طالب الدكتور علي جمعة مفتي مصر جميع المصريين مسلمين وأقباطا أن يقوموا بواجبهم الديني ويبذلوا كل ما يستطيعون من قوة وجهد لدرء الفتنة وأن يردوا على من أراد لمصر السوء والأذى والتفكك والتشرذم وذلك بالعمل سوياً لإعلاء ورفعة شأن هذا الوطن محذراً من أن أعداء الأمة يحاولون نشر الخلاف والعصبية بين المصريين. وقال المفتي في بيان أصدرته دار الإفتاء المصرية أمس: «أن مصر التي جعلها الله بلد الأمن والسلام عبر التاريخ ومنذ بدء الخليقة وجعلها في رباط دائم تستحق منا جميعا الحرص على وحدتها وتماسكها وأنه يجب علينا جميعاً التمسك بأداء الواجب والحقوق الوطنية والخلق الإسلامي الرفيع الذي يدعو إلى الحرص والعمل على أن يجتاز الوطن هذه المرحلة الدقيقة إلى بر الأمان والرخاء للجميع». وطالب المفتي المصريين بأن يكونوا على قلب رجل واحد ليؤكدوا للعالم ان المصريين قادرين بحضاراتهم وثقافتهم وتاريخهم أن ينتقلوا إلى الدولة المدنية التي لا يعلو فيها إلا صوت الحق والعدل والقانون والمساواه والواجب وذلك حتى نصل جميعا بمصرنا العزيز إلى بر الخير والأمان والسلم والرخاء. كما دعا الشيخ مظهر شاهين، إمام وخطيب مسجد عمر مكرم بميدان التحرير وسط القاهرة إلى ضرورة الحفاظ على الوحدة الوطنية بين جميع أبناء الشعب المصري. وطالب شاهين، خلال خطبة الجمعة امس، المسيحيين المتواجدين بميدان التحرير برفع علم مصر بدلاً من الصلبان محذِّراً من أن رفع الصُلبان من شأنه دفع المسلمين إلى رفع المصاحف فتحدث فرقة وفتنة طائفية بين أبناء الوطن الواحد. كما طالب رجال الإعلام بتحري الدقة فيما ينقلونه من أحداث لكي لا تكون وسائل الإعلام أداه لإشعال فتيل الفتنة، وقال «إننا لا نبيع ديننا أو نحرق أوطاننا ولن نزيف الحقائق ولن نجامل أحداً في سبيل الحق، ولكن الأمر يحتاج إلى تعقُّل». ميدانياً خرجت في ميدان التحرير بوسط القاهرة أمس مسيرات صغيرة عدة بمشاركة عدد من ائتلافات ثورة 25 يناير، للتأكيد على الوحدة الوطنية بعد أحداث ماسبيرو، التي وقعت الأحد الماضي، وأدت الى مقتل 25 شخصا وإصابة أكثر من 300 آخرين. وخلافا لأيام جمع المليونيات الحاشدة ، شهد الميدان انتظاما في حركة السير مع تواجد رجال الأمن. وقام عشرات من المواطنين بمسيرة محدودة داخل الميدان للتعبير عن التمسك بالوحدة الوطنية، رافعين شعارات تؤكد على وحدة النسيج الوطني، وعدم الإنسياق وراء محاولات الوقيعة بين قطبي الأمة مرددين شعارات «مسلم مسيحى أيد واحدة».