وكان لنادي المنطقة الشرقية الأدبي رؤيته الواضحة حينما اختار هذا العنوان لهذا الملتقى حيت يشير رئيس مجلس إدارة النادي محمد بن عبدالله بودي إلى أن تسمية الملتقى بدارين فإنه يعود لأن هذه المدينة تعد أنموذجًا لمدن المنطقة الشرقية في المملكة من حيث بيئة البحر، فدارين جزيرة شهيرة هادئة تغفو على ساحل الخليج العربي، وهي أيقونة تاريخية في السجل الإنساني المعرفي، فهي موئل لحضارات إنسانية عريقة، كما أنها سوق عربي قديم يعادل الأسواق العربية الشهيرة كعكاظ وهجر. ويضيف بودي بأن اختيار المجلات الثقافية جاء أولاً احتفال بمجلتنا دارين وقد مضى على صدور أول عدد منها ثمانية عشر عامًا تقريبًا، حيث صدر العدد الأول منها في عام 1414ه، وقد أصبحت دارين وجهًا ثقافيًا للمنطقة الشرقية، تقرأ من خلالها تفاصيل المشهد الثقافي في شرق وطننا العزيز. وثانيًا استشعار بالدور المعرفي الكبير الذي نهضت به هذه المجلات كأوعية للثقافة أسهمت مبكرًا في نهضة علمية ثقافية كبرى شهدتها مختلف دول العالم وبخاصة الدول العربية فقد نشرت الوعي وأشاعت المعرفة وخدمت الفكر والأدب والتاريخ. ملخصات البحوث شارك في محور امتداد التراث في المجلات الثقافية عدد من الباحثين بعدد من الأوراق والبحوث التي ناقشت هذا الموضوع من كافة جوانبه، وقد جاءت ورقة الدكتورة بثينة الجلاصي بعنوان «التراث في المجلات الثقافية «العربية» و»وج» أنموذجًا»، حيث أشارت فيها إلى الفترة الحرجة التي يعيشها الواقع العربي والإسلامي نظرًا لتضافر عوامل عديدة تهدّد هويته الدينية الثقافية والفكرية واختارت الباحثة «المجلة العربية» الصادرة بالرياض، ومجلة «وج» التي يصدرها نادي الطائف الأدبي، لأهمية المواضيع التراثية وأبعادها فيهما، راصدة المواضيع التراثية ومجالات اشتغالها، ودلالة هذه القضايا التراثية في علاقتها بالهوية، ثم عرضت مرآة السلف عند المثقفين ومرآة المثقفين في المدونات التراثية لتجيب في النهاية عن أسئلة تعتبرها أساسية منها: مدى اهتمام المثقفين بالموروث الثقافي. فيما كانت ورقة الدكتور عصام أبو غريبة تحت عنوان «تراث اللغة العربية في المجلات الخليجية (العربي) أنموذجًا» أشار خلالها إلى مساهمة مجلة «العربي» الكويتيّة مُنْذُ ظهورها في نهاية الخمسينيَّات من القرن العشرين إسهامًا فاعلاً في بَعْث اللغة العربيَّة، وتعليمها، ونشرها، وإحياء تراثها. وتحت عنوان «الفكر اللغوي في مجلة جذور» التي يصدرها أدبي جدة تعرض الباحث محمد عبيد في ورقته للبحوث التي نشرتها المجلة وتناولت القضايا اللغوية في مستوياتها الثلاثة: الصوتية، والصرفية، والنحوية وعرض لهذه البحوث عرضًا عامًّا وقف من خلاله على اهتمام المجلة بتلك القضايا، مبينا أن نصيب الأبحاث التي تهتم بالقضايا اللغوية جيدة لمجلة تهتم بكل قضايا اللغة العربية ولاحظ إجمالا أن المجلة أرهقت نفسها بكثرة البحوث في العدد الواحد وتناول بعض الأخطاء النحوية والصرفية التي وردت في بعض البحوث. فيما كانت ورقة الدكتور محمد غزاوي تحت عنوان (الأمانة العلمية في مجلات نادي جدة الأدبي)، وقد أثارت الكثير من الجدل، إذ كشفت عن بعض السرقات العلمية في مجلات النادي. كما أشار الباحث إلى تتبعه لبعض السرقات العلمية التي وقع فيها بعض