نحن بخير.. ما دمت أنت بخير.. ذلك هو ما نقوله اليوم لك.. ونحن نشاهد وجهك الكريم وقد أطل علينا من خلال شاشات التلفزيون بعد عمليتك الجراحية الأخيرة.. فحمداًً لله على شفائك وعافيتك.. وحمداً لله على ما أنعم به على هذا الوطن من نعم كثيرة.. ومنها نعمة بقائك معنا.. وتعافينا بتعافيك.. وطمأنينتنا بوجودك.. فأنت يا خادم الحرمين الشريفين.. لم تكن بالنسبة لنا مجرد زعيم.. أو حاكم.. وإنما أنت لنا بمثابة "رب العائلة" الذي يشعر الجميع بالهدوء وبالاستقرار النفسي كلما تلفتوا يمنة ويسرة فوجدوه أمامهم.. ينعم بالصحة والعافية.. ويمنح الجميع الشعور بالأمان الكامل أيضاً.. لقد أطللت علينا مساء الأربعاء الماضي.. وقد عافاك الله وشافاك.. وأعانك على تحمل آلام الجراحة الجديدة.. فسعدنا بك.. وفرحنا بسلامتك.. وتخففنا من حمل الألم.. أو القلق أو العاطفة الجياشة التي جعلتنا نترقب مثل هذه اللحظة بفارغ الصبر.. فنحن بك.. ومن خلالك.. وطناً ومواطنين.. نشعر بالأمان بكل صوره وألوانه.. كما نشعر بأننا قريبون منك.. ومعك في كل خطوة تخطوها.. لقد خطوت إلى المستشفى لإجراء العملية.. فكانت قلوبنا أسبق إليه منك.. وأشرفت علينا بعد هذه العملية وقد من الله عليك بالشفاء والعافية.. فكنا قريبين منك.. وحول سريرك.. تماماً كما كان يحيط بك إخوتك المخلصون.. وأبناء إخوتك الأوفياء.. وأبناؤك الغالون علينا.. وخاصتك الذين واصلوا الليل بالنهار.. سهراً على راحتك.. وتطلعاً إلى الشفاء العاجل لك.. والحمد لله.. فما دمت أنت بخير.. فإن الوطن بخير.. وما دمت أنت بصحة جيدة.. فإن أبناء هذا الوطن بألف ألف خير.. وما دامت قلوب اخوتك الصافية.. والمخلصة.. والنبيلة من حولك.. تخفق حباً.. ورجاءً.. وأملاً في الله بأن يشفيك فإننا جميعاً وطناً.. ومواطنين نسير بإذن الله تعالى من خير إلى خير أكبر.. فالوطن يدرك أن هذه اللُحمة.. وهذا الالتفاف.. وهذا الامتزاج الحسي والعاطفي.. هو سر بقائنا.. ومصدر قوتنا.. ولا خوف علينا بعد ذلك ولا قلق على مستقبل أجيالنا.. فالأخوة الصادقة نبع صافٍ.. والولاء.. والوفاء.. والحرص المشترك على الوطن ضمانة كافية لبقاء الأوطان.. والتلاحم بين الجميع هي صمام الأمان لتعاظم شأن الوطن.. وعلو مكانة قيادته.. وتمثل المصلحة العليا.. فوق أي اعتبار آخر تظل "الإكسير" الدائم لاستمرار حياة الدول والشعوب والأوطان إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.. وحين تتوفر لنا.. وفينا.. وبنا كل هذه العوامل فإن ذلك يجسد مدى التوحد والترابط والتلاحم الذي نحياه ونحرص على استمراره.. ونحافظ عليه بكل ذرة في كياننا.. فلأنت الخير.. وأنت الحب.. وأنت رب عائلة كبيرة.. عظم شأنها بك.. وقويت شوكتها بالتفاف الجميع حولك.. وترسمهم سديد خطاك.. وآرائك.. وتوجيهاتك.. فلتهدأ النفس.. ويرتاح الخاطر.. وتطمئن القلوب اليوم وغداً.. وبعد غد إن شاء الله تعالى.. فالأوطان العظيمة تظل عظيمة.. ما كان القادة فيها مع الشعوب.. قريبين منها.. وأثيريين عندها.. ولأنت تعيش معنا.. وداخل عقولنا وقلوبنا.. أمراء.. وغير أمراء.. قريبين وبعيدين عنك.. صغاراً وكباراً لأنك أشعلت في عقولنا وداخل مشاعرنا جذوة حب.. وكرامة.. وخوفاً لا ينصب على الوطن.. فكيف لا نطمئن بعد كل ذلك إلى مستقبلنا.. وأنت تسري في عروقنا.. وفي قطرات دمائنا.. حفظك الله.. ورعاك وعافاك.. وأبقاك.،،، *** ضمير مستتر [ كل من في الوطن.. يشعر بأنه امتداد لك.. وقوي بك.. وقريب منك.. يا مصدر الخير لنا جميعاً ]