تأثرت عدة شركات سعودية منتجة للبولي بروبلين من انخفاض أسعار المنتج في الأسواق الآسيوية خلال الربع الثالث الذي تسبب في إعلان العديد من الشركات عن تراجع حجم أرباحها مقارنة مع نتائج الربع الثاني التي كانت الأسعار في أوج ارتفاعها. ولاحظت «الرياض» بأن الطلب الصيني على منتج البولي بروبلين المستورد قد تراجع بنسبة 4.6% خلال شهر أكتوبر بسبب انخفاض العروض من قبل المنتجين في الشرق الأوسط والهند لشحنات الشهر، وقد تأرجحت أسعار العروض لشحنات الشهر المقدمة من الشرق الأوسط مابين 1450- 1480 دولارا للطن ما يعادل 1058-1080 يورو للطن تكلفة وتخليص الصين. واعتبرت تلك الأسعار منخفضة عن أسعار آخر أسبوع من سبتمبر التي بلغت 1500-1520 دولارا للطن وذلك بعد أن بادر أحد المنتجين بالشرق الأوسط لتقديم عروض مخفضة بواقع 60 دولارا للطن وبمبلغ 1450 دولار للطن تخليص الصين من الشحنات المخزنة المعدة للتصدير الفوري وفق إفادة التجار الصينيين المحليين. وأتت تلك العروض في أعقاب تقديم أحد المنتجين الرئيسين في الهند عرضاً منخفضاًَ بواقع 70 دولارا للطن وبمبلغ 1450 دولارا للطن تخليص الصين. وفي تلك الغضون فقد سمع عن تقديم أحد المنتجين في كوريا الجنوبية عرضاً منخفضاً أيضاً بواقع 10 دولارات للطن وبمبلغ 1520 دولارا للطن تخليص الصين لشهر أكتوبر. الأمر الذي ساهم في تراجع أفكار الشراء للبولي بروبلين من قبل الصينيين لسببين أولهما الإجازة الوطنية بالصين والآخر هو تشديد سياسة الائتمان الجديدة التي أعلنتها الحكومة الصينية يوم 19 سبتمبر والتي تم تنفيذها مؤخراً. وإضافة إلى ذلك فقد تراجعت الطلبات المحلية وإعادة التصدير إلى الولاياتالمتحدة وأوروبا الأمر الذي أضعف اهتمامات الشراء إلى أبعد من ذلك، حيث بدت أسعار الواردات في أدنى مستوياتها منذ ما يزيد عن تسعة أشهر. وتوقع بعض المتداولين المزيد من التراجع في أسعار البولي بروبلين بعد الانخفاضات التي حدثت خلال سبتمبر وذلك بسبب ضعف المناخ الاقتصادي، وتراجع أسعار المواد الخام. ومع ذلك، فقد ألمح متداولون آخرون بأن الأسعار قد لا تنخفض في ظل تسجيل هوامش سلبية لمصنعي البولي بروبلين المعتمدين على النافثا بعد تراجع الأسعار بنسبة 6% خلال شهر سبتمبر فقط. وقد تسببت السياسة النقدية الجديدة التي أدخلت في الصين يوم 19 سبتمبر في تقييد فتح خطابات الاعتماد، وفي إطار السياسة الجديدة، ذكرت إدارة النقد الأجنبي المحلية في الصين بأن خمسة بنوك تجارية مملوكة للدولة تم منعها من فتح خطابات اعتمادية لفترة 30-90 يوما في ميناء نينغبو، وهو الميناء الرئيسي في شرق الصين. وتعني السياسة الجديدة بأن جميع التعاملات والصفقات سوف تعقد على أساس الدفع الفوري في الوقت الذي يعتقد بأن هذا التغيير في السياسة يأتي كنوع من جهود الحكومة الصينية للسيطرة على التدفق النقدي في محاولة لكبح جماح التضخم على الصعيد الوطني. في الوقت الذي لم يرحب الموردون المحليون بتلك السياسات التي من شأنها اضعاف معنويات توريد البولي بروبلين للصين. وعلى صعيد العرض، تخطط شركة نينغشيا الصينية للبتروكيماويات لبدء إنتاج طاقة خمسة ملايين طن سنوياً من مصفاتها في مدينة ينتشوان في مقاطعة نينغشيا قبل أواخر أكتوبر، وفقا لشركتها الأم ، شركة بتروتشاينا. وسوف تبدأ الشركة عمليات الإنتاج لمصانعها التحويلية عقب استقرار عمليات التشغيل في المصفاة وتشمل مصانعها التحويلية وحدة تكسير بطاقة 2.6 مليون طن ووحدة تقطير بطاقة 600 ألف طن سنوياً ومصنع بولي بروبلين بطاقة 100 ألف طن سنوياً، وقد بدأت أعمال الإنشاءات لتلك المصانع في شهر ديسمبر 2009. في وقت أغلقت الشركة مصفاتها القائمة حالياً وطاقتها 1.5 مليون طن متري سنوياً في يونيو 2011 في إطار التحضير لإنشاء مصانعها الجديدة. وفي تلك الغضون بدأ منتجو البولي بروبلين في أوروبا في متابعة هذا التحول في اقتصاديات البولي بروبلين في الأسواق الصينية ومتابعة الوضع عن كثب خلال أكتوبر لرؤية ما تسفر عنه التوجهات الجديدة، وذلك بعد أن استقرت أسعار عقود البولي بروبلين خلال أوائل أكتوبر عند 1068 يورو للطن مع التسليم المجاني شمال غرب أوروبا وهو ما يمثل انخفاضاً بواقع 10 يورو للطن عن مستواه السابق.