تعمدت أن اكتب العنوان مستخدماً المفردة العامية الدارجة، وهي من المرات القلائل التي ألجأ لها في كتاباتي، وأستخدمها الآن في حديثي عن مباراة منتخبنا الوطني ونظيره التايلندي تحديداً لشعوري أن التنظير الإعلامي، أو حتى مجرد التحليل الفني لم يعودا مجديين، ولم يعد أمامنا إلا أن نخاطب لاعبينا بالطريقة التي يفهمونها جيداً، ولذلك أقول لهم وإن لم يسمعوني الآن: تكفون، و"تكفى" كما نقول في السعودية تهز الرجاجيل!. إنني حينما أقول للاعبينا "تكفون" فإنني لا أستنهض فيهم مهاراتهم الفنية، وإنما أخاطب فيهم غيرتهم الوطنية، وإنني على ثقة بأن لا شيء الآن يمكن أن نراهن عليه غير أن يستحضر اللاعبون مسؤوليتهم تجاه قميص المنتخب الذين يرتدونه، وشعورهم إزاء علم لا إله إلا الله محمد رسول الله الذي يرفرف فوق رؤوسهم في ملعب المباراة، وحميتهم على الملايين الذين يترقبون عودتهم لأرض الوطن، وغيرتهم على سمعة بلد اسمه المملكة العربية السعودية، بما يمثل من قيمة عظيمة ومكانة كبرى. أدرك أن ثمة من لم يعد يراهن على المنتخب بسبب أجواء الإحباط التي تسربت لكل السعوديين؛ خصوصاً بعد الخذلان الذي عشناه سواء في تصفيات مونديال جنوب أفريقيا، أو في كأس آسيا الماضية، وقبلها في كأس "خليجي 20" في اليمن، وقبلهم جميعاً في استحقاقات أخرى شارك فيها "الأخضر" على الأقل في السنوات الخمس الماضية؛ لكن في نهاية المطاف ليس لنا إلا منتخبنا، ونحن جميعاً بكافة شرائحنا علينا مسؤولية إشاعة جو من التفاؤل شئنا أم أبينا. أقول ذلك رغم إنني قبل يومين فقط سئلت في برنامج "جرايد" بقناة الدوري والكأس القطرية عما إذا كنت متفائلاً أم متشائماً قبل مواجهة منتخبنا مع المنتخب التايلندي، فقلت دون أدنى مواربة أن لا شيء يحرض على التفاؤل، فالمنتخب يعيش أسوأ أحواله الفنية، وهو للتو قد خسر مباراة استراليا بثلاثة أهداف على أرضه وبين جماهيره، ويقوده مدرب لم يستطع حتى اللحظة إقناع أنصار المنتخب، فضلاً عن أنه سيواجه منتخباً يلعب على أرضه وبين جماهيره وهو منتشٍ أيما انتشاء بالفوز الكبير على نظيره العماني بثلاثية بيضاء، عدا عن كون المباراة تقام في شرق القارة، وكلنا يعلم ماذا يعني أن ينتقل فريق من غرب القارة ليلعب في شرقها بما تحوي عملية الانتقال من تغيرات مناخية وبيولوجية. مذيعة البرنامج الزميلة المتميزة هدى محمد قاطعتني ممازحة بعبارة لم تجانب الحقيقة حين قالت "تكفى تفاءل لأن المنتخب السعودي هو الأمل الأكبر لنا كخليجيين"، فأجبتها دون تردد إذا كان التفاؤل لمجرد التفاؤل فسأغني لأجل منتخب بلادي؛ لكنني بنيت رؤيتي تلك على حقائق موجودة على الأرض، وأضفت مستطرداً: إن كان ثمة شيء سيدعونا للتفاؤل فهو إحساس اللاعبين بالمسؤولية الملقاة على عاتقهم في الحفاظ على ما تبقى من سمعة للكرة السعودية، وهو ما نتمنى أن نراه مترجماً اليوم في بانكوك.