لا يخفى على قرائنا الكرام وقارئاتنا العزيزات الإعاقة المنتشرة بين أطفالنا والتي تزداد يوماً بعد يوم والمسماة علمياً ب (متلازمة داون) وعامياً (بالأطفال المنغوليين) ولست في موضوعي هذا ابين أو أوضح نوع هذه الإعاقة ومعناها وما يترتب عليها، وانما اكتب ما أعانيه ويعانيه الكثير غيري من عدم الاهتمام بهذا النوع من الأطفال سواء مراكز أو مدارس أو نواد متعلقة بهم أو بالأخص أماكن تحتضنهم وتنمي قدراتهم!! فهل يعقل عدم وجود أي مركز يختص بهم مجانياً سوى مركز واحد وهو (الجمعية الخيرية لمتلازمة داون) فهل تستطيع هذه الجمعية لوحدها أن تشمل جميع هؤلاء الأطفال الذين نراهم يزدادون يوماً بعد يوم!! وحينما اتحدث فإني لا أتكلم ولا أكتب من فراغ فقد ذهبت إلى هذه الجمعية الخيرية واطلعت عليها ووجدت العناية الفائقة بهم والبرامج التي تنظمها من أجل الصعود بهم إلى القمة.. ولكن يؤسفني العدد الهائل الذي لم يصله الدور بعد للقبول في هذه الجمعية فقد اكتظت بالملفات والأطفال الجدد الذين لا يأتيهم القبول إلا بعد سنة أو سنتين من التسجيل وقد تعدى عدة مراحل كان من الأفضل تنميتها وتداركها قبل بلوغه هذا العمر!! أنا لا أوجه عتابي إلى هذه الجمعية فليس لها من الأمر شيء.. فالعدد هائل والمكان محدود ولا يوجد غيرها في مدينتنا الحبيبة يخص هذه الفئة من الأطفال بأسعار تناسب الجميع أو بالأصح مجاناً في المراحل الأولى ورسوماً ضئيلة في المراحل التي تليها!! وما ذاك إلا من الدعم الذي تلقاه من الأمير طلال بن عبدالعزيز وأيضاً الأميرة سارة بنت طلال، حيث أولت هذه الفئة اهتمامها ورعايتها، وأخيراً أوجه ندائي إلى من يخصه الأمر أما آن الأوان لننظر بجدية في هذا الموضوع ونجعل من هؤلاء الأطفال أطفالاً نافعين!! وأعتقد أن مقالي هذا سيحرك مشاعر الكثير من آباء هؤلاء الأطفال ولكن لا حيلة لهم إلا بالمطالبة بفتح آفاق جديدة لأبنائهم ذوي متلازمة داون وكما قال المصطفى صلى الله عليه وسلم «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى» متفق عليه.. ولا أنسى أن أوجه الشكر والثناء لجميع الموظفات في الجمعية الخيرية على هذا العمل الدؤوب وحسن الخلق وأسأل الله أن يجعل ذلك في ميزان أعمالهن الصالحة وأن لا يحرمهن الأجر والمثوبة. والسلام خير الختام.