تتواصل في تونس الحملة الانتخابية للمجلس التأسيسي في أجواء متباينة من منطقة الى أخرى. تتخللها بعض التجاوزات التي يأتيها هذا الطرف أو ذاك ولكن الجميع يصر على اعتبار هذه الانتخابات ممارسة حقيقية لسيادة الشعب ووفاء لشهدائه الذين ضحوا بحياتهم خلال لثورة 14 يناير. هذه الحملة الانتخابية لم تسلم من بعض الهنات فإلى جانب الإخلالات والاعتداءات المتكررة على بعض القوائم بالتمزيق والشطب التي سجلها مراقبو الهيئة المستقلة للانتخابات تجلت حقيقة عدم استعداد الكثير من المرشحين سواء على قوائم حزبية او مستقلين لهذا الموعد الهام وافتقارهم لأبسط أبجديات «اللعبة الانتخابية» برغم الفرص الهائلة التي أتيحت لهم من تمويل حكومي وحضور متكافئ في أجهزة الإعلام الرسمي للتعريف ببرامجهم مما يدل على ان بعضهم سعى لمعركة دون الإعداد لها. وعلى عكس ذلك نزلت بعض الأحزاب بكل ثقلها المادي والبشري في كل انحاء البلاد مما زاد في تساؤلات البعض عن مصدر هذا الثراء الفاحش الذي حتما سيؤثر في وجه الانتخابات خاصة وانها تعتمد أساليب الإغراء العلني والمبطن المختلفة كالهدايا المختلفة ومنها «كبش العيد» والوعود الجازمة بتوفير ما يحتاجه الشعب فوراً. وقد أكد الرئيس التونسي المؤقت فؤاد المبزع على ضرورة تأمين كافة أسباب النجاح لهذا الاستحقاق الانتخابي الذي يشكل محطة محورية في مسار الانتقال الديمقراطي بتونس بعد الثورة. كما أفاد كمال الجندوبي رئيس الهيئة المستقلة للإنتخابات بأن الاستعدادات المادية واللوجستية تجري على أحسن ما يرام وأنه تم تكوين أكثر من 800 من المراقبين التونسيين لهذه الانتخابات كما تم إرساء آلية لمراقبة تمويل الحملة الانتخابية وذلك بالتعاون مع دائرة المحاسبات ووزارة المالية. من جهة أخرى أهابت منظمات الاتحاد العام التونسي للشغل والرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان والهيئة الوطنية للمحامين بكل الأحزاب السياسية والقوائم المستقلة والقوائم الائتلافية المترشحة لانتخابات المجلس الوطني التأسيسي بضرورة الالتزام بما تضمنته المراسيم المنظمة للعملية الانتخابية والتحلي بأخلاقيات التعامل الحضاري وبقيم الاحترام المتبادل وتكريس آليات التنافس النزيه وفاء لأرواح شهداء الثورة. داعية في بيان مشترك لها المرشحين للانتخابات إلى خوض حملاتهم الانتخابية «في مناخ من الهدوء وإلى التركيز على شرح برامجهم في كنف الموضوعية والوضوح وتحفيز مناصريهم على القبول بالخيار الديمقراطي من أجل مجلس تأسيسي قائم على التوافق بين كل مكوناته».