الأدعياء، سارقي الفكر؛ رغبة في كشفهم وفضحهم وتعرض من خلالها أيضًا إلى مفهوم البحث العلمي وحقوق الملكية الفكرية. ثم النقد الذاتي في علامات وجذور، ومآخذ وسلبيات في الدوريتين وتتبع بعض السرقات العلمية، وردها إلى أصولها وقد استشهد ببحث كامل منقول ومسروق. وفي محور واقع ومستقبل المجلات الثقافية في عصر الانترنت افتتح الحديث الدكتور عثمان الصيني بورقة تحت عنوان (واقع المجلات الثقافية في الخليج العربي ومستقبلها)، وتنطلق الورقة من الرسالة التي قامت عليها الصحف والمجلات بصبغتها الثقافية والأدبية، حيث ركزت هذه المجلات على معركة النهضة، وتحدث عن المشكلات التي واجهتها المجلات الثقافية منذ القرن الماضية وحصرها في ستة أمور أساسية أهمها: التمويل والحرية المتصلة بالرقابة وحركة المطبوعات داخل الوطن العربي، وكذلك العمل المؤسسي والركون إلى ما هو قائم حاليا وعدم الابتكار أو البحث عن آفاق جديدة أو صيغ مبتكرة للمجلات. وكانت الورقة الثانية للباحث الدكتور محمود الضبع، وتناول في مقدمتها التطور العلمي والتكنولوجي في مجلات النشر والتوزيع والتلقي ثم أشار إلى دور المجلات الثقافية الخليجية في نشر الوعي الثقافي، والقيام بدور فاعل في بلورة الفكر العربي المعاصر، ثم تناول متغيرات الثقافة العالمية وأثرها على المجلات الثقافية ومتغير الثقافة المعلوماتية في مجتمع المعرفة وتكنولوجيا الثقافة / ثقافة التكنولوجيا وتحدي المجلات الثقافية الإلكترونية. مشاركة ملحق الأربعاء وتعد هذه الجلسة غنية بمشاركة اثنين من طاقم ملحق الأربعاء الثقافي الأسبوعي بجريدة المدينة ففي الورقة الثالثة ناقش المشرف على ملحق الأربعاء الثقافي فهد الشريف مستقبل المجلات الثقافية في عصر الثورة الاتصالية وسمات المجلات الثقافية الالكترونية، وحدد الباحث في ورقته رؤيته المستقبلية لاتجاهات جديدة من خلال الإعلام الثقافي الجديد. وخرج بنتائج ايجابية للوصول إلى هويات جديدة وتفاعل أكثر مع الواقع الثقافي. وجاءت الورقة الرابعة للمحرر الثقافي في ملحق الأربعاء نايف كريري تحت عنوان «موات المجلات الثقافية الورقية وسطوة الإعلام الجديد» وانطلقت الورقة من قضية حساسة وهي اختفاء العديد من المجلات والدوريات الثقافية والأدبية بصورة تثير القلق حول مستقبل الثقافة العربية، ويرى أن ما يقدم عبر الإعلام الجديد ومن خلال وسائطه المتعددة لا يرقى إلى ما تضمه المجلات الورقية، بمحتواها الجيد وإن كانت هناك مواقع تقدم ثقافة جيدة. كما يطالب الباحث المجلات الثقافية الورقية أن تكون في مستوى التأثير والانتشار الذي يقدمه الإعلام الجديد اليوم، وعلى الأخير أيضًا أن يكون في مستوى الاحترافية والجودة التي تُقدّم بها هذه المجلات الثقافة للمجتمع. تنوع الجلسات والموضوعات وفي موضوع مواكبة المجلات الثقافية للنظريات النقدية بدأتها الباحثة ليلى رضوان بورقة بعنوان «قراءة النص الأدبي في مجلة (آفاق)» تناولت النص الأدبي في ضوء المناهج النقدية الحديثة مثل البنيوية، والمنهج الفني الجمالي، ونظرية التلقي، ونظريات تحليل الخطاب الأدبي، إضافة إلى المنهج النفسي والاجتماعي. وكانت الورقة الثانية للباحث الدكتور محمد العمامي تحت عنوان «النقد السردي في مجلة (أبعاد)» التي يصدرها نادي