اختتمت مساء أمس الثلاثاء، فعاليات ملتقى دارين الثقافي الأول بمشاركة ما يقارب ال"60" باحثا وأكاديميا ومثقفا من مختلف الدول العربية والخليجية وذلك في الملتقى الذي نظمه نادي الشرقية الأدبي وأقيم بمدينة الدمام، تحت عنوان (المجلات الثقافية في دول الخليج وتنمية المعرفة). واشتمل الملتقى على ست جلسات إلى جانب ندوة تلفزيونية تطرقت لقضايا تمس المجلات الثقافية الخليجية ودورها وحضورها في العالم العربي. وشهدت جلسة أمس عددا من الأوراق البحثية التي تطرقت لدراسة المجلات الثقافية الخليجية من بينها دراسة الدكتور محمد الأسمري حول: (ثنائية النفط والثقافة عبر تحولات الهامش والمركز). والتي تحدثت حول المجلات الثقافية وتحولات المركز والهامش وعن ثنائية النفط والثقافة .. المجلات الثقافية أنموذجاً. وتناولت الدراسة في القسم الأول منها المجلات الثقافية في الجزيرة العربية والخليج ورحلة التحولات التي صاحبتها بين المركز والهامش وكيف أن صدور هذه المجلات كان أول آذن ينبئ أن المراكز الثقافية في القاهرة وبيروت وغيرها ، لم تعد وحدها في الساحة الثقافية بل إن هذه المجلات التي تواتر صدورها تباعاً منذ ظهور الطفرة النفطية في شرق الوطن العربي أفصح وبكل جرأة أن الهامش تحول لمركز ثقافي مؤثر أثرى الحركة الثقافية والأدبية بشكل لم تعهده المسيرة الحضارية للنهضة العربية الحديثة. وخلال البحث قسم الدكتور الأسمري تأريخ المجلات الثقافية في الخليج إلى ثلاث مراحل وهي: ماقبل النفط ، ومابعد الطفرة النفطية ، وما بعد ثورة الاتصالات والمعلومات، متناولا المجلات التي صدرت في كل مرحلة تاريخية وحجم الأثر والحراك الثقافي الذي أحدثته كل مرحلة ومساهمتها في تبدل الأدوار بين المركز والهامش (الأطراف) تلك القضية التي ألقت بظلالها على التبادل الثقافي والإبداعي في الوطن العربي وعرجت في تناولي لهذه القضية أنها مع التطور العلمي وعصر العولمة والثقافة الكونية الإنسانية لم تعد قضية ذات بال أو أنها قادرة على أن تحد من التواصل الثقافي والعلمي بين الثقافات واللغات المختلفة فضلاً عن أصحاب اللغة والثقافة الواحدة. ثم ناقشت في القسم الثاني من البحث ثنائية النفط والثقافة والتي مثلتها في المجلات الثقافية ، وكيف أن الأخيرة تأثرت في فترة ما بما كانت توصم به ثقافة النفط ولكنها أثبتت في الأخير أن عائدات النفط سخرت بالقدر المقبول لأن تكون هذه المجلات رائدة عصرها، مشيدا بمجلة القافلة التي تصدر من شركة ارامكو وتوزع مجانا في كل أنحاء العالم. أما الدكتورة أسماء أبو بكر أحمد فطرحت موضوع (تعزيز المجلات الثقافية لرهانات التحول السردي: مجلة المنهل) في ورقتها التي حظيت بتعليقات الحضور المشارك) مشيرة إلى الدور البارز للمجلات الثقافية في تعزز حركة التحولات السردية في العالم العربي. مضيفة: ولقد مثلت القصة القصيرة في مجلة المنهل أبرز الفنون السردية استحواذاً على ذهنية القارئ خلال خمسة وسبعين عاماً هي عمر مجلة المنهل ، ومن ثم تمثل دور مجلة المنهل في تعزيزها لرهانات التحول السردي من خلال تحديث القصة القصيرة؛ مؤكدة تأصيل الفن القصصي في مجلة المنهل من خلال حضور القصة الواقعية وجاءت قصص المرحلة الأخيرة - الموسومة بالألفية الثالثة - ممثلة لنضوج هذا الفن مما يشير إلى عملية تدقيق القائمين على المجلة باختيار القصص المتسمة بالنضوج الفني وملاحقتها لعناصر التحديث في الفن القصصي على مستوى العالم العربي. من جهته أشاد الكاتب حمد القاضي بتجربة الملتقى مطالبا بأن تقام هذه الملتقيات بشكل دور في مختلف المدن الخليجية. يشار إلى ان الملتقى شهد أيضا إقامة معرض مصاحب لأهم المجلات الثقافية السعودية و الخليجية.