير. اللواء كتاب العتيبي رشيد حمود العتيبي الطفل رشيد نايف الشمري الطفل عامر سلمان الفيفي الطفل عبدالله بن ناهس الحربي