منذ نهاية مباراة المنتخب السعودي الأول الثلاثاء الماضي في التصفيات الآسيوية المونديالية أمام تايلند بالتعادل وانا أقرأ واسمع أطروحات لكثير من النقاد بل وحتى المسؤولين أقل ما يقال عنها بأنها مفرطة بالتفاؤل وبأنها غير مسؤولة فهم يكررون مقولة الكرة اصبحت في ملعبنا وبأن مصير تأهل منتخبنا بات بأيدينا نظراً لكون الفوز في مباراتي عمان وتايلند اللتين ستستضيفهما السعودية يوصلنا على قولهم للتأهل وان علينا التعامل مع هاذين اللقائين وفق نظرية نكون أو لا نكون وبودي أن أسأل هؤلاء الذين أعدهم سبباً في تدهور نتائج المنتخب السعودي وابتعاده عن المنافسة نظراً للصورة الخاطئة التي ظلوا ينقلونها ويرسخونها لدى المسؤول والمشجع العادي منذ متى والكرة خارج ملعبنا وهل كانت في بداية التصفيات داخله أم خارجه وما الذي تغير؟ ولمن يقول إن التأهل بات بأيدينا أقول كان بأيدينا منذ البداية ولم ولن نضيعه إلا بسبب أمثالكم من المسوفين. أما من قالوا علينا أن نعمل وفق نظرية نكون أو لا نكون فهؤلاء لا يعرفون شيئاً عن الثقة ولا تجمعهم بالطموح أي صلة فلماذا وصلوا بنا إلى أن نكون أو لا نكون ولماذا وضعوا لنا احتمالا ألا نكون بالأصل هل ذلك منطقي مع منتخب سيطر على قارته لوقت طويل ويمثل دولة لها من الإمكانات ما يكفل لها الحضور المميز في مختلف المجالات لو توفر لدى مسؤولي بعض قطاعاتها القدرة والرؤية الإدارية الثاقبة ثم ألم يكن بالإمكان أن يصبح التأهل مضموناً لنا قبل خوض الجولات المقبلة لو فزنا في لقاءاتنا السابقة؟. أنا هنا لا أسوق التشاؤم ولكن وحتى لا نتعرض لهزة كروية أشد وأمضى من هزتي 2010 وأمم اسيا. أذكر بما حدث إبان تصفيات مونديال 2010 حينما هللنا وجهزنا زفة المنتخب لجنوب افريقيا قبل مواجهة كوريا الشمالية الأخيرة في الرياض وكان هؤلاء المسوفون الذين اسموا انفسهم نقاداً او من ابتليت رياضتنا بتسنمهم لمناصب المسؤولية فيها يرددون الحديث ذاته الذي يرددونه اليوم في كل وقت وساعة حتى رسخوه في أذهان الجماهير فباتت هي الأخرى تردده؛ كانوا يقولون تبقت لنا مباراة واحدة امام كوريا الشمالية في الرياض وإذا فزنا فيها سنتأهل للمونديال وكان حديثهم مخدراً للأجهزة الإدارية والفنية واللاعبين الذين ظنوا أن التأهل مسألة وقت فقط ولا يحتاج إلى عمل جبار فخسر المنتخب السعودي بالتعادل واضطر لخوض الملحق وواجه البحرين في لقاءين فتعادل هناك سلبياً ورددوا مقولتهم الشهيرة تبقت مباراة على أرضنا إذا فزنا فيها فسنتأهل ثم تعادل المنتخب إيجابياً وخسر حلم المونديال. هذه الأيام أرى الاسطوانة تتكرر وأرى نفس الأشخاص يعيدون الحديث ذاته وكأنهم لم يستفدوا من تجربتنا السابقة. ما يجب أن يعيه لاعبونا وقبلهم إداريونا ومسؤولونا أن التأهل وارد كما هو الخروج المبكر وأن عليهم العمل وبروح وقادة حتى يتجاوز الأخضر عقباته المقبلة وبالتالي يصبح لديهم فسحة من الوقت لعلاج أخطائهم الشنيعة قبيل التصفيات. المنتخب السعودي يحتاج لمباراة ودية على الأقل لمزيد من الانسجام مع خطة المدرب وبين اللاعبين أنفسهم "لم يشرف عليه المدرب سوى في أربع مباريات فقط إحداها ودية" وهو للأسف ما لن يحدث بإعلان لجنة المنتخبات عدم إقرار مباراة ودية في تكرار لأخطاء مضت.