لو كان هناك معادلة واحدة ومحددة للنجاح لما رأينا فاشلا في هذه الحياة ، ولكنها إضاءات ونظرات نلقيهاعلى نجاحات الآخرين نقتبس منها نوراً يضيء طريقنا ويجعله اكثر اشراقاً. وبمناسبة وفاة ستيف جوبز احد مؤسسي شركة أبل فقد تأملت في عناصر معادلة نجاح هذه الشركة والتي جعلت منها شركة عالمية عملاقة لا يكاد صغير ولا كبير في كل أنحاء العالم لا يعرفها او يقتني منتجها او يتحدث عنها وخاصة عن منتجاتها الاخيرة التي طرحتها خلال السنوات القليلة الماضية مثل الآي فون والايباد والآبود. ولعل المتأمل في هذه العناصر يساهم أيضا في نجاح منشآتنا الوطنية ويفتح بابا للصغار منهم قبل الكبار الى العالمية. عناصر معادلة النجاح التي لمستها في منتجات شركة ابل هي البساطة والوضوح والتميز والتعامل. إن عمر شركة أبل لم يصل اربعة عقود حتى الان وبالتالي فان النجاح والوصول الى مثل هذا المستوى من العالمية لايحتاج الى قرون وتاريخ طويل وان لنا في الشركات الاخرى مثل قوقل وياهو والفيسبوك وتوتير وغيرها لأمثلة حية على النجاح السريع، وبالتالي فان الرصيد التاريخي للانجازات لم يعد عنصرا من عناصر النجاح والا فأين نوكيا بل واين موقف الكاتيل وغيرها من شركات الهواتف المحمولة اليوم من موقفها بالامس على قمة هرم النجاح. كثير من المنشآت تسعى جاهدة الى زيادة عدد الخصائص والمميزات في منتجاتها الى درجة تصل معها الى التعقيد مما يجعل المستخدم او المستفيد من تلك المنتجات والخدمات يقع في حيرة من امره ، فلا يدري ما ياخذ وما يدع، فلا يستطيع ان يستمتع بخاصية الا وتزاحمها اختها وقد تكون احسن او أسوأ منها، اضافة الى ان مقدم ذلك الكم الهائل من الخصائص غالبا ما يكون كماً على حساب الكيف وهو ما يقود الى العنصر الثاني من معادلة النجاح. التميز الذي تتمتع به منتجات أبل لم يأت من كثرة الخصائص التي تحملها تلك المنتجات بل انها لا تحمل سوى عدد محدود ومحدود جدا من الخصائص لكنها تميزت فيها مثل الشاشة او الاتصال بالنت ومن ثم مع الاخرين والتواصل مع التطبيقات الاخرى للالعاب او خدمات الشركات الاخرى او عرض الصورة والصوت. الوضوح الموجود في منتجات أبل الاخيرة هو ما جعل من ذلك العدد المحدود من الخصائص لا يحتاج الى دليل مستخدم يساعد على التعامل معها، بل انك تكاد لا تسمع احدا يسأل كيف استخدم ذلك التطبيق او ادخل الى تلك الخدمة او اخرج منها وغيرها من الاسئلة المعتادة مع التقنيات الحديثة وهو ما يعني السهولة. سهولة التعامل تجربة حكمها الاول والاخير المستفيد او المستهلك وليس المنتج فمهما تتحدث المنشأة عن سهولة وسرعة وبساطة التعامل معها او مع منتجاتها وخدماتها فان الحكم الاخير ليس لهم. أبل لم تتحدث كثيرا عن هذا العنصر ولكن من جربها لم يستطع التخلي عنها بل ان الكثير يتحدث عن استمتاعهم بالتعامل معها لدرجة انك قد تحتاج الى طبيب لفصل طفلك عن جهازه اما الكبار فحدث ولا حرج. وعناصر النجاح هذه ليست الوحيدة او الفريدة في منتجات أبل كما ان أبل لم تنفرد بها لوحدها فهناك من حقق نجاحات وتمتع بها كما ان لأبل وغيرها عناصر نجاح اخرى فهي مع سهولتها الا انها ليست بالتمني او الكلام بل انها تحتاج الى تأمل وعمل تحتاج الى تخطيط وتحفيز الى دعم مادي ومعنوي الى استراتيجية بعيدة المدى الى رؤية واضحة ومنهج عمل متوازن في منشآتنا اذا ارادت النجاح والاستفادة من تجارب الناجحين، الا أنني اظنها ليست صعبة على منشآتنا ان تقتبس منها نورا تضيفه الى اشراقة مستقبلها ونجاحها. * إدارة إستراتيجية وتسويق كلية إدارة الأعمال – جامعة الملك سعود