طالب اللواء مهندس متقاعد فريج سعيد العويضي في ورقته العلمية بعنوان: "البرمجيات المجانية وتأثيرها على المجتمعات الإنسانية" التي قدمها خلال الجلسة الثانية عشرة من فعاليات مؤتمر "المحتوى العربي في الإنترنت: التحديات والطموح"، بإنشاء بيئة مستقرة لقطاع يعتمد على الخدمات ويهتم بتطوير البرمجيات المجانية، من خلال التوجه الواسع نحو استخدام البرمجيات المجانية في الدوائر الحكومية والقرى النائية، مع سعي الحكومة الجاد لتقديم خدمة الإنترنت لجميع المناطق والهجر والقرى النائية في المملكة. كما شدد العويضي خلال فعاليات المؤتمر الذي نظمته جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية تحت رعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين واختتمت أعماله أمس الأول، بضرورة صقل مواهب الشباب في الجامعات وتوجيههم نحو تطوير برامج مجانية بالتفاعل مع المجتمع التعاوني العالمي والمشاركة الفاعلة معتمدين فقط على مهاراتهم. وأكد العويضي أهمية تصدير المهارات المحلية المكتسبة إلى أماكن أخرى وتنمية "السوق الداخلي" بالاعتماد على البرمجيات المجانية، وتفعيل مجتمع لتطوير البرمجيات المجانية وتوفير خدمات مناسبة والدخول في منافسة عادلة مع الآخرين، ومن ثم تصدير الناتج من البرمجيات المجانية والأدوات المعلوماتية أو المنتجة للمعلومات بأسعار منخفضة أو بالمجان. وأشار اللواء مهندس العويضي إلى أهمية الإنتاج التعاوني كون ثلثي ناتج عائدات البرمجيات من الجهات الحكومية وكذا استفادة التقنية من الأدوات المنتجة تعاونياً والاستفادة من المكونات المتوفرة والجديدة غير المملوكة. وقدم كذلك عمرو جمعة ورقة "المعايير اللغوية لتقييم محركات البحث العربية على شبكة الإنترنت"، أكد خلالها أن نظم البحث واسترجاع المعلومات تعد أحد أهم الطرق التي يتم اللجوء إليها للتغلب على مشكلة فوضى المعلومات أو تضخم الإنتاج الفكري على الشبكة العالمية، ويمكن لمستخدمي محركات البحث التي تتعامل مع العربية على شبكة الإنترنت؛ إدرك الهوة الواسعة بين مخرجات هذه المحركات وبين ما يجب أن تكون عليه النتائج المرجوة فيما يخص البحث باللغة العربية. المتحدث الثالث المدير التنفيذي للنظم العربية المتطورة المهندس عبدالجبار العبدالجبار الذي تناول أهمية تعزيز المحتوى العربي على الانترنت كونها هي الوسيلة لنشر المعرفة، بالاضافة إلى أن النتاج العربي الالكتروني الموجه لخدمة النتاج الفكري العربي يعزز وجود المحتوى العربي الالكتروني ذي القيمة العالية. ثم استعرض المهندس العبدالجبار تحديات النتاج السلس المتعلقة بالنتاج الفكري والمتعلقة بأدوات وتقنيات الإنتاج وأخرى متعلقة باليات ونماذج الإتاحة والتعريف، وثالثة متعلقة باليات وأدوات البحث والوصول والاختيار فيما قدم الدكتور مصطفى محمد مصطفى بحثا بعنوان "معوقات النشر الإلكتروني الأكاديمي من وجهة نظر أعضاء هيئة التدريس بالجامعات العربية"، وكشف مميزات النشر الإلكتروني والتي من أهمها الوصول الدولي وسرعة النشر، إذ يمكن إتاحة البحث بمجرد الانتهاء من تحكيمه، كما يمكن اتاحة البحث في المحتوى، والروابط التي تسمح للمتصفح بالتنقل السريع والربط بالمراجع، وكذلك تقليل التكلفة المباشرة، المتمثلة في الأموال اللازمة لعملية النشر، والتكلفة غير المباشرة، المتمثلة في الوقت الذي يبذله المحكمون والإداريون لإعداد المواد للنشر. ثم تناول الدكتور مصطفى التحديات أمام النشر الالكتروني، وكشف في نتائج بحثه أن أكثر المعوقات تأثيرا على عملية النشر الإلكتروني الأكاديمي تمثلت في قلق عضو هيئة التدريس حول قبول بحثه للترقية في حال كون النشر إلكترونياً، وقلة برامج التنمية المهنية لأعضاء هيئة التدريس والباحثين في مجال التقنيات المشجعة للنشر الإلكتروني، وقلة معرفة عضو هيئة التدريس بمواقع أو أوعية النشر الإلكترونية المعترف بها. وأوصى الباحث بضرورة التأكيد على اعتماد الأبحاث المنشورة إلكترونيا للتقدم للترقيات العلمية والجوائز البحثية، بعد مراعاة الضوابط العلمية والأكاديمية والفنية، ووضع القواعد الواضحة والصريحة المنظمة لذلك، وتضمين برامج الدراسات العليا للماجستير والدكتوراه مقررا دراسيا مستقلا يتناول آليات وتطبيقات الإنترنت ذات الصلة بالبحث العلمي، مع التأكيد على التدريب العملي على مثل تلك التطبيقات، والتأكيد على التدريب المستمر وبرامج التنمية المهنية في مجال البحث العلمي، واشتراط الحصول على شهادات معتمدة مثل ICDL أو ECDL أو دبلومات Microsoft وغيرها للتعيينات أو الترقيات الأكاديمية، والاهتمام بالتقدير المادي والمعنوي للأبحاث والدراسات التي تنشر إلكترونيا في أوعية تتسم بالجدة والعلمية، تماما كما يحدث مع الأبحاث المنشورة تقليديا. وحضر الجلستين الأخيرتين من المؤتمر والجلسة الختامية عدد من مسؤولي الجامعة في مقدمهم وكيل الجامعة للدراسات والتطوير والاعتماد الأكاديمي الدكتور عبدالرحمن بن حمد الداود.