ونعني هنا السيدة خلود المعلاّ، التي كانت ضمن شاعرات العالم العربي المدعوات لمعرض فرانكفورت. والشعر ليس ما تكتبه خلود المعلاّ فقط. فهي شاعرة كتابة وإلقاءً وحضوراً. كأنها هبطت من سماء الشعر لتمر كقصيدة مكتملة، أليفة، محتشمة، كأنها لا تعرف أحداً، ولا تنكر أحداً، مثل نسمة، مثل وردة، وكأنها تقول للآخرين إن على حدود الربع الخالي شعراً وأنوثة وإنسانية لم يعرفها أحد من قبل. استمعنا مع الجمهور الألماني إلى قصائد خلود المعلاّ. لم تكن وحدها على المنصة، لكنها كانت تبدو وحيدة لمن ذاق الشعر ولو مرة واحدة في حياته. الشعر في خلود صلاة وإيمان وأدعية وحب وحياة. وكم هو بائس من لم يقرأ بعض ما كتبته، إن لم يتمكن من قراءة كل ما كتبته، وهنا نهدي لقارئ هذه الزاوية قصيدة لا تشبه أي قصيدة أخرى. وهي بعنوان: لو أنه لو أنه يفتح فنجاني ويحدّث نجمي لو يقرأ طالع قلبي ويدخل مداراتي سيعرفني في روحي أماسيّ حيري أقاليم عامرة بالبوح دفاتر ما قرئت ما كتبت ما فتحت، حكايات من ألف دهر لو يقرأ آياتي يكشف أسراراً قدسيه نوراً يرتد من لوني جسداً مفتوناً بالفجر دفئاً آخر وحده لو يجمع أوراقي تصير الشمس قصيدتنا وبكائي أغنية وغمامي أنهاراً كبرى سيحط نجمه فيَّ سيعرفني ويفهم كتاب صلاتي أزلياً يبقى مأخوذاً بالسر الأكبر لو يعرفني القصيدة من ديوانها «هاءُ الغائب» دار الفارابي بيروت 2003م والشاعرة تحمل ليسانس لغة عربية من جامعة بيروت وماجستير في إدارة المشروعات من بريطانيا وبكالوريوس الهندسة المعمارية من جامعة الإمارات. ولها مجموعتان شعريتان قبل هذه وهما «هنا ضيعت الزمن» القاهرة 1997، «وحدك» الدار المصرية اللبنانية 1999.