كثير من الطلاب والطالبات المبتعثين للدراسة خارج المملكة وداخلها في العديد من التخصصات المميزة يسألون عن أفضل فرص العمل الحكومي، ولا أشك لمرة واحدة أن فرص العمل لدينا كثيرة وعديدة وليست في مجال واحد أو تخصص بذاته، بل هي فرص عمل لا حدود لها ولا سقف لها، والأهم هنا لماذا يجب ان تكون الوظيفة حكومية؟ ولماذا يجب أن يكون المتخرج من جامعة أو ثانوية موظفا حكوميا؟ بل عليه أن يقتنع بوجود فرص العمل في القطاع الخاص الحر أيضا وأنها كبيرة جدا، القطاع الخاص يتيح فرص عمل حر ووظيفة أيضا أفضل كثيرا من العمل الحكومي كعائد مادي مثلا، ويمنح فرص إطلاق القدرات والموهبة لمن لديه ذلك. لا يجب ربط التعليم أيا كان مستواه بوظيفة حكومية، فقدرات القطاع الحكومي في خلق الوظائف هي محدودة وضيقة جدا الآن، وخلق الفرص الوظيفية في اقتصاديات الدول والعالم تأتي مما ينتج من القطاع الخاص، ويجب على الشاب والشابة الذي تعلم أفضل تعليم أو من لديه شهادة ثانوية وأقل أن لا يقف عند انتظار وظيفة حكومية أيا كانت، بل عليه أن يقوم بنفسه بخلق الفرصة والعمل رغم كل المصاعب فلن يقدم له أحد الفرصة ما لم يكن مبادرا، وحين نضرب المثل بالكبار سنجد ان كثيرا منهم لم يكمل الدراسة الجامعية ووصل لأعلى المراتب مثل بيل جيتس وستيف جوبز اللذين لم يكملا الدراسة الجامعية ومع ذلك أصبحا التقنية الحديثة في البرامج والكمبيوترات، فلم يكن لديهما حواجز تعليمية ولم ينتظرا وظيفة حكومية، بل اطلقا قدراتهما وموهبتهما نحو هدف محدد وعملا بجهد وصبر لسنوات طويلة ووصلا لما وصلا إليه من نجاح يشهد به كل العالم. على الشاب ان يبحث عن فرصته بنفسه من خلال العمل في القطاع الخاص او العمل الحر، وان يكتسب من الفرص التي تتيحها الدولة من قرض او دعم يضيف له مساعدة في طريق نجاحه، وما يجب ان يعرفه الجميع أن لا حدود للفرص والعمل حين توجد الإرادة والعزيمة والحب للعمل، فليس كل رجال الاعمال اصحاب شهادات ولم تكن يوما هي مقياس لذلك. لا تسأل أين يمكن أن تعمل وتجد الفرصة، بل يجب ان يكون السؤال ماذا ستقدم ؟ وماذا ستعمل؟ فسوق العمل والفرص ليست حصرا لأحد.