بحضور سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الامارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي انطلقت في دبي صباح أمس الأحد 16 اكتوبر في دبي فعاليات ملتقى "الشعر من أجل التعايش السلمي"، والذي تنظمه مؤسسة جائزة عبد العزيز البابطين للإبداع الشعري خلال الفترة من 16 ولغاية 18 اكتوبر الجاري.وقد حضر الافتتاح الشيخ أحمد بن محمد بن راشد وعبد العزيز سعود البابطين والدكتور حارث سيلاجيتش رئيس دولة البوسنة والهرسك السابق ، والمشير عبدالرحمن سوار الذهب رئيس جمهورية السودان الأسبق ، والسيد مايكل فرندو رئيس برلمان مالطا ، والسيد سفين الكلاج وزير خارجية دولة البوسنة والهرسك ، والسيد جيوفاني بيتيلا النائب الأول لرئيس البرلمان الأوروبي، والسيد عمار الحكيم رئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي. وألقى الشاعر عبد العزيز سعود البابطين كلمة مؤسسة البابطين الشعرية وقال فيها : أشعر بسعادة غامرة، ونحن نعقد هذا الملتقى في فضاء جزيرتنا العربية، الأرض التي قدّست الكلمة، أرض المعلقات والآيات، حيث رمالها المترامية لم تنبت شيئاً سوى الشعر، وسماؤها الصافية لم تمطر غير كلام الله، وبين المعجز البشري والمعجز الإلهي ترعرعت قبائل هذه المنطقة لتكون الأداة البشرية لتحقيق أعظم تطور في تاريخ الإنسان. وقد رأت مؤسسة جائزة عبدالعزيز سعود البابطين للإبداع الشعري أن تجمع في هذا الملتقى بين الشعر والحوار لنكوّن من هذين الجذرين شجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء، وقصدنا أن يرقى الحوار بالشعر إلى ملامسة الهم الإنساني العام، وأن يسند الشعرُ الحوارَ ليصبح ثقافةً يتبناها الجميع. وأضاف البابطين في كلمته قائلاً ( نحن في المؤسسة نؤمن أن الشعر والحوار في أرفع تجلياتهما هما من نبع واحد، فالشعر العظيم هو انطلاقة للروح من قيودها ومن تضاريس الواقع الخانقة إلى آفاقٍ لا نهائية، حيث يمتزج الحلم بواقع جديد أكثر إشراقاً وشفافية، كما ينطلق منهج الحوار بالناس من الخنادق التي حفرت لهم، والكهوف التي حشروا فيها إلى الفضاء الإنساني العام، حيث السلام والأمن والاحترام للجميع، والشعر الخالد تهذيبٌ للنفس وترقيةٌ للذوق لكي يصبحَ الإنسان في رهافةِ الوردة، وفي صفاء الضوء. كما أن الحوارَ ينزع من الإنسان أنيابَ أنانيتهِ وأظافرَ حقده، يقتل فيه المدنِّس قابيل، ويحيي فيه المقدَّس هابيل ، ونحن في دعوتنا إلى الحوار لا نأتي بجديد، فتراثنا حافل بهذا النهج ، فالقرآن الكريم يحثنا في التعامل مع المختلف ديناً: «وجادلهم بالتي هي أحسن» ، وينظر إلى المختلف عرقاً وقوماً: «وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا» ، ويؤكد على حتمية الاختلاف: «ولا يزالون مختلفين». ثم قال البابطين نطمح في هذا الملتقى الذي يمثل نخبة من المثقفين والسياسيين والإعلاميين والأدباء وفدوا من مختلف القوميات والبلدان، ويمثلون الأديان والمذاهب على تعددها أن نؤكد وحدة الإنسان (كلكم لآدم) في وجه كل من يعملون على تقسيمه طوليًّا أو عرضيًّا، ونأمل أن تبقى الكلمة في وجدان الشاعر والإعلامي طاهرةً مقدسةً تجنح إلى تأكيد التآلف والتفاهم وقبول الآخر، وتسعى إلى نزع الألغام من نفوس البشر ومن أرض الواقع. وألقى عمار الحكيم رئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي كلمة قال فيها ( كثيرةٌ هي وظائفُ الشِّعر في حياة الشعوب ، وقديمٌ هو الشِّعرُ في تاريخها، فالشعوب كثيرة تتسع باتساع الفكر ومفردات التعبير الإنساني ، والشعر قديمٌ بِقِدَم النُّطق ومحاولات البحث عن أسلوب أكثر جمالية في التعبير عن الأفكار والمشاعر والأحاسيس. أمّا البحث في دور الشعر في التواصل الحضاري ، فهو بحقّ بحثٌ مبتكرٌ يحاول أن يُوظّف هذا الفعل الإنساني الرّائع من أجل إيجاد وشيجة اتصالٍ بين الشعوب ، وهي الوشيجة التي قطّعتها السياسةُ بفعل تقاطعاتها ومصالحها. وقد قام عبد العزيز سعد البابطين بتكريم المشير عبدالرحمن سوار الذهب رئيس جمهورية السودان الأسبق باعتباره الشخصية الحضارية لهذه الدورة، وكانت فقرات حفل الافتتاح قد اشتملت على قراءة شعرية للشاعرة السودانية روضة الحاج ، والشاعر الدانمركي نيلز هاو ورافقتهما آلتا العود والبيانو اثناء قراءة كل منهما ، وتستمر فعاليات ملتقى الشعر والتعايش السلمي في دبي حتى يوم غد الثلاثاء.