عندما سيدخل دان حالوتس مكتب رئيس الأركان في بداية يونيو، ستبدأ عملية تغيير شاملة في هيئة الأركان العامة. وما سيؤخر بعض الشيء التغييرات المرتقبة في هيئة الأركان ستكون حملة فك الارتباط. يدور الحديث عن سبعة ألوية: رئيس شعبة العمليات، رئيس الذراع البري، رئيس شعبة التكنولوجيا، رئيس شعبة الاستخبارات، قائد الكليات، قائد المنطقة الشمالية، قائد المنطقة الجنوبية. ومن هؤلاء السبعة معظمهم سيسرحون من الجيش وآخرون سيستبدلون. اهتمام خاص يمنح لتغيير رئيس شعبة الاستخبارات في هيئة الأركان، وهو المنصب الحساس على نحو خاص. فخلافاً للألوية الآخرين، فإن رئيس شعبة الاستخبارات يقيم اتصالاً مباشراً مع رئيس الوزراء، إضافة إلى اتصالاته مع وزير الجيش. وهو مسؤول عن التقدير الاستخباري الوطني الذي يطرح على الحكومة . ولهذا، فإضافة إلى رئيس الأركان، القائد المباشر لرئيس شعبة الاستخبارات، يوجد اهتمام مباشر بهذا التعيين لدى وزير الجيش ورئيس الوزراء على حد سواء. أسماء ثلاثة ضباط مذكورين كمرشحين للمنصب، وكرست أكثر من جلسة مداولات لهذا الموضوع. كان يمكن ضم مرشح آخر مستعد لتلقي المنصب والبقاء في الجيش الإسرائيلي. هو نائب رئيس الأركان السابق جابي اشكنازي الذي تنافس على منصب رئيس الأركان حيال دان حلوتس. والثلاثة ضباط الذين ذكروا هم العميد جادي آيزنكوت، الذي يوشك على إنهاء مهام منصبه كقائد لفرقة الضفة قريباً. بني جينتس قائد المنطقة الشمالية، واللواء اموس يدلين الملحق العسكري في واشنطن، والذي كان قبل ذلك مرشحاً لقيادة سلاح الجو. محافل مختلفة تؤثر على التعيين لهذا المنصب، وتبدو اليوم احتمالات العميد آيزنكوت جيدة وإن كان يحتمل تأجيل التعيين لعدة أشهر. الأكثر إلحاحاً لرئيس الأركان الجديد من التغيير الشخصي في القيادات العسكرية هو حملة فك الارتباط. ستكون هذه الاختبار الأول لرئيس الأركان الجديد. حالوتس يبث تصميماً في تطبيق أوامر الحكومة، حتى لو كان في الجيش الإسرائيلي كثير من الرافضين (الذين سيعاقبون) أكثر مما يقدرون الآن. وعلى أي حال، فإن القرار هو ألا يعمل الجيش الإسرائيلي كناطق بلسان حملة فك الارتباط. هذا واجب القيادة السياسية وسيركز الجيش الإسرائيلي فقط على شرح الجوانب العسكرية، وهذا صحيح أيضاً لأن النشاط المدني لحملة فك الارتباط طويلة وبطيئة. وبعد ذلك سيشدد حالوتس على إعادة تنظيم الجيش الإسرائيلي. وكما يبدو اليوم، لا يدور الحديث عن التنظيم الثوري الذي عرض في وسائل الإعلام. فلا يدور الحديث عن جعل قيادة الذراع البري المسؤولة الأولى عن تفعيل القوة في الحرب، مثلما تعمل القيادات اللوائية. وكون الحديث يدور عن ساحة صغيرة نسبياً، ستواصل هيئة الأركان لتكون هي قيادة القوات البرية في الحرب، ولن تنشئ قيادة أخرى بينها وبين القيادات اللوائية. ومع أنه سيتم توسيع الذراع البري بكل مواضيع التنمية، التسليح والتدريب، ويحتمل أن نرى هناك أيضاً لواءً آخر في القيادة إلا أن شعبة التكنولوجيا ستصبح قيادة لوجستية أكثر من قبل. رئيس الأركان الجديد يتبنى التقدير بأن سيناريو الحرب ضد إسرائيل من جيوش نظامية يوجد في احتمالية منخفضة. فدولة مثل سوريا تُعد ضعيفة عسكرياً، ولكن حالوتس بعيد عن الاستخفاف بها. الإحساس في محيط حالوتس هو أن لدى الجيش الإسرائيلي أجوبة جيدة للمخاطر التقليدية. ويمكن الاستنتاج من ذلك في أنه سيَظْهَرُ استعداد لمواصلة تقليص القوات البرية، ولكن ليس سلاح الجو. فهل معنى الأمر تقليص ميزانية الدفاع في عهد حالوتس؟ ربما. ولكن حالوتس سيطالب، وعن حق، من اللجنة الوزارية لشؤون الأمن، أخذ المسؤولية والتحديد الدقيق لأي قوات سيجري تقليص مالي كبير. هذه هي مسؤولية القيادة السياسية أكثر منها مسؤولية القيادة العسكرية.