أثرت مشكلة نقص الطاقة في الصين على أسعار الكيماويات التي أخذت في الانخفاض إذ تواجه الصين نقصا حادا في الطاقة لم تشهده منذ عام 2004 متسببة أيضاً في التأثير على حجم الطلب، حيث تعاني 11 مقاطعة ومدينة من نقص الكهرباء الذي ألقى بظلاله على القطاع الصناعي وتضررت عشرات الشركات الصناعية الصغيرة والمتوسطة الحجم، بما في ذلك منتجو المواد الكيماوية الذين اضطروا لخفض أو وقف الإنتاج. علاوة على ذلك فقد ساهمت السياسة النقدية المتشددة التي انتهجتها الحكومة الصينية في الضغط على عدد كبير من منتجي المواد الكيماوية حيث رفعت الحكومة مستويات احتياطي الودائع ست مرات، وأسعار الفائدة مرتين منذ بداية العام في محاولة لكبح التضخم. وتابعت "الرياض" إزاء هذه الخلفية تعثر أسواق السلع الكيماوية في الصين في يونيو، إلا أن الإمدادات المحلية هناك تبدو مستقرة، ولكن يبدو أن الطلب يشهد نوعا من التباطؤ في وقت ارتفعت قيم عملة اليوان الصيني مع ارتفاع تكاليف العمالة والمواد الخام الأمر الذي قلل من القيم التنافسية للمنتج في الأسواق الخارجية وبالتالي انحصار القدرة على جذب المشترين عبر البحار. وقد أضعفت جهود ترشيد استهلاك الكهرباء في الصين، إضافة إلى أزمة الائتمان، الطلب في السوق المحلية كذلك، وقد خسرت أكثر من 60٪ من المواد الكيماوية الرئيسية في البلاد نحو 3٪ في حجم الأسعار في المتوسط. ويتوقع بعض المتداولين في سوق الكيماويات المحلية حدوث نوع من الانتعاش في شهر يوليو متزامنا مع موسم الذروة التقليدي في الوقت الذي لا تزال أسواق البولي إثيلين هابطة نتيجة لهبوط أسعار النفط الخام وظروف التشديد المفروضة على الائتمان لتتراجع ثقة المشتري نتيجة للتوقعات لجوء الحكومة الصينية لاتخاذ تدابير نقدية أكثر تشددا في الربع الثالث لكبح جماح التضخم. ويتوقع بعض المستوردين استمرارية الاتجاه التنازلي للأسعار حتى يوليو وبأسعار تبدأ في استعادة قوتها في أغسطس مدعمة بأنشطة إعادة التخزين، ويعتقد بعض التجار المحليين أن ظروف أعمال الصيانة وإغلاق بعض المصانع لفترة شهر خلال شهر أغسطس ومنها مشروع "دوشانزي" للبتروكيماويات في شمال غرب الصين وطاقته 900 ألف طن متري سنوياً من البولي إثيلين قد تدفع اهتمامات المشترين صوب الواردات. ومع ذلك إلا أن عدداً من موردي البولي إثيلين يشعرون بالقلق تجاه احتمالية ضعف الطلب على الواردات الصينية إذا ما فشل الانتعاش الاقتصادي العالمي في اكتساب المزيد من الزخم. وقد انخفضت الأسعار الفورية لواردات البولي إثيلين منخفض الكثافة الخطي بواقع 30-50 دولارا للطن لتبلغ 1,230-1,250 دولار للطن ما يعادل (868-882) يور للطن تكلفة وشحن الصين في الأسبوع المنتهي في 24 يونيو، مع انخفاض مشابهة بواقع 20-50 دولارا للطن للبولي إثيلين عالي الكثافة والبولي اثيلين منخفض الكثافة والدرجات أيضا. كما انخفضت أسعار البولي بروبلين في الصين بعد أن قلل منتجون أسيويون وشرق أوسطيين من عروضهم لحمولات يوليو في محاولة لجذب اهتمامات أفكار الشراء. وقالت مصادر إن انخفاض الطلب وتراجع الأسعار المدرجة من بعض الموردين المحليين لا تزال تلقي بثقلها على السوق المحلية للبولي بروبلين مما أسفر عن عروض متواضعة وأسعار منخفضة. وقد انخفضت أسعار واردات البولي بروبلين من نوع (BOPP) بواقع 20-50 دولارا للطن لتبلغ 1,480-1,500 دولار للطن مع انخفاض مماثل لجميع درجات المنتج. وفي أسواق المطاط فقد انخفضت أسعار المطاط الطبيعي نتيجة لوفرة العرض، إلا أن الأسعار المتفاوتة لدرجات المطاط الصناعي تأثرت بأسعار البوتادايين حيث بلغت أسعار مطاط الستايرين بوتادايين مستويات قياسية بقيمة 4,936 دولارا للطن. في حين انخفضت أسعار العطريات الصينية على خلفية انخفاض أسعار النفط الخام. وقد أغلقت أسعار البنزين بمبلغ 1176 دولارا للطن في شرق الصين بانخفاض بلغ 54 دولارا للطن، في حين أغلقت أسعار التولوين بمبلغ 1306 دولارات للطن منخفضة بواقع 38 دولارا للطن، فيما أغلقت أسعار المذيبات المختلطة للزيلين بمبلغ 1361 دولارا منخفضة بواقع 42 دولارا للطن.