تبقى الوحدة الوطنية ويبقى الوطن كياناً وحالة لا نختلف عليها بل تبقى هي المفصل الرئيس الذي نتفق من أجله... في فترة سابقة تجاوز بعض الفتية الوحدة الوطنية واخترقوها بممارسات إرهابية أقلقت الأمان الاجتماعي والاقتصادي للمواطن السعودي والأجهزة الحكومية مما استنفر الجميع وخاصة المؤسسات الأمنية لمواجهة تلك الاختراقات التي ألبسها أصحابها رداء الدين لتحصل على القبول المجتمعي وكادت تلك الاختراقات ان تتأصل في وجدان البعض جهلاً حيناً ولأهداف خاصة حيناً... وحينها كان الشباب والأمن الوطني هم الضحية بالدرجة الأولى ولكن المؤسسة الأمنية السعودية حققت المعادلة الصعبة حيث قضت على العمليات الإرهابية وفق إستراتيجية أمنية ناجحة حيث كانت العمليات الاستباقية لرجال الأمن هي الفيصل في دحر الإرهاب دون أن يشعر المواطن أنه في وضع أمني غير مستقر ودون اللجوء لأي عمل قمعي أو ممارسات بوليسية تشعر المواطن أنه ضحية فكر وتصرفات الآخرين.. وتلك حقيقة يؤكدها الواقع وتحسب للمؤسسة الأمنية السعودية بكل جدارة ... صاحب ذلك اتساع ملموس ومتفق عليه في هامش حرية الرأي قد نختلف حول ذلك الهامش ولكن نتفق في أنه بات موجوداً ويخدم المفكر الراغب في وضع بصمته الإصلاحية لصالح الحراك الاجتماعي والسياسي والإداري للصالح العام وليس لإيجاد اسم ضمن أجندة قد تزرع الفتنة أكثر مما هي تخدم الصالح العام... من حق الجميع أن تتسع أبواب الحوار وأن تتسع وتتنوع مسارات الرأي.. إشكالية الخلط بين المواقف كارثة تتعاظم مع من تتوقع وعيهم... ماحصل من فساد إداري نتج عنه ضحايا لسيول جدة لا يمكن أن تربط بما حصل من بعض المفسدين في العوامية والقطيف...؟؟ نعم خلط الأمر يعطي دلالة على أن البعض لا يدرك البعد الأمني في اختراق الوحدة الوطنية تحت أي مسمى أو مقترح... من حق أي مواطن أن يختلف مع عمل المؤسسة الحكومية بل أن سياسة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمير نايف أكدت على ذلك غير مرة ولكن الاختلاف يتوقف عند الوحدة الوطنية... في فترة سابقة وبسبب اتساع قاعدة الإرهابيين انتشرت مراكز التفتيش بل وصل الأمر أحيانا أننا لا ندخل مؤسسات أعمالنا يوميا إلا وقد تم تفتيش عرباتنا ولم نتذمر لأنه الأمن الوطني وبالتالي سلامة المواطن ومقدرات الوطن واليوم يحاول البعض اعتبار ذلك ضد حقوق الإنسان دون إدراك أن الأمن الوطني مثل الجسد الإنساني يتآكل في حال إصابة عضو منه دون علاج جذري وليس مسكنات....؟؟ في الجانب الآخر البعض للأسف دون وعي منه اعتبر الانتماء الأيدلوجي يسبق الانتماء الوطني وهنا كارثة أخرى في حال الاستسلام لها سوف نزرع الفتنة والفوضى وليس الوحدة والاندماج الوطني...