القصيم الأدبي وأحصى من خلالها أجناس السرد الأدبي المدروسة في أعداد مجلّة «أبعاد» وتعرض إلى النظريّات السرديّة الموظّفة في مقاربة هذه الأجناس، كما ناقش التوظيف في مستويات المصطلحات والمفاهيم والإجراء. وفي الورقة الثالثة تعرض الباحث الدكتور سحمي الهاجري إلى (حضور النظريات النقدية في مجلة «علامات») وأشار من خلال ورقته إلى اهتمام المجلة بالنظريات النقدية الحديثة ويرى أن المتتبع لأعداد علامات على مدى عشرين عاما من مسيرتها، لا يعدم الظفر منها بحصيلة جيدة عن نظرية من النظريات النقدية الحديثة، ولعله لم تبق نظرية منها، إلا ووردت في علامات بصورة أو بأخرى، وتناول نظرية واحدة هي (السيميائية) بشكل مفصل. فيما كانت الورقة الأخيرة للدكتور حاتم الفطناسي وجاءت بعنوان «المجلات الثقافية الخليجية والنظريات النقدية الحديثة». وتحت عنوان (تعزيز المجلات الثقافية لحركتي الشعر والسرد) شارك أربعة باحثون الأولى كانت للباحث سعد الرفاعي تناول من خلالها «تشكيلات النصوص في مجلة المعرفة»، والورقة الثانية للباحث الدكتور هيثم الحاج علي تحت عنوان «تطور تلقي النص الأدبي ودور المجلات الثقافية فيه». أما الورقة الثالثة فقد تناولت «تعزيز المجلات الثقافية لرهانات التحول السردي مجلة المنهل أنموذجًا» وقدمتها الباحثة الدكتورة أسماء أبوبكر. وقدم الورقة الرابعة الدكتور يوسف العارف تحت عنوان «عبقر الشعر ودورها في التأصيل للنص الشعري الحديث» وهي قراءة في الأعداد الثلاثة الأولى لمجلة عبق الشعر الصادرة عن نادي جدة الأدبي. كما شهدت الجلسة الثانية والتي كانت تحت عنوان «تجليات المكان في المجلات الثقافية» أربع ورقات عمل، وقد قدم الدكتور محمد بوهلال الورقة الأولى وكانت بعنوان «فلسفة التاريخ الإسلامي في مجلة الدارة.. مكة أنموذجا»، وورقة بعنوان «أدب الرحلة في مجلة المنهل» قدمها الدكتور عبدالله الحامد مجيبا عن تساؤل طرحه عما قدمته المنهل لأدب الرحلة ومدى وعيها لهذا الجنس الأدبي وآلياته. والورقة الثالثة كانت للدكتور محمد الأسمري تحت عنوان «ثنائية النفط والثقافة عبر تحولات الهامش والمركز ..المجلات الثقافية أنموذجا».. أما الورقة الرابعة فكانت للدكتور الخضر عبدالباقي عن «الحضور الأفريقي في المجلات الثقافية العربية.. الفيصل نموذجا» محاولا الوقوف على مدى الحضور الأفريقي بثقافاته وآدابه في مجلة الفيصل. الجلسة الأخيرة جاءت تحت عنوان (المجلات الثقافية الخليجية وتنمية المعرفة) وقدم أول أوراقها الدكتور حامد العنقري تحت عنوان (الأثر الثقافي لمجلة الدارة)، تناول من خلالها نشأة المجلة ودورها في نشر الثقافة. والثانية للدكتور أحمد عبدالملك تحت عنوان (دراسة مسحية لاتجاهات مجلتي الدوحة والرافد)، أما الورقة الثالثة فكانت للدكتور صالح أبو عراد تحت عنوان (توجهات مجلة المنهل في قضايا التربية والتعليم) أكد من خلالها أهمية المنهل التي عدها من أهم المجلات الثقافية على مدى 75 عاما. والورقة الرابعة كانت تحت عنوان «السجال الثقافي في الدوريات الخليجية.. (علامات) أنموذجا» للدكتورة عفاف بنت الغالي حاولت من خلالها الإقرار، بأهمّيّة المجلاّت الثقافيّة العامّة والمتخصّصة في احتضان الآراء والمقاربات المتباينة، المختلفة أو المتّفقة.