أثبتت الأيام وتوالت الانكسارات وكشفت الإحداث ان النصر لن ينصلح حاله وينهض من سباته ويعالج مثالبه ويصحح مساره ويستعيد عافيته طالما انه يعتمد على سياسة جلب الطيور المهاجرة "المعطوبة"، لا نريد ان نذكر بأسماء معينه ولكن واقع الحال المرير يؤكد ان الفريق الأصفر لايزال يعيش في خريفه السادس عشر من سنواته المملوءة بالجفاف والتصحر والاحباطات والاخفاقات. والفريق بعيد عن ربيع الألقاب الذهبية في خضم تساقط أوراق البطولات وانكسار أغصان الانجازات في كل عام بسبب مشاكل متراكمة ورواسب فنيه وشرفية ومالية تمخضت من سوء التخطيط الإداري وغياب العمل الاحترافي فضلا عن شيوع المجاملات، إدارة البيت النصراوي مع الأسف لم تنجح في إيجاد دعم شرفي تضامني ولم تستطع إعادة صياغة وصيانة الفريق ليتمكن من العودة من جديد الى المنافسة مع الأندية الأخرى التي نشاهد معظمها تتألق في ساحة التفوق لأنها وبكل اختصار تعمل وفق منهجيه احترافية تكاملت داخل دهاليزها الإضلاع الداعمة لأي مسيرة، من إدارة مستنيرة وجهاز فني وعناصر بارزة. وهنا يجب ان يدرك النصراويون ان البطولات لا تأتي بالوعود الوهمية أو بمنهجية المكابرة الإدارية أو بتصعيد المشاكل الشرفية أو بالاعتماد على أسماء فاتها قطار النجاح أو الانفراد وتسجيل هدف تسلل في شباك الرأي الاوحد، إنما بالتخطيط الاستراتيجي والعمل الجماعي المنظم بمنهجيته الاحترافية الرصينة، ورسم سياسة شرفية تكفل منح رجالات النادي الغيورين ورموزه الداعمين ومحبيه الفاعلين حقهم المعنوي وحفظ مكانتهم واحترام آرائهم التي تخدم مصلحة الكيان فتوفير الأجواء الصحية والبيئة النقية في البيت الأصفر ضروره حتمية تساعد على تحقيق اعلى معدلات التفاعل ونجاح العمل المتكامل. * إطلاق مشروع الأكاديميات الرياضية وان جاء متأخرا من المؤسسة الرياضية يمثل نقلة نوعية للكرة السعودية والأكيد ان الاستفادة من تجارب الدول المتقدمة التي سبقتنا في هذا المضمار في رسم منهجية وآلية وعمل وضوابط هذا المشروع الاستثماري العملاق وتدعيمه بالكفاءات المتخصصة سيضمن إيجاد جيل من المواهب المجهزة فنيا وسلوكيا وبدنيا وصحيا ومعدة إعدادا علميا واحترافيا وبالتالي ضخها في شرايين الاندية. * تشكيل لجنة فنية بنادي النصر تضم نجومه السابقين المؤهلين والمتخصصين مثل ماجد عبدالله ويوسف خميس وصالح المطلق وسعود الحمالي وعبدالله الصليح لتقويم العمل الفني فيما يتعلق بالتعاقدات الفنية سيختصر مسافة النجاح. * الاحتراف الخارجي مع الأسف ثقافة لم نستوعب مضامينها وأهدافه ومكاسبها وتأثيرها في الكرة السعودية فعندما يتلقى احد اللاعبين عرضا للاحتراف الخارجي تجهض القرارات العاطفية طموحه وتضيع عليه فرصة العمر والبركة في ثقافة الأندية العاطفية المهيمنة على فكر وتفكير وطريقة تعاملها مع عروض نجومها الخارجية. * عميد الصحافيين الأستاذ تركي عبدالله السديري كتب عبر زاويته الشهيرة "لقاء" مقالة رصينة عن أحوال نجوم الأمس الرياضي الاجتماعية والمادية والصحية والمعيشة شخّص المشكلة ووصف العلاج فهل تبادر رعاية الشباب في ترجمة مضامين "روشتة" طبيب الصحافة وعميدها!؟ * إعلامنا الرياضي وما نشاهده من انفلات سلوكي وتجاوزات خطيرة ومناكفات سلبية ومناطحات بالألفاظ تجلب الصداع ووجع الرأس تتطلب تفعيل الدور الرقابي لضبط إرهاصات وافرازات هذه التجاوزات التي لا تخدم العمل الرياضي. * التعصب الرياضي مرض اجتماعي وداء خطير بدا يستشري مع الأسف في جسد المجتمع الرياضي السعودي، فهل نعي مخاطره قبل استفحال هذه الظاهرة!؟