أوصى فضيلة إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور عبد الرحمن السديس المسلمين بتقوى الله عزوجل في السر والعلن وإتباع أوامره واجتناب نواهيه ابتغاء مرضاته سبحانه وتعالى . وقال في خطبة الجمعة التي ألقاها أمس بالمسجد الحرام” في أغوار الفتن وأعماقها وبين فحيحها وقباحها تأتلق قضيه فيحاء عريقه بلجاء هي من الضرورات المحكمات والأصول والمسلمات ومن أهم دعائم العمران والحضارات يذكر بهذه القضية في زمن كثرت فيه الفتن والأزمات تستعر بها جوانب أمتنا الإسلامية وتتقلب فيها الأحداث الدولية والعالمية إنها قضيه الأمن والأمان والاستقرار والاطمئنان الأمن من أهم المطالب وأفضل الرغائب وأهم المقاصد فهو مطلب رباني ومقصد شرعي ومطلب دولي وهاجس إنساني فإذا ماتحقق وتأكد وعمّ وتوطد تأتلق قدرات الإنسان شطر الازدهار والتميز والابتكار والإنماء والأعمار. وأضاف فضيلته يقول إن الله سبحانه وتعالى جعل الأمن من أجّل النعم وقرنه بالإطعام من الجوع فقال سبحانه ( الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف ). وأوضح أن الأمن كان أول دعو' دعا بها خليل الله إبراهيم عليه السلام حيث قال ( رب أجعل هذا بلدا آمنا وأرزق أهله من الثمرات من آمن منهم بالله واليوم الآخر) فقدم الأمن على الرزق بل جعله قرين التوحيد في دعائه فقال “رب اجعل هذا البلد آمنا واجنبني وبنيّ أن نعبد الأصنام “ فقد عمق الإسلام هذا المعنى ووثقه . وزاد الدكتور السديس يقول ان الأمن والأمان جنبان مكتنفان للإيمان منذ إشراق الإسلام إلى أن يحشر الأنام فلقد أعلى الإسلام شأنها فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من أصبح آمن في سربه معافى في جسده عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها) ولقد امتن الله تعالى على بلاد الحرمين الشريفين بنعمة الأمن والأمان فقال سبحانه (أو لم نمكن لهم حرماً آمناً يجبى إليه ثمرات كل شيء رزقا من لدنَّا ولكن أكثرهم لا يعلمون) فسبحان الله عباد الله ها أنتم ترون الناس من حولكم وما يعيشونه من خوف واضطراب متسائلاً ماهي أنباء إخوانكم في الأرض المباركة فلسطين وفي الشام وفي بورما وما يحصل لهم من تقسيم وحرق شامل لهم وقل مثل ذلك في كل مكان يضطهد فيه المسلمون فبلادنا بحمد الله وهي قبلة المسلمين ومتنزل وحي ربهم ومبعث ومهاجر نبيهم عليه الصلاة والسلام آمنة بفضل الله من الحروب العاصفة والفتن القاصفة التي تغض المضاجع وتغّور الفواجع سلّمها الله تعالى من الأحداث النوازل والنكبات الفواجع وبسط الأمن في ربوعها ونشر الأمان في أرجائها فالله الحمد والشكر أولا وأخرا باطناً وظاهراً. وأكد فضيلته أن استحكام الأمن في البلد الحرام عقيدة راسخة أصلها ثابت وفرعها في السماء لايضيرها ذمّ اللئام فقد تطايرت أحلامهم وملأ الحقد صدورهم فصاروا أطيش من القدوح الأقرح وساءهم كل مايفرح فانعكس عليهم الحال وساءت بهم الأفعال الأمر الذي قضّ مضاجعهم وبثّ الاراجيف الكاذبة والشائعات المغرضة فلا يحيق المكر السيء إلا بأهله داعياً إلى عدم الإصغاء لدعاة الفتنة وخفافيش الظلام ومثيري الشغب والفوضى ومروجي الأفكار الضالة وممن جعلوا أنفسهم أدوات في أيدي أعدائهم لا سيما عبر شبكات البث المعلوماتي ووسائل التواصل الاجتماعي فبلادنا بحمد لله آمنه مروؤسه وفي تخوم الأمان مغروسة ومن الأعادي بإذن الله مصونة محروسة وستظل بحول الله ثابتة على عقيدتها متلاحمه مع ولاتها وقاداتها وان اصابتها العضالات ومهما فقدت من رجالات وكفاءات فخلفهم أقياد قادات . وقال ونحن نتحدث عن قضيه الأمن والأمان لاننسى ما أحل بالأمن من فاجعة عظيمة وما ألم به من مصيبة جسيمة بوفاة رمز من رموزه الكبار الذي قاد لأعوام عديدة منظومة العمل الأمني في البلاد حتى انتشر الأمن بفضل الله في كل الأصقاع والوهاد فاضحت البلاد بفضل الله تعالى ومنّه واحة أمن وأمان ودوحة سلام واطمئنان والله وحده أمان كم نتذكر الأيادي الشاهدة والإعمال الرائدة التي أزجاها فقيد الامه رحمه الله وطيب ثراه وخصوصاً فيما يتعلق بأمن الحجيج والمعتمرين وسلامة القاصدين والزائرين فرحم الله عبده الفقير رحمة الأبرار وأسكنه فسيح الجنات وعزائنا فيمن خلفه في هذه المنظومة المتألقة والسلسلةالمتأنقه فوفقهم الله وأعانهم وسدد خطاهم في تحمل هذه الإعمال الجسيمة والمسؤوليات العظيمة ووفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه. ولفت فضيلة إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور عبد الرحمن السديس النظر إلى أن الله سبحانه وتعالى خص هذه الأمة بمواسم الخيرات والبركات ومن أجل هذه المناسبات مانستشرف محياه ونتطلع إلى لقياه خير الشهور على مرّ الأعوام والدهور شهر رمضان شهر الخير والبر والإحسان في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه إن النبي صلى الله عليه وسلم قال (من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ماتقدم من ذنبه ومن قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ماتقدم من ذنبه ) فأهلاً بشهر الجود والكرم شهر الصيام. وقال فضيلته أن الأمة وهي تستقبل شهرها الكريم بحاجة مآسّه إلى استدعاء معاني المحاسبة والتدبر والتقويم والتفكر وتهيئة النفوس للصيام والقيام والوحدة والاعتصام والتسامح والتصافي والوئام والحذر من الفرقة والانقسام وأعمال العنف والاضطراب والخصام وتجديد التفاؤل والأمل بنصر هذه الأمة في فلسطين وبلاد الشام التي تتطلب قرارات سريعة ملزمة وخطوات عاجلة صارمة لإنهاء مأساتها الخطيرة مع حلول شهر النصر والبطولات وصلاح أحوال الأمة في كل مكان ونهاية الظلمة والطغاة. وطالب فضيلته القائمين على الوسائل الإعلامية والقنوات الفضائية أن يراعوا حرمة هذا الشهر الفضيل فلا يخدشوا روحانيته بما لايليق من البرامج والمشاهد والأفلام ولا سيما مايمس سيد الأنام وآله وصحابته الكرام داعياً إلى معاهده الله سبحانه وتعالى على التوبة والإنابة والاستقامة والإخلاص في العمل لنسعد في الدنيا والآخرة. الإخاء والتواد وفي المدينةالمنورة أوصى فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ حسين آل الشيخ المسلمين بتقوى الله جل وعلا فهي السعادة المبتغاة وهي سبب كل فوز وعزة ونصرة في الدنيا والآخرة. وقال في خطبة الجمعة أمس “ من أعظم أصول الإسلام وامتن قواعد الإيمان الحرص على تحقيق الايخاء بين المسلمين وإفشاء المحبة بين المؤمنين يقول الله جل وعلا (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ),ويقول نبينا صلى الله عليه وسلم (مثل المؤمنين في توادهم وتعاطفهم وتراحمهم مثل الجسد إذا اشتكى منه شيء تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى) , مشيراً إلى أن الإسلام الذي جاء محمد صلى الله عليه وسلم هو أعظم رابط والإيمان أكبر جامع والمسلم الحق من يحمل لإخوانه المسلمين المودة بشتى معانيها ويكن لهم المحبة بصنوفها وأشكالها. وأوضح فضيلته أن من هنا جاءت شرائع الإسلام تحمل الإحكام التي تؤصل هذا المبدأ العظيم وتنشره بين المسلمين وأن مما يضاد هذا الهدف النبيل أن يحمل المسلم البغض لإخوانه المسلمين أوان يكن لهم الحقد الدفين, إنها مثل عظمى يحملها هذا الدين تجعل المسلم من إخوانه المسلمين موقف الحبيب لحبيبه موقف الناصح المشفق الأمين لا يؤذيهم بقول سئولا بفعل بذئ . وبين فضيلته ان الأمة متى ابتعدت عن منهج الله جل وعلا ولم تحكم شرعه تبارك وتعالى فقدت هذه النعمة العظيمة نعمة الايخاء والتواد ويحل بها حين اذاً التفرق والتحزب ويسود صفها الاختلاف والتشرذم و من يتتبع تاريخ الأمة يجد أن الفتن والمصائب تقع بالأمة حينما يعدل أبنائها عن هدي الوحيين وحين يغلبون الدنيا عن الدين ,وهل سالت الدمى وزهقت الأ نفس إلا حين فقد هذا الأصل العظيم وحل محله اتباع الهوى والنفس الامارة بالسوء وإتباع الغرب والشرق . وحث فضيلة الشيخ حسين آل الشيخ أبناء الأمة الإسلامية على تحقيق المحبة الإيمانية والأخوة الإسلامية والحرص على وحدة الصف واتفاق كلمتهم وقيادة أنفسهم بالمحجة البيضاء محجة القرآن الكريم وما أرشد عليه النبي الكريم علية أفضل الصلاة والتسليم.