في العرف تُقصى مستودعات البضائع بعيدا عن المدن بغية عدم مضايقة سكان الأحياء ، هذه الأماكن البعيدة والتي كانت في فترة من الزمن الملاذ الآمن للتجار إلا أنها اصبحت في الآونة الأخيرة هماً على عاتق الشركات الكبرى .حي الشفاء بالرياض مثال على أحد هذه الأحياء . مع اقتراب شمس اليوم من المغيب وابتعاد ضوئهاعن الحركة تبدأ ملامح الحي في الاختفاء ، وتضيع المستودعات المنتشرة على جنبات الحي في الظلام، ولا يبقى امام ناظريك سوى مصابيح وضعت فوق الأبواب علها تبدد شيئاً من العتمة، فليل المستودعات التجارية في الرياض وربما في مختلف مدن المملكة يختلف كليا عن الليل المتعارف عليه لدينا أو باختصارعن الليل في بقية أطراف المدينة ، فمساء المستودعات التجارية في حي الشفاء مليء بالتوجس والترقب ، عيون الحراس التي لا تنام هي العلامة الأبرز والأميز . «حراس أمن « مدنيون وفي الغالب ليسوا سعوديين وبلا أية رخصة تخولهم لممارسة هذا العمل ، يستعين بهم التجار لحماية ممتلكاتهم الثمينة التي تحتويها المستودعات التجارية والمتمثلة في أطنان من البضائع، هؤلاء الحراس يتم اختيارهم في الغالب دون أي تأهيل أمني أو تزويدهم بالمعدات المطلوبة لأداء مهامهم على أكمل وجه . تعليقا على هذا الموضوع وفي تصريح ل(الرياض) أكد ماجد بن مساعد السديري رئيس لجنة الحراسات الأمنية في الغرفة التجارية الصناعية بالرياض، ان مؤسسات وشركات قطاع الحراسات الأمنية المرخص لها بمزاولة العمل الأمني من مقام وزارة الداخلية بموجب قرارات وزارية والحاصلة على تراخيصها من الأمن العام ، تقدم خدمة الحماية والحراسة الأمنية لكافة المنشآت في القطاع العام والقطاع الخاص، وأضاف أن نظام الحراسة الأمنية المدنية الخاصة ولائحته التنفيذية تلزم جميع أصحاب المنشآت في القطاعين العام والخاص بالتعاقد مع مؤسسات وشركات الحراسة لتوفير وتقديم الخدمة الأمنية لتلك المنشآت بما فيها المستودعات . وألمح السديري أن بعض رجال الأعمال من أصحاب تلك المستودعات يستعين بالعمالة الأجنبية الذين يعملون لديه لتولي أعمال الحراسة في مستودعاته بغية تقليل التكاليف، واستغرب مثل هذا الإجراء حيث يكمن التناقض ما بين قيمة البضائع التي بالمستودعات والتي تقدر بالملايين ويقوم بحراستها عن طريق عامل أجنبي غير مدرب على الحراسة وغير مسموح له نظاماً قيامه بأعمالها، وقال: إن هذا مثال بسيط يمكن أن تقيسه على عدة أمثلة منها البنوك التي تملك رؤوس الأموال الطائلة والمجمعات التجارية ومحلات الذهب والمجوهرات والمستشفيات ومنشآت عديدة أخرى يكون حجم الموجودات والأصول والمنقولات في تلك المنشآت يقدر بأموال هائلة، بينما في المقابل يريدون أن يحصلوا على خدمة أمنية للحماية والحراسة بأقل التكاليف. وانتقد السديري ما أسماه تدني الثقافة الأمنية لدى بعض رجالات الأعمال ، وقال: ان الثقافة الأمنية لدى بعضهم شبه منعدمة ويعتبر أن الأمن شيء ثانوي في الوقت الذي من المفترض أن يأتي فيه الأمن على قمة رأس الهرم في كل المجالات، مشيراً إلى أن المهمة الأمنية من الأنشطة الرئيسية لأي مجتمع لتوفيرالحماية والاستقرار. وأبدى ماجد السديري استعداد وقدرة مؤسسات وشركات قطاع الحراسات الأمنية على توفير الحراسات الأمنية لتلك المنشآت ، وقال: تقدم مؤسسات وشركات الحراسات الأمنية القيام بالحراسات الأمنية لأي منشأة كانت سواء في القطاع العام أو القطاع الخاص بشكل مهني . واختتم رئيس لجنة الحراسات الأمنية حديثه بتأكيده ان مؤسسات وشركات قطاع الحراسات الأمنية تقوم بالتأمين على حارس الأمن ضد خيانة الأمانة والمسؤولية المدنية بضوابط وآلية معينة عن طريق بوالص تأمين تقدرها شركات التأمين المخصصة .