الحمد لله وحده القائل: (كل نفس ذائقة الموت) وأصلي على من أرسله الله رحمة للعالمين وحجة على الخلق أجمعين القائل عنه ربه سبحانه معزياً لأمته (وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد) إذا تفكرنا في مصيبة الأمة في فقد نبيها عليه الصلاة والسلام هان عليها كل مصاب فكم من الناس من فقد الحبيب وفقد الأم الحنون والأب العطوف ومع ذلك صبر واحتسب عندما تذكر فقد الرسول عليه الصلاة والسلام، إن الإنسان في هذه الحياة مربوط بمدة حددها الله سبحانه وتعالى، فالسعيد من قضاها في طاعة الله سبحانه وتعالى وخلف ذكرا حسناً بين العباد، بالأمس القريب فقدنا واحداً من رجالات هذا البلد الطيب ولي عهدها وحبيبها سلطان الخير - طيب الله ثراه - الذي أمضى جل عمره في خدمة هذا البلد المعطاء فسيرته العطرة شاهدة له وأفعاله الخيرة ستبقى لتخبر الأمة من هو سلطان الخير، لقد رحل من هذه الدنيا ولكن لم يرحل من قلوب الملايين التي أحبته في هذه البلاد الطيبة وغيرها من بلاد المسلمين، لقد رحل من هذه الدنيا ولكن تبقى الأعمال شاهدة على أفعال الرجال، فالمساجد تشهد له ببنائها في شتى بقاع الأرض، فمدينتكم الإنسانية الخيرية التي شيدتموها تقف شاهدة على فعلكم الخير، دعونا ودعا غيرنا له بالرحمة والمغفرة وان يجعل قبره روضة من رياض الجنة، نسأل الله أن يجعل في خلفه البركة، تعازينا نرفعها إلى مقام مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي النائب الثاني الأمير نايف بن عبدالعزيز وجميع الأسرة المالكة والشعب السعودي وأن لا يري الجميع مكروها ونحن معهم دائماً على طريق الخير ونسأله سبحانه أن يديم علينا نعمه ظاهرة وباطنة وأن يجنب بلادنا وبلاد المسلمين الفتن ما ظهر منها ما بطن والحمد لله رب العالمين. * جